قوة اخواني خواتي
حياكم وياي عندي موضوع صار له من بداية الشهر وهم صاكين راسنا فيه
وملوعين جبدنا الا وهو
(الفالنتين داي)
قال ويش عيد الحب
ويش هالخرابيط
ويش هالمسخره
شاعت في السنوات القليلة الماضية ظاهرة عرفت باسم (( الفالنتين داي )) أو عيد العشاق والتي توافق الرابع عشر من شهر فبراير في السنة الميلادية .... هذه الظاهرة التي هي أشبه بالمناسبة أو العيد الخاص لكل عشاق العالم حسب ما يزعم مبتدعوها, والتي لها اتيكيتاً وطقوس حبٍ خاصة يمارسها العشاق, فتجد كل عاشقٍ منهم يعبر عن مشاعره بمختلف الأساليب ويتفنن في انتقاء الهدايا ومفاجأة معشوقه بما يحب.
ولن تطرق الحيرة باب أي عاشق في اختيار هدية ترضي ذوق معشوقه في هذا العيد, فالإعلانات التجارية تبدأ العرض والترويج لهذه المناسبة قبل شهر على الأقل من موعده, فترى الأسواق قد أغرقت بمختلف الهدايا التي ترمز إلى الحب والعشق جذباً للمستهلك العاشق !!
هذه الظاهرة التي أول ما ظهرت في الدول الغربية.......
فماذا تعرفون عن يوم 14 فبراير؟!
ربما يقول البعض: لا نعرف عنه شيئاً، أو هو يوم كغيره من الأيام، ولكن الكثيرين سيقولون: إنه يوم الورود الحمراء والقلوب الحمراء والهدايا الحمراء... إنه عيد الحب ( Valantine’s day ).
ولكن هؤلاء وأولئك ربما لا يدركون قصة هذا اليوم ولا سببه، ولا أنهم بذلك يشاركون النصارى في إحياء ذكرى قسيس من قسيسيهم.
ولكن ما قصة هذا اليوم وما أصله؟!
جاء في الموسوعات عن هذا اليوم أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة، كي تحمي مراعيهم من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب الموجود حالياً، ولكن حدث ما غير هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.
وفي تلك الآونة كان الدين النصراني في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا)، ومن يومها أطلق عليه لقب "قديس".
وبعد سنين عندما انتشرت النصرانية في أوربا وأصبح لها السيادة تغيرت عطلة الربيع، وأصبح العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ لأنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور (كيوبيد) الممثل بطفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً، وهو إله الحب لدى الرومان كانوا يعبدونه من دون الله!!وقد جاءت روايات مختلفة عن هذا اليوم وذاك الرجل، ولكنها كلها تدور حول هذه المعاني.
هذا هو ذلك اليوم الذي يحتفل به ويعظمه كثيرٌ من شباب المسلمين ونسائهم، وربما لا يدركون هذه الحقائق.
فقبل عشر سنين أو يزيدون, كنا نستهجنها كظاهرة دخيلة على مجتمعنا وكان الموقف العام من ممارسيها هو الازدراء والشذوذ...... فكانت الظاهرة شاذة ومن يمارسها شاذ ..
أما الآن, وبعد أن استشرت فينا استشراء السم الزعاف في الجسد, صارت الأغلبية العظمى تمارسها كعيد ثالث ( عجباً فلم نعِ غير عيدين في الإسلام !! )
فقد أصبح معارضوا (( الفالنتين )) هم الشاذون عن القاعدة أو المعقدون والظاهرة طبيعية جداً وممارسوها هم الطبيعيون!!
فتفشت في أوساط الشباب والشابات ( العزاب ) وكذلك في أوساط المتزوجين وتعدتهم إلى الأطفال لتقتل برائتهم...
فالشباب يقيسون تميز الشخص في هذا العيد المزعوم بمقدار ما اهدي إليه من هدايا من قبل الفتيات المعجبات, وكذلك الشابات تزدهي الواحدة منهم وتفتخر بمقدار ما اهدي إليها من هدايا من الشباب المعجبين....
ويزداد الأمر سوءاً بين المتزوجين والمتزوجات, فتجد زملاء العمل يتبادلون هدايا الحب فيما بينهم وبعدما يحصد الزوج عدداً من الهدايا ينتقي لزوجته احدها, وكل ما عليه سوى تبديل الكارت أو البطاقة بأخرى تضم عشقه المزيف وولهه المزعوم لزوجته !! والزوجة يا غافلين ليكم الله.
وفي المقابل يحصل العكس بين الزوجة وزوجها, والمسكين يذوب ولهاً في زوجته المخلصة العاشقة التي تحينت الفرصة في هذا العيد لتعبر عن حبها لزوجها !!!
ولم تقتصر هدايا الفالنتين ووروده على المراهقين أو البالغين من الشباب والمتزوجين, بل امتدت إلى الأطفال ببرائتهم وسذاجتهم, لتخدش هذه البراءة بأنيابها ولتمزق شفافيتهم بزيفها. فهاهم الأطفال يترقبون (( الفالنتين )) بلهفة وشوق جاهلين ماهية هذا العيد, وما يحوي بين طياته من فساد ودعوى للفحش والرذيلة وبابشع صورة طعناً في تلك الرابطة المقدسة والمشاعر الطاهرة التي حددها الإسلام تحت إطار الزواج, فتتأصل فيهم هذه الظاهرة وبالتالي سينشأون وسيكبرون معها وستصبح من الأعياد السنوية المعتادة دونما أي استنكار أو استهجان لها, وقد تطغى أهميتها على أعيادنا الإسلامية..
ففي منظوري الشخصي أجد أن لهذه الظاهرة أبعادا خطيرة ومستقبلها مشين لا يمكن التكهن به وبخطورته, وعلى كلٍ تبقى هذه وجهة نظر......
فهل ما يسمى بعيد الحب ظاهرة خطيرة على مجتمعنا أم أنني أبالغ في إعطاءها زخماً لا داعي له؟؟
و إذا كانت كذلك, كيف السبيل للحد منها كآفة تفتك بنا من حيث لا ندري ؟؟
وما هي الطريقة المثلى لإقناع من اخذ أبصارهم بريقها بأنها ظاهرة لا فائدة ولا هدف من ورائها سوى إشاعة الفساد و الانحراف ؟؟
في ظل وجود الستلايت والانترنت....
ومع ازدياد المجمعات الفسادية ( التجارية ) التي قال عنها الصادق الأمين ( ص ) أنها شرّ بقاع الأرض .......
ومع تزايد المتغربين فكرياً و المنحرفين عن منهجية الدين المحمدي ........
ومع ظاهرة التصدع الثقافي الذي يعيشه شبابنا الآن, بسبب دعوى التقدم والمدنية الغربية.......
كيف السبيل للحد من الغزو الثقافي والأخلاقي الغربي لمجتمعاتنا ؟؟
وكيف نحمي جيلنا الشبابي من خطر التطرف الفكري والأخلاقي ؟؟
أسئلة ٌ أتمنى أن ألقى الإجابة عنها لديكم ....
مع تحيااااتي للجميع
المفضلات