في البداية يسرني التقدم بهذا الموقع لافادة طلاب الثانوية العامة لجميع المواد
http://www.easyphysics.host.sk/index.php
تحياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين أوراق الخريف وشذى زهور الربيع وثلج الشتاء وعرق الصيف أطل عليكم لأتحفكم بجديدي لهذا اليوم
التقدم بهذه الموسوعة لافادة جميع الطلبة في الحصول على البحوث والتقارير
تحياتي على أمل افادة الجميع
بيسااااااااااااان
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
في البداية يسرني التقدم بهذا الموقع لافادة طلاب الثانوية العامة لجميع المواد
http://www.easyphysics.host.sk/index.php
تحياتي
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
الخلايا الجذعية Stem cells
تلعب عوامل مؤشرات الخلية دورا مهما في تنمية الجسد من بيضة واحدة وفي توجيه تكون أنواع خلايا الجسم العديدة بما فيها الخلايا الجذعية التي تصلح الأنسجة البالغة، وهي طينة الجسد الحية التي ينحت منها الجسم ويرمم.
والخلايا الجذعية خلايا غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام لا تشابه اي خلية متخصصة . ولكنها قادرة على تكوين خلية بالغة بعد ان تنقسم عدة انقسامات في ظروف مناسبة ، واهمية هذه الخلايا تأتي من كونها تستطيع تكوين اي نوع من الخلايا المتخصصة بعد ان تنمو وتتطور الى الخلايا المطلوبة .
وهكذا فأن الخلايا الجذعية تعتمد بدورها على ما يسمى بـ«العمر الجنيني» للجسم. فهناك الخلايا الجذعية التي تولد بقدرة لصنع اي شيء. ثم هناك الخلايا الجذعية «الكلية القدرة» التي تستطيع صنع اكثر انواع الانسجة ، ثم هناك الخلايا الجذعية البالغة التي تتكاثر لتصنع نسيجا خاصا للجسم، مثل الكبد او نخاع العظم او الجلد.. الخ. وهكذا، ومع كل خطوة نحو البلوغ، فان النجاحات التي تحققها الخلايا الجذعية تكون اضيق، اي انها تقود الى التخصص. وفي مرحلة البلوغ ، لا تولد خلايا الكبد الا خلايا كبد اخرى، وخلايا الجلد تولد خلايا جلد اخرى. ومع ذلك فان دلائل الابحاث الحديثة تشير الى انه يمكن التلاعب بالخلايا البالغة لارجاعها الى الوراء وتمكينها من انتاج مختلف الانسجة، مثل تحويل خلايا عظمية لانتاج انسجة العضلات. وتوجد الخلايا الجذعية الجنينية على شكلين هما :
اولا : الخلايا الجذعية الجنينية : يتم الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية embryonic stem cells)) pluripotent stem cells من الجزء الداخلي للبلاستوسايت ( blastocyte ) ( والتي هي احدى مراحل انقسامات البويضة المخصبة بالحيوان المنوي ، حيث تكون البويضة عندما تلقح بالحيوان المنوي خلية واحدة قادرة على تكوين انسان كامل بمختلف اعضائه ، توصف بأنها خلية كاملة الفعالية ( totipotent ) تنقسم فيما بعد هذه الخلية عدة انقسامات لتعطي مرحلة تعرف بالبلاستوسايت ( blastocyte ) وتتكون البلاستولة من طبقة خارجية من الخلايا المسؤولة عن تكوين المشيمة والانسجة الداعمة الاخرى التي يحتاج اليها الجنين اثناء عملية التكوين في الرحم ، بينما الخلايا الداخلية يخلق الله منها انسجة جسم الكائن الحي المختلفة ) . ولهذا لا تستطيع تكوين جنين كامل لأنها غير قادرة على تكوين المشيمة والانسجة الداعمة الاخرى التي يحتاج اليها الجنين خلال عملية التكوين ، على الرغم من قدرة هذه الخلايا على تكوين اي نوع اخر من الخلايا الموجودة داخل الجسم . تخضع بعد ذلك الخلايا الجذعية للمزيد من التخصص لتكوين خلايا جذعية مسؤولة عن تكوين خلايا ذات وظائف محددة .
ثانيا : الخلايا الجذعية البالغة : Multipotent stem cells ( Adult stem cells )
هي خلايا جذعية توجد في الانسجة التي سبق وان أختصت كالعظام والدم الخ ...
