يقضيالإنسان ثلاثة أرباع عمره فيإرضاء محبيه وأصدقائه وأهله وآخرين،وعندماينتبه أنه لميرضِنفسهيكون العمر قد انقضى.



لكن قبل أنينقضيالعمر تقترح نصيحة جميلة أن ''تفعل ماذا تحب'' وليس مايحب الآخرون.
هذا
يقتضى منا أولاًأن نحب أنفسنا. فأكثر البشر أو نسبةغير قليلة منهم تكره نفسها أو لا تهتم بروحها. بل إن حب النفس صار فيالحياة المعاصرة شيئاًغير مرغوب به،وربما لا داعيله.

وقد
يفهم حب النفس على أنه نوع من الغرور أو أنه الغرور نفسه،لكن هذاغير صحيح على الإطلاق.

فحب النفس هو التوافق مع الروح والوجدان،
وهو أيضاًاحترام الذات والشعور بالاعتزاز بقدرات الإنسان ومكانته.

وهكذا فإذا أحب الإنسان نفسه فعليه مهمة كبيرة وهى الدفاع عن حريته بالكامل،
عن حريته الشخصية وعن حريته فياختيار الأفكار،وحريته فيالعيش فيالحياة التييريدها.

هناك اليوم بشر
يتدخلون فيحياتنا إلى درجة أنهميقررون نوع حياتنا بالكامل. فهميقررون متى ننام ومتى نستيقظ. وماذا علينا أن نأكل وما هو المفيد فيالطعام الذييجب أن نركز عليه،وماذا نقرأ وأيبلد نسافر.

العجيب أن هناك من
يشعر بالسعادة بهذا النوع من الحياة المفروضة عليه،ويكون راضياًعليها،ولايشعر بأيامتهان لحريته وإرادته إن كانت موجودة أصلاً!

حتى ولو قاربت حياتنا أو عمرنا الافتراضي
على النهاية فعلينا أن نفعل ما نحب حتى ولو كنا مخطئين. فالمفترض أننا الوحيدون الذينيجب أن نقرر ماذا نصنع فيالدنيا ولا أحدغيرنا.
فنحن الذين نفكر ونقترح وننفذ ونمارس ونقرر،
هذه الحرية القليلة التيرحنا نخاف منها!