بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
وعظم الله أجورنا وأجوركم
برادات السبيل حول الروضة الحسينية
إن مشروع برادات الماء يعتبر من المشاريع المهمة في إطار تقديم أفضل الخدمات لزوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام . وخاصة في موسم الصيف الحار والطويل . ومن هذا المنطلق وبتوجيه من اللجنة العليا دام عزهم تم إنشاء برادات وعلى عدة مراحل . وعددها ستة برادات كبيرة موزعة حول الحائر الحسيني .
أبيات شعرية وأقوال مأثورة في عطش الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وذلك على الكاشي الأزرق تحت القبة التراثية مباشرة :
الكتيبة الأولى:
أفاطم لو خلت الحسيـن مجـدلاًوقد مات عطشاناً بشـط فـراتقبور بجنب النهر من أرض كربلامعرسهـم فيهـا بشـط فـرات
الكتيبة الثانية:
شيعتـي مهمـا شربتـمعـذب مـاء فاذكرونـيفأنا السبـط الـذي مـنغيـر جـرم قتلـونـيولدي قتلوك وما عرفوكومن شرب الماء منعوك .
الكتيبة الثالثة:
يا نفس من بعد الحسين هونيوبعـده لا كنـت أو تكونـيهذا الحسيـن وارد المنـونوتشربيـن بـارد المعـيـن
الكتيبة الرابعة:
اشـرب المـاء هنيئـاً يـا محـبواذكر السبـط الشهيـد المحتسـبإذا كان ساقي الناس في الحشر حيدرفساقي عطاشا كربـلا أبـو الفضـل
عطش الأطفال واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وهو ذابل الشفاه . من جملة المعالم البارزة لواقعة الطف . فالماء والعطش ملازم أحدهما للآخر في واقعة كربلاء . فقد نزلت قافلة أبي عبد الله عليه السلام إلى جانب الفرات . إلاّ أنّ جيش عمر ابن سعد لعنة الله عليه حاصر النهر ومنع الماء عن الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه . وضرب حاجزاً بينهم وبين النهر بغية إرغامهم على التسليم مبكّراً . وللانتقام من بيت الرسالة أيضاً .
يذكر المؤرّخون أنّ مخيم الإمام الحسين عليه السلام واجه شحّة في الماء بسبب محاصرة الفرات قبل ثلاثة أيام من عاشوراء . وكانت رؤية أطفال أهل البيت لماء الفرات تجعلهم أقل قدرة على تحمّل العطش .
إنّ منع الماء عن النساء والأطفال والناس العاديين وخاصة المدنيين منهم عمل غير قانوني وغير إنساني في جميع الأديان والمذاهب ولا سيّما في الدين الإسلامي .
لقد ارتكب الجيش الأموي جريمة عسكرية بمنعه الماء عن أصحاب الحسين عليه السلام وأبنائه . وهذا العمل مغاير للشرع والشرف الإنساني وصار جماعة من أمثال مهاجر بن أوس وعمر بن الحجّاج وعبد الله بن الحصين عليهم لعنة الله جميعاً يتباهون به ويقولون : يا حسين ! هذا الماء تشرب منه السباع والطيور وأنت لا تذوقه .
مقارنة بين موقفهم المشين هذا والموقف المشرف للإمام الحسين عليه السلام عندما التقى بالحر وأصحابه الذين بلغ عددهم ألف فارس وقد ركبوا على ألف فرس . لكن كانت وجوههم مخطوفة من شدة العطش فقال الحسين عليه السلام لأصحابه : اسقوا القوم واروهم من الماء وارشفوا الخيل ترشيفا . لم يأمر بسقي الخيل فحسب بل بترشيفها أي رش الماء عليها لان الخيل لا ترتوي إلا إذا فُعل لها ذلك .. وحصل كل هذا في وسط الصحراء وقطرة الماء هناك أغلى من الذهب .. وربما كان ذلك الماء الذي سقى به جيش الحر ورشف خيولهم ترشيفا هو الماء الاحتياطي الذي سبب نفاذه في عطش الحسين عليه السلام في كربلاء . وهذا غاية الجود ونهاية الكرم أن يسقي الحسين عليه السلام أعداءه الذين جاؤوا لمحاربته فسقاهم الماء مع خيولهم في تلك الأرض القفراء التي لا ماء فيها ولا كلأ . ولو أسمعنا مثل هذه المواقف العظيمة إلى عالم اليوم .. لأذهلناه بما فعله الإمام الحسين عليه السلام من إيثار وتفان وإباء ونبل وكرم وهي بلا شك مناقب الأنبياء وأبناء الأنبياء .
مأجورين .
المفضلات