بسمه تعالى
أختي الكريمة/ سيناريو
أعتقد إن إضافتك أضفت الشيء الكثير وعرفت إنه لا زال للموضوع تتمة وأنه حتماً يبقى الموضوع مجرداً وعارياً حتى يحيطه الجميع عنايتهم فيبقى مزركشاً وأنيقاً ويزداداً ظهوراً وكمالاً ..!!
لا أدري كيف يتم التعامل مع مثل هؤلاء أبناء الخطايا الذين خرجوا للدنيا من فوهة ضيقة واكتشفوا أن الدنيا تضيق بوجودهم ، ولا أتمنى أن ألتقي بواحد منهم بعد أن يصبح شاباً يافعاً أو شابة في قمة عنفوانها ربما أموت من شدة النظر إلى وجههم البائس وقد تتهشم عواطفي وأنا ألمح الانكسار في ملامحهم البريئة ، وربما يكون العكس فلقد تنامى إلى مسمعي إن مثل هذه النماذج المغصوبة على المجتمع لا ترى في وجهها سوى القسوة والنقمة على المجتمع ، ولذلك تضطر الحكومة أن تنظر في أمرهم وتضعهم في مؤسسات اجتماعية خاصة بهم ليعيشوا حياتهم في عزلة تامة عن المجتمع كأن يزج بهم في السلك العسكري حيث الجبهات المجاورة في الصحاري والبراري يقضون جل عمرهم في تلك البقعة النائية عن الحياة الاجتماعية فيقسوا على نفسه ويفرغ طبيعته في تلك الأجواء القاسية ..!!
ربما للشرع الإسلامي منحى وموقف خاص إزاء هؤلاء الشريحة من البشر ، وأنا حقيقة أجهل الموقف الشرعي إزاء هؤلاء ، فكل الذي أعرفه إنه يتحتم على الدولة ممثلة في المركز الفقي لديها أن تبادر بعزل هؤلاء مجهولي النسب وأن يخضعونهم إلى معاملة مميزة عن دون سائر البشر وأن يكونوا ضمن برنامج رعاية خاصة ويمنحوا أسماء خاصة بهم إلى أن تتفتح ذهنيتهم ؟؟
أتسائل أحياناً فأقول ياترى ماذا سيكون موقف هذا الانسان (أنثى/ ذكر ) حين يكبر ويرى نفسه بين مجتمع منغلق ومنزوي ومحظور عليه السؤال عن حاله وعن هويته وأصله وجذوره ؟؟ كيف سيتم الاعتراف بنفسه وهو لا يعرف أبويه ؟ كيف سيطيق العيش بهكذا دنيا قد رفسته وركلته وقذفته خارج محيطها الاجتماعي ؟ كيف سيتواصل مع الناس ؟ وكيف سيقضي بقية عمره ؟
ربما الاجابة متوفرة لدى من ذاق ويلات هذه العزلة ..!! أتخيل إن الدنيا تكاد تضيق بحياة هذا الانسان وربما تمنى الموت بدلاً من أن يرى نفسه على هذا الوضع المقيت .. وقد يتطاول بعضهم ويتهور فينتحر على أن لا يعيش طيلة حياته وهو يرزح تحت سوط اللوم والنقمة والسخط على من أودى به إلى هذه النهاية المأساوية ؟!!!
أخي العزيز/ واحد فاضي .. وأشكر لك وقفتك معي لتكون أحد زوّار مشاركتي ، وهي علامة فارقة بالنسبة لي أن تتفرغ وتفضي روحك كي تسجل نفسك ضمن الباقة الجميلة التي تزين هذا الموضوع ..!! ودعني أضم صوتي لصوتك فالرحمة والرأفة يجب أن تغيب وأن لا تسجل حضورها في هكذا موقف وإن كان مؤلماً وجديراً بالتعاطف والتآزر ، فما أكثر المواقف الرحيمة التي جلبت لأصحابها كثيراً من الألم ، ففي التفاعل مع هذه المجريات تعرض أصحابها إلى الضرر والجلبة وليس ببعيد يلبسك أحدهم القضية فتكون مجرماً في نظر القانون وأنت لا تدري ..!! حتى التبليغ بالهاتف عن وجود جنين مولود ومرمي في الشارع قد لا يعفيك عن المسؤولية فشبكة الاتصال قد تكون دليلاً للعثور عليك وتحضيرك للإستجواب ومن ثم تندم على تلك الرحمة التي ألقت بك في دوامة الضياع ..!!

إلى الآن الوضع على ماهو عليه فأولاد الشوارع الذين ذاقوا الإهمال والنكران من أبويهم لم يجدوا لهم حضن يستترون خلفه ويحتمون به ضد ويلات الزمن ، فهم أجساد بلا أرواح وبشر بدون هوية استسلم البعض منهم فشرب كأس الذل والهوان وبعضهم تلعب به الأفكار فصار يلعن اليوم الذي اجتمع أبيه بأمه وربما لا يعترف بأبوة وأمومة من أوجده في هذه الحياة فينظر إلى نفسه على أنه خلق من العدم وسيذهب إلى العدم ..!

تحياتي لكم جميعاً
يوم سعيد