سمير "البنغالي"
يوزع المخدرات والمسكرات على المنازل حسب الطلب
يتوارى خلف عمله سائقاً لإيصال الطلبات من أحد المطاعم


تحقيق - مناحي الشيباني: تصوير - ماجد الدليمي

سمير "البنغالي" حكايته لا تختلف عن كثير من الحكايات التي ‏تكشفها الأجهزة الأمنية بين حين وآخر... كانت أحلامه الوردية بتحقيق الثراء السريع ‏تراوده منذ أن وضع قدميه على أرض المطار في الرياض، في انتظاره كان هناك كفيله الذي ‏حضر فرحاً من أحد الهجر ليستقبله في المطار ويأخذ سمير لمكان العمل في احدى المزارع ‏القريبة وفي الطريق مازالت الأحلام الوردية تلاحقه ومازالت المباني الشاهقة تجذب ‏انتباهه وبدأ الحلم يبتعد رويداً كلما ابتعدت مشاهد العمائر الشاهقة عن ناظره في ‏رحلة قدومه حتى وصل لمكان عمله الجديد الذي قام كفيله فيه بإكرامه تلك الليلة وكأنه ‏أحد أبناء القرية وودعه لينام ويرتاح من عناء السفر وهو لا يدري ما يبيت له النية ‏هذا السائق وبعد شهر من العمل وفي أول راتب شهري استلمه السائق سمير البنغالي من ‏كفيله والذي تجاوز الف ريال سرعان ما تبددت أحلام سمير بالثراء السريع، وعاد للنوم ‏في غرفته ومازالت الأحلام الوردية بالثراء السريع تراوده أحضر ورقة وقلماً كانت في ‏غرفته بدأ يحسب دخله (بالحلال) خلال سنتين سيقيمها في هذا المكان قال له عقله ‏الباطن هذا المبلغ لن يحقق رغباتك واستمر عقله الباطن يضع له أسوأ الاحتمالات التي ‏امتدت لتصوير واقعه بعد عامين متسائلاً ربما بعد عامين لن يتم تجديد اقامتي والحل ‏هو إطلاق ساقيه للريح من القرية للمدينة

وفي حي النسيم احد الاحياء المكتظة بالسكان والعمالة المخالفة التي تسكن على ‏الأرصفة للبحث عن عمل بأي طريقة وبأي ثمن حجز له مكاناً على الرصيف أيام تمضي ‏وصاحبنا يبحث عن عمل حتى قادته الصدفة للتعرف على أحد أبناء جلدته من الجنسية ‏البنغالية ويدعى عبدالرحمن الأنيق من مخالفي نظام العمل والذي كان يعمل في دكان ‏لبيع أجهزة الجوال أخذ سمير يشرح له معاناته وقام صاحبه عبدالرحمن بأخذه لأحد ‏المطاعم في حي النسيم للعمل هناك كسائق لتوصيل الطلبات السريعة وفي المطعم الذي يعج ‏بالمخالفين وجد سمير البنغالي ضالته في بداية العمل كان العمل بالنسبة له مرهقاً ‏اذهب لتوصيل المنزل رقم (...) بيتزا وعندما يعود يكون هناك طلبات مشويات آخر وآخر ‏بروستد حتى ينتهي العمل في ساعة متأخرة من الليل ثم يعود في اليوم الثاني لما كان ‏عليه من الروتين فكر في ترك العمل لكنه لن يجد مكاناً في شارع النخيل الذي يعج ‏بمخالفي نظام العمل والإقامة والذين حجزوا مكانه بمجرد ما غادر مع زميله في أول ‏لقاء لهما اذن ما الحل وعندما كان يقوم بتوصيل احد الطلبات لمنزل الدكتور الجامعي ‏خرجت الخادمة لاستلام طلب المنزل من سمير البنغالي ابتسم لها دون أن يدري فبادرته ‏بالابتسامة اعطاها قبلة!! سريعة وهرولت مسرعة لداخل المنزل وعاد هو للمطعم اكثر ‏نشاطاً وحيوية!!!

