أخطاء صحيحة ..!!

يخطئ من يقول إن كل خطأ هو خطأ بحد ذاته ..!! فأنا لديّ اعتقاد يخالف شريعة من يعتقد بهذا ..! فهناك مع شديد الإعتذار لخصومي أخطاء صحيحة لا تعرف إلا الصواب .. وأعتمد في كلامي هذا المقولة الشهيرة : رب رمية من غير رامي ..!! فليس من العدل أن نتهم فلانا اجتهد في صنع قرار ولم تجدي محاولته فنجم عن خطأه شيئاً صائباً .. كأن تلقي بسنارتك من أجل سمكة الزمرور فتصطاد سمكة هامور ..!! أعرف إن الهدف جاء بالعين العورة كما يقولون ولكن يعتبر هذا الخطأ صائباً حتى وإن كان من غير قصد ..!! فليس شرطاً الأخذ بالنية في كل الأمور ، لإننا إن أعتبرنا بالنية في كل حاجة سوف نتهم البعض بالقتل العمد أثناء قطعه لإشارة المرور ، فهو تعمد وأخطأ في قطع الإشارة ولكنه لم يكن يتعمد أن يرتكب جريمة في حق أحد من البشر ، لذلك ينبغي التعامل مع هذا الخطأ على أنه خطأ صحيح يمكننا بناءه على النية الحسنة ، مثل الدال على الخير كفاعله ، فنلاحظ أحياناً البعض يدلّك على استخدام وسيلة تجمع من وراءها المال الوفير وتصبح من الأثرياء بفضل هذه النصيحة الذهبية مع أن الذي أهداك هذه النصيحة لم يكن يعتقد أنك ستصبح من مشاهير الثراء وإلا ما أهداك إياها ووفرها لنفسه فهو أحق بخدمة نفسه ..!! وأعود وأعرض مثالاً آخر لأؤكد أطروحتي الفلسفية بهذا النص الذي استخدمتموه في حياتكم : رب ضارة نافعة ..!! فهل سمع أحدكم بضارة تنفع ..!! ربما الاجابة الكاسحة : نعم .. ولكن نظرياً قد تجد هذه المقولة لكثير من الرفض والتريّث فلا يعقل أن تأتي بشيء ضار ويؤذي فتجده بقدرة قادر نافع وكأن السم أصبح عسلاً شافياً ..!!
كذلك تتأكد هذه الفلسفة في النصائح التي تسديها إلى إخوانك المقصرين فلا تجد وسيلة لنصحهم غير التوبيخ والصراخ والوعيد والتهديد فرغم خشونة الدعوة وخطأ الأسلوب إلا أنه صحيحاً من الناحية العقلية ، فما أجدى الأسلوب الخشن وأصدقه حين ترى معوجاً فلا تجد أفضل من هذه وسيلة لتصليحه وتقويمه ..!!
أستنتج من هذه الأمثلة أن هناك بعض الأخطاء هي صحيحة في حد ذاتها وإن أجمع الكثيرون على أن ما يصح إلا الصحيح ولا يختلف إثنان على فداحة الخطأ مهما كانت النتائج ..!!
كأنكم لم تفهمون شيئاً ، وربما أنا كذلك مثلكم ..!! فلا تلوموني ربما أنا بخطئي هذا لا أقصد إلا الصحيح ..!!
تحياتي
يوم سعيد