عذراء الحزن الناسك ..


..


عذراءُ حزني بالطفوفِ تنسـّكي
واتلِ بتولاً فالجراحاتُ اسمكِ

وتعرَّشـي ماءً تكسَّـرَ طعمُـه
فوقَ الشفاهِ فما لماءٍ تضحكي

حيث اغتراب الدمعِ وجهٌ واحدٌ
مدَّ الملامحَ في العيونِ لتسلكي

كلَّ الخلايا الحُمرِ حين توضأتْ
بالحزنِ والنزفِ الذي قد لفـّـكِ

وسوستِ لي حبَّـــًا تيقــّن نبضُهُ
بعثاً لروحي للحيــاةِ لتحـتـكي

عذراءُ صافحني الوجيبُ فخلته
يغري التوجعَ فيَّ حتى يشتكي

يمضي ويسكنُ بي ودوني هدأةٌ
تنبيكِ أن القلبَ سترٌ فاهتكي

وضعي دمي فوق الترابِ ليرتوي
من لونهِ كلُّ احتضار ٍ حالكِ

وتصافحي والقبر في ملكوتهِ
سبحانه .. باللثمِ فيهِ تملـّـكي

وخذي الضياعَ وغربتي وتمثــّلي
بالآهِ في كربِ البلاء ِ وأشركي


مقلَ النحيبِ فكلُّ ما قد عشتِه
بسمِ الحسين وباسمه لن تهلكي

..

الحزنُ يا عذراءُ حزني لوحةٌ
صوفيـّـة ٌ غَسَـلتْ نوايا فلككِ

نزفتْ فصولاً من دماءٍ غادرتْ
كلَّّ التهمهمِ فيكِ حتى مَدَّكِ

فإذا احتمالاتُ التأوّهِ أهرقتْ
مني الشعورَ فيا حروفي اسفكي

هذا الحسينُ بسَـلسَـلِ اللهِ ارتدى
فتبلـّـلي بالضوءِ فيهِ تمسّـكي

وتزاحمي والغيم في عتباتهِ
برَأتْ حكايا في سجودٍ عاتكِ

وتطوّفي حولَ الضريحِ ولملمي
صلواتـِهِ ومعَ الملائكِ شاركي

ذوبي بتقبيلٍ يذوبُ زيارةً
وتنسـّـمي رَوحَ السماءِ وباركي

وتجاذبي ظمأَ العيونِ وصرِّفي
دمعاً أيا عذراءُ فيهِ حرّكي

قطعَ الوجودِ وما أشفَّ وجودهُ
رجَّ الحياةَ بيومهِ لما بُــكي