تفاجأ العاملون بالمطعم من ان سمير مندوب توصيل الطلبات البنغالي عاد هذه المرة ‏على غير عادته مسروراً وغير مكتئب حفظ سمير رقم منزل الدكتور الجامعي وشكل الخادمة ‏الذي اصبح يراوده مساء كل يوم وما ان يخبره مدير المطعم بأن الطلب برقم (منزل ‏الدكتور) حتى يكاد يطير من الفرحة ومع الوقت يأخذ للخادمة صورة بجواله وتزداد علاقة ‏الود التي تبدأ بقبلة ثم يقرر تهريبها من منزل الأستاذ الجامعي الذي كان يرفع صوته ‏داخل قاعة الجامعة ويحذر طلابه من مخاطر العمالة السائبة والخدم في المنازل ‏والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة خاصة التي تعمل في المطاعم ويستشهد الأستاذ ‏الجامعي لطلابه بحادثة القبض على وافد بنغالي في أحد المطاعم مصاب بمرض الايدز ‏وإطلاق سراحه وحلاق مصاب بالكبد الوبائي ويستعرض الأستاذ الجامعي ما تنشره الصحف عن ‏جرائم العمالة المنزلية وفي نهاية المحاضرة يطلب الأستاذ الجامعي من طلابه القيام ‏ببحث عن مخاطر العمالة المنزلية والخدم ومحلات بيع الوجبات السريعة ويضع عليه درجة ‏الأعمال الفصلية كاملة ولكن الأستاذ الجامعي عندما يصل لمنزله يتفاجأ بهروب خادمة (‏أم العيال) من المنزل فيهرول مسرعاً لقسم الشرطة بالابلاغ عن هروبها ليفاجأ ‏بطوابير من الكفلاء الذين يبلغون عن هروب خادمتهم من المنازل يخرج المبلغون من مركز ‏الشرطة بورقة تبرىء كلاً منهم من خادمته الهاربة منذ ورود البلاغ!

ويبقى صاحبنا سمير البنغالي مع صديقته الجديدة الخادمة الاندونيسية التي وجد ‏فيها تحقيقاً لاحلامه بالثراء السريع فهرول بها مسرعاً لإبن جلدته عبدالرحمن ‏ويسكنها في غرفة خلف محل الاتصالات الذي يعمل فيه عبدالرحمن ليبدآن مشروعهما في ‏تأجير الخادمة على أبناء جلدتهما في ممارسة الدعارة ولم تمض أيام حتى يجد سمير ‏البنغالي ضالته في الربح السريع بتهريب الخادمات والقواده عليهن ويبدأ يهتم بمظهره ‏الخارجي ويربي شعره ويقتني أفضل العطورات ويبدأ صاحبه عبدالرحمن العامل في محل ‏الاتصالات يزوده بأفضل أجهزة جوال الكاميرا لتصوير ضحاياه من الخادمات في المنازل ‏وتهديدهن والعمل على تهريبهن وتستمر المسرحية ويستمر في مغازلة الخادمات في المنازل ‏وغيرهن وتستمر قوافل الهاربات على مدار سنوات بقائه في المملكة ويطلب مرتادي غرفة ‏سمير وعبدالرحمن لخدمات أخرى كشرب الخمور وتعاطي سجائر الحشيش ويستمر سمير البنغالي ‏في توفير تلك الخدمة التي عرف مصادرها اثناء حظه العاثر في شارع النخيل بالنسيم ‏الذي يكتظ بمخالفي نظام العمل والاقامة والذي منهم من يصنع ويروج تلك الخمور في وقت ‏فراغه!!

