وهو المسجد الكبير المعروف بالمسجد الأعظم، الذي تميّز منذ تأسيسه عام 1373هـ بأمر المرجع الديني الكبير زعيم الشيعة الإمامية آية الله العظمى السيد البروجردي (قدس سره) وتحت إشرافه، إلى يومنا هذا ـ إضافة إلى إقامة الجماعات فيه ـ بأنّه معهد للدراسات الدينيّة العليا، وملتقى الآلاف من الطلاب في موسم الدراسة من مختلف أنحاء العالم، حيث يتلقون العلم في الأصول والفقه والتفسير والحديث والرّجال.
ويعدّ اليوم أكبر مجمع علمي يضمّ أكبر عدد من الطلاب يقصدونه صباحاً ومساءً، حيث تلقى فيه الدروس بانتظام على مدى تسعة أشهر من السنة تقريباً هي موسم الدراسة من كل عام.
وقد شيّد المسجد الأعظم على مساحة من الأرض تقدر بأحد عشر ألف متر مربع، تقوم فوقه قبّة عظيمة مزيّنة بالكاشي من الداخل والخارج، ولعلّها أعظم قبّة في إيران، وله مئذنتان عظيمتان هما أعلى مئذنتين في قم، ومئذنتان صغيرتان وبناء لساعة كبيرة، وقد أنفق على بنائه وبناء سائر مرافقه أكثر من سبعة ملايين توماناً.(2)
وينفتح الحرم الشريف من جهته الجنوبيّة على فناء واسع يعرف بالصحن الكبير يحوطه سور له أربعة أبواب، ويحوي في أطرافه الثلاث عدداً كبيراً من الحجرات هي أشبه شيء بالفصول الدراسية، حيث تلقى فيها الدروس المختلفة، كما أنّها تضمّ عدداً كبيراً من قبور العلماء والمؤمنين.
وأمّا من جهة الغرب فيتصل به مسجدان أو ثلاثة تمتلئ بحلقات الدروس أيضاً، والتي لا تنقطع صباحاً ومساء إلا في أوقات الصلاة، حيث تقام فيها الجماعات.
وأمّا من جهة الشرق فتتصل به مدرستان كبيرتان ـ الفيضية ودار الشفاء ـ تشتملان على عدد كبير من الغرف يسكن الطلاب ببعضها، ويدرسون في بعضها الآخر.
ويتوسط بين الحرم وبينهما فناء يعرف بالصحن الصغير، له ـ من جهة الجنوب ـ مدخلان ينفتحان على الصحن الكبير، ومدخلان ـ من جهة الشمالية ـ ينفتحان على ساحة المسجد الأعظم، وفي زواياه وجهته الشرقيّة عدد من الغرف.
وأما جهته الغربية ففيها الإيوان الذهبي الذي يتصل بالرّواق المتصل بالضريح المقدس.
وإنّك لتجد هذا الحرم المقدس كلّ يوم من قبل طلوع الفجر وإلى ما بعد منتصف الليل في حركة دائبة مستمرة، والناس يغدون ويروحون بين متعبّد، وزائر، ومصلٍّ، وقارئ للقرآن، وطالب علم.
لذلك كان هذا الحرم الشريف قلب هذه المدينة النابض، ومعلمها البارز، ومهوى الأفئدة.