بسمه تعالى

كل واحد منّا له نظرة وتقييم خاص للحزن ، فواحد يرى الحزن غصة من غصص الحياة وشيء مقيت يملأ جوى الانسان سواداً وكآبة والبعض يرى فيه جنوناً يقلب حياة الانسان رأساً على عقب ويحاربه بل ويصل به الأمر أن يفر منه ويختبئ إلى حيث لا يهتدي إليه ..!! أما أنا ومثلي كثيرون أرى إن الحزن مادة جميلة رغم الألم الذي يخلفه في قلب الإنسان ..!! إن علاقة الإنسان بالحزن والبكاء علاقة أزلية لم تكن وليدة يوم أو يومين بل هي علاقة انطلقت منذ أن خلقنا على وجه هذه الأرض ، عرفنا الحزن من تلك الصرخة المدوية التي خرجنا فيها إلى نور هذه الحياة ..! مع إننا كنا نعيش داخل ثلاثة غرف ظلماء في صندوق ضيق ننمو وننمو وتضيق بنا تلك الجدران وقد كان يفترض علينا حين أذن الله عزوجل لنا بالخروج أن نطلق صيحات الفرح والبهجة بهذا التحرر وهذا الانتقال من النقطة المظلمة إلى الدنيا الرحبة ..!!
حتى لا أطيل يجب أن نتعامل مع الحزن على أنه مفتاحاً للفرج والبهجة والسرور ، ليس هناك سعة من الفرحة أصلها السعادة .. بل تتحقق السعادة الحقّة حين تدور بنا الدنيا وحين تضيق بنا الأرزاق ، فكل الراحة والثبور وكل الإستقلال المفضي إلى الى الراحة منطلقها هو الحزن الموغل في الروح ..!! إن أهم مصدر للرفاهية هو القلق والحزن ، وحتى تتعرف على قيمة السعادة والسرور عليك أن تتذوق طعم الحزن ، فالحزن هو السبب الرئيسي بل أعتقد جزماً إن رحلة الانسان إلى فضاء الفرح هو الحزن ، ففتش ضمن أوراق حياتك ستجد حتماً ذكرى جميلة مشرقة لم تتولد إلا بعد أن ساورك خلالها بعض أنين الحزن وبعض آهات الكمد سرعان ما تبدل الحال إلى جو من البهجة والراحة والسرور ..!!
علينا أن لا نيأس من جراء حزن دفين يحفر قبور الشؤم والموت والجمود في قلوبنا ، يجب أن نتمكن من هذا العبوس وهذا القنوط والشعور بالنهاية قبل البداية ، علينا أن نتحدى شيئاً إسمه الحزن وأن نزيحه من حياتنا وإن كان ولا بد فلا بأس أن نجعله حذاءاً نرتديه حتى نصل به إلى السعادة ..!! جميل التعبير عن الحزن بإنه حذاء وياليت لو اخترته حذاءاً جميلاً ومن النوع الغالي ستكون خطوتك إلى أهدافك الجميلة بثبات ووقار ووجاهة ..!!
أكتفي بهذا التعليق وهذه المداخلة ،، شاكراً في الآخير أختي المؤمنة/ أم باسم على موضوعها القيّم والغني بالكثير من المعاني والأفكار الهادفة 0
تحياتي
يوم سعيد