بسمه تعالى
لزاماً عليّ أختي المؤمنة / سيناريو أن أتقدم لك بجزيل الشكر والامتنان ، فتواجدك ها هنا ضمن أطروحتي يجعل الطرح مثرياً وهو بالفعل كان كذلك وازدانت الدار بضيوفها ..!! لا أخفيك أختي سراً إنني وقعت في حرج شديد لفلسفتي هذه الذي أردت من وراءها إيصال فكرة إن هناك إضطرار جبري لإرتكاب بعض الأخطاء في بعض زوايا حياتنا لا حباً وغواية في تجاوز ما أحلّه الله وتجاوباً مع ما حرّم الله ، فحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ..!! إنما هناك بعض المقتضيات التي تدفعنا كرهاً إلى القفز على القانون الصحيح واقتراف الخطأ في هذه الحالة قد يؤدي بنا إلى إنقاذ نفس ( مثلاً ) كأن تمتد يديك إلى إنقاذ فتاة أو أمرأة لا يسمح لك الشارع النظر بوجهها ولكن الضرورة والظرف والموقف يجيز لك أن تضرب بقانون الحرمة عرض الحائط وترتكب خطئاً عفوياً بحسن النية لا مصلحة لك فيه بل من أجل إحقاق الحق في حالة لا تستدعي أن تتأخر في ارتكاب هذا الخطأ المرفوض ..!!
نسيت أن أقول إن أطروحتي هذه لاقت بعض الإحتجاج من قبل البعض بحجة إنه لا يصح إلا الصحيح وعمر الخطأ ما تحوّل إلى قيمة صحيحة في حياة الانسان ، فالخطأ واضح ومتفق عليه ويجمع الكثيرون على بقاء الخطأ في خانة الرفض ويبقى الصحيح أمراً سلمياً وجميلاً يتقلد صهوة الإعجاب والتماشي معه ، فلم أصل إلى نتيجة وقد دار سجالاً كبيراً ، وموقفي من هذا الإحتجاج كان وسطياً فأنا أريد أن أقنع الطرف الآخر بمصداقية ما أعتقد به على خلاف ماكان عليه الطرف الآخر فقد كان يشكك في جدلية ما أطرحه وأصر إن الخطأ الجسيم يبقى مكلفاً وتالفاً وضاراً فلا يمكن أن يؤدي الخطأ إلى الصواب ، وأنا أعترضه ، فهناك الخمر على سبيل المثال فهو من المشروبات المحرمة لاحتوائه على مادة مخدرة وفيه عناصر قد الادمان عليها تؤدي بصاحبها إلى ارتكاب الفواحش وإلى ما حرّم الله ولكن هناك ثغرات شرعية أو أصوات شرعية تفتي بالإيجاز والسماح في حالات استثنائية ..!! كما لا يفوتني أن أوضح إن هناك حيل شرعية يستعين بها الشخص بعد الاستئذان من الشرع لتجاوز بعض الأخطاء التي يقع فيها من أجل أن يصل إلى مبتغاه ولا يجد هذا الفعل أي ضرباً من الدين أو اعتراضاً ..!!
أتذكر في هذا الصدد إنني مرة من المرات أضاءت الاشارة المرورية الحمراء بوجهي وقد عزمت على قطعها إلا إنني احترمت نفسي واحترمت الآخرين فضغطت على الفرامل تأدباً إلا أنني لمحت من المرآة إن السائق القادم من الخلف جاء مسرعاً وعازماً على قطعها وقد كان يعتقد إنني سأقطعها مثله ، فما وجدت حيلة غير أن أتفادى الموقف وإلا صدمني ووضعني تحت إطارات سيارته ، فقطعت الإشارة كرهاً مع علمي إن ذلك خطئاً فادحاً إلا أنني فضّلت ارتكاب هذا الخطأ لعلي أسلم وبالفعل أنقذت نفسي بهذا الخطأ وعرفت حينها إن ارتكاب بعض الأخطاء قد يكون مفيداً وصحيحاً وليس في كل الأحوال - طبعاً - ..!!
ربما يكون ضرب الأبناء التمردين الذين لا يتجاوبون مع طاعة الوالدين نوعاً من الأخطاء التربوية التي ينبغي التعامل معها بدقة ونفهمها على أنها نوعاً من التوجيه المؤدب الذي لا يتنافى مع الأخلاق ، الضرب - طبعاً - الغير مؤذي والغير مبرح والذي يساعد في تقويم الأخلاق وسلوك الأبناء .. يطول الشرح والحديث لذا أكتفي بما شاركت به مع شكري الجزيل للأخت الكريمة/ سيناريو .. فقد أنار وجودها صفحتي ..!!
ملاح الروح .. يسلمووووووو
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات