بسمه تعالى

عن نفسي شخصياً لا أستبعد أن يكون هناك اعتداء على كيان إنسان ما ، ولا يخلو مجتمع من مجتمعات السعودية من هكذا حوادث تمس كرامة وآدمية الانسان ، وربما هذه الحادثة كانت واقعاً ملموساً في مجتمعنا القطيف فمن نكون نحن ؟ هل نحن منزهين عن الخطأ ؟ لا أعتقد إن مجتمعنا القطيف بغريب على هذه التصرفات وكذلك سائر المجتمعات الأخرى وعلينا أن نتعامل مع القضية بشكل منطقي وموضوعي ، ولو كان الخبر يمس أخلاقياتنا نحن كمجتمع تربى على تعاليم أهل البيت عليهم السلام وذلك لا يعني أن ننكر إننا نحتوي كأفراد على بعض المتجبرين والشاذين سلوكياً والذين يخرجون عن جادة صوابهم ويفترون على أبنائهم ويتسلطون عليهم لا لشيء إلا كونهم ارتكبوا بعض الأخطاء واقترفوا بعض السلبيات المرفوضة ، وأعتقد إن مثل هذه الطالبة التي لم تنجح في تحقيق مبتغى الأب ولم تتفوق على قدراتها الشخصية وأحرزت ما لا يتفق مع طموح الوالدين طالبة كالأخريات الذين فشلوا في تحقيق المعدل والنجاح المطلوب وربما الفشل ليست بآخر المطاف وقد كان يفترض من الأب أن يعالج الموضوع بعقلية وبهدوء فالبنت لم ترتكب جريمة أخلاقية ولم تدنس إسم العائلة حتى تستحق كل هذا العقاب الوخيم ..!!
أحب أن أنتقد الصحيفة التي تناولت الموضوع والتي أخذت على عاتقها نشر الموضوع بحذافيره إلا أنها للأسف وهذا هو إعلامنا الملموس في مجتمع السعودية إنهم يتسابقون لسرقة الخبر قبل أن يولد ويتفننون في فرقعة الخبر ونشره بشكل مبالغ فيه ولا يهمهم في ذلك لو أخذ الخبر حيزاً خيالياً وبعداً سينمائياً فالمهم لدى الصحيفة والصحفي الكريم أن يختلق من اللاشيء شيئاً يثير لعاب القراء وهذا ما حدث مع هذه الصحيفة التي أثارت الرأي العام بسبب قضية قد تتكرر في كل المجتمعات وليس في مجتمع القطيف وحده ، وربما أحب في النهاية أن نهتم بالقضية كظاهرة والالتفاف حولها لإيجاد الحلول الناجعة لإنقاذ مثل هذه الضحايا من مجتمعنا وتنظيفه من شرور بعض السلوكيات المنغلقة فكرياً فهم بذلك يمارسون العنف والإرهاب ضد أبنائهم وعليهم استيعاب فكرة إن النجاح ليس بالضرورة التفوق وإن الفشل البسيط قد يزول لو تم التعامل معه بطريقة حكيمة وأسلوب تربوي حتى يمكن تدارك هذه المحطة والانتقال بها إلى محطة أكثر تألقاً ونجاحاً ..!!!
تحياتي
يوم سعيد