وينتشر صيت سمير بين شريحة من المدمنين في أحياء مختلفة لتوصيل المخدرات ‏لمنازلهم مع مشويات أو بروستد أو بيتزا ويستمر نشاط المطعم الذي وصل صيته لقوة ‏المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض حيث يعقد المقدم عيد العتيبي قائد قوة ‏المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض اجتماعاً مع ضابط قسم البحث والتحري ‏بمقر القوة للتوصل لحقيقة هذه المعلومة وبعد عمليات بحث وتحرٍ ينجح الملازم أول فهد ‏المطرفي وزملاؤه في قسم البحث والتحري من التحقق من المعلومة عن سمير البنغالي الذي ‏يعمل في توصيل الطلبات السريعة في أحد المطاعم ويعمل في تهريب الخادمات من المنازل ‏وتشغيلهن في بيوت للدعارة ومن ثم تشغيلهن في منازل أخرى وتهريبهن مرة أخرى وكذلك ‏تصل المعلومات التي نفذها قسم البحث والتحري الى تورط سمير البنغالي في ترويج ‏الخمور والمخدرات وإيصالها للمنازل مع الوجبات السريعة التي يأخذها من المطعم لبعض ‏المدمنين الذي وصل صيته اليهم كما يعقد اجتماع للمرة الثانية بمقر القوة بقيادة ‏المقدم عيد العتيبي لوضع كمين للقبض على الوافد البنغالي ويعلن الملازم أول المطرفي ‏أن هناك معلومات عن شريك ثانٍ لسمير من نفس الجنسية يعمل في محل لبيع الاتصالات ‏يقوم بمساعدة سمير في إيواء الخادمات الهاربات والقوادة عليهن حتى يتم ايجاد عمل ‏لهن وبعد تحديد المطلوبين يقوم قسم البحث والتحري بالاتصال بسمير البنغالي الذي ‏اشتهر صيته في حي النسيم وأحياء اخرى في مدينة الرياض ويطلب منه إيصال وجبة ويجيب ‏سمير وماذا تريدون مع الوجبة ويضيف ضابط البحث بطل من الخمر ويبتسم سمير خلال عشر ‏دقائق وينطلق سمير وهو يستمع لصوت الأغاني من مسجل سيارته باتجاه زبونه الجديد وعند ‏بوابة المنزل الذي وصف لسمير ينتظر الخارج من المنزل ليفاجأ برجال البحث والتحري ‏ويضبط متلبساً وبتفتيش سيارته يعثر بداخلها على قطعة من الحشيش على (مرتبة ‏السيارة)!!!

بجانب أحد الطلبات التي امتلأت فيها سيارته!! كان بصدد توصيلها لبعض ‏عملائه الذين اعتادوا على رؤيته واعتاد على خدمتهم!! هناك لا يجد سمير البنغالي سوى ‏الاعتراف بعمله المشين والاعتراف على صديقه عبدالرحمن الذي سبق وان حدد مكانه قسم ‏البحث والتحري في خطة القبض التي سبقت القبض على سمير ويقتاد سمير البنغالي لموقع ‏زميله عبدالرحمن الذي وجد مهتماً بشكله وهيئته الخارجي كان ذا شعر كثيف وأظفار ‏طويلة يهتم بوضع المساحيق على وجهه القبيح لجذب أبناء جلدته الذين يتوافدون إليه في ‏غرفته التي استأجرها وزميله سمير لتهريب الخادمات والقوادة عليهن وتشغيلهن في ‏المنازل مقابل مبالغ مالية يحصل عليها من طالبي الخدمة أثناء اقامة الحفلات الليلية ‏وباقتياد الاثنين لغرفتهما التي خصصاها لإيواء الخادمات والقوادة عليهن يعثر على ‏خادمة هاربة من كفيلها الدكتور من سبعة أشهر تقريباً وتستمر الخادمات في اعترافها ‏واستغلال سمير وصاحبه لها ولغيرها من الخادمة وتصدق اعترافات وتستمر خدمات التوصيل ‏السريع للمنازل لكن هذه المرة دون تقديم مشروبات كحولية او محاولة لتهريب خادمات من ‏منازل كفلائهن لكن يظل الحذر واجباً ومطلوباً من الجميع في كل الاحوال فلم يفد حرص ‏الدكتور والتحذير من الخدم ومخاطرهم من التغرير بخادمته وتهريبها!!