وتوجد في الاطفال والبالغيين على حد سواء . وهذه الخلايا مهمة لأمداد الانسجة بالخلايا التي تموت كنتيجة طبيعية لانتهاء عمرها المحدد في النسيج . لم يتم لحد الان اكتشاف جميع الخلايا الجذعية البالغة في جميع انواع الانسجة . ولكن هناك بعض المشاكل التي تواجه العلماء في الاستفادة من الخلايا الجذعية البالغة ، ومن هذه المشاكل وجودها بكميات قليلة مما يجعل من الصعب عزلها وتقنيتها ، كما ان عددها قد يقل مع تقدم العمر بالانسان . كما ان هذه الخلايا ليس لها نفس القدرة على التكاثر الموجودة في الخلايا الجنينية ، كما قد تحتوي على بعض العيوب نتيجة تعرضها لبعض المؤثرات كالسموم .
هناك بعض الفروق المهمة بين الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة وهو ان الخلايا الجذعية الجنينية تنتج انزيم telomerase والذي يساعدها على الانقسام بأستمرار وبشكل نهائي ، بينما الخلايا الجذعية البالغة لاتنتج هذا الانزيم الابكميات قليلة او على فترات متباعدة مما يجعلها محدودة العمر . كما ان الخلايا الجذعية الجنينية قادرة على التحول الى جميع انواع الانسجة الموجودة في جسم الانسان ، بينما الخلايا الجذعية البالغة لا تتمتع بهذا القدرة الكبيرة على التحول . وهذا يجعل الخلايا الجذعية الجنينية افضل من الخلايا الجذعية البالغة .
صورة توضح مجموعة من الانسجة التي نتجت عن تمايز بعض الخلايا الجنينية ؛ وتوضح الصورة التي هي مجموعة من الخلايا الجنينية التي حصل عليها بطريقة الدكتور ثومسون التمايز بين الخلايا لأنواع مختلفة من الانسجة :
A – أمعاء
B – خلايا عصبية
C– خلايا نقي عظمي
D – غضاريف
E – عضلات
F – خلايا كلوية
طرق الحصول على الخلايا الجذعية : يتم تكوين الخطوط الخلوية لهذه الخلايا البشرية بأحدى الطرق الاتية :
طريقة الدكتور جيمس طومسون : حيث عزل الخلايا الجذعية الجنينية ( pluripotent ) مباشرة من كتلة الخلايا الداخلية للاجنة البشرية في مرحلة البلاستوسايت ( blastocyte ) . وبعد ذلك تم عزل هذه الخلايا ، ثم القيام بتنميتها في مزارع خلوية منتجا خطوطا خلوية من الخلايا الجذعية الجنينية ، وفعلا تحول بعض هذه الخلايا الى انواع من الانسجة المختلفة .
طريقة الدكتور جيرهارت : حيث عزل هذه الخلايا من الانسجة الجنينية التي حصل عليها من الاجنة المجهضة (قام العالم بأخذ الخلايا من المنطقة التي تكون الخصي والمبايض في الجنين لاحقا " الخلايا الجرثومية الجنينية embryonic germ cells " ) .
طريقة الاستنساخ العلاجي : طريقة تعتمد على نقل نوى الخلايا الجسدية somatic cell nuclear transfer ، حيث قام العلماء بأخذ بويضة حيوان طبيعية وأزالوا النواة منها ، وبعد ذلك وعن طريق ظروف معملية خاصة اخذت نواة من خلية جسدية ( غير البويضة والحيوان المنوي ) ، ودمجت مع البويضة ( منزوعة النواة ) فكونت خلية جديدة تتميز بأنها ذات قدرة كاملة على تكوين كائن حي كامل ، وعليه فهي خلايا كاملة الفعالية ( totipotent ) . ان هذه الخلايا سوف تنمو الى طور البلاستوسايت ( blastocyte ) وخلايا الكتلة الداخلية يمكن ان تكون مصدرا للخطوط الخلوية . وهذه الطريقة تتبع تقنية الاستنساخ المعروفة نفسها ، الا ان الهدف من هذه الطريقة ليس انتاج كائن حي كامل ، وانما الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية لأستخدامها في العلاج . وتمتاز هذه الطريقة بأن الخلايا الجذعية الناتجة متطابقة جنينيا مع الفرد الذي أخذت منه النواة وزرعت في البويضة مما يحل مشكلة رفض الانسجة من قبل الجهاز المناعي . كما تعتبر البويضة المخصبة من الخلايا الجذعية الاكثر بدائية والاكثر قدرة، اذ ان لديها القدرة على تكوين اي نوع من الانسجة داخل الجسم.
واستخدامات الخلايا الجذعية :
استخدام الخلايا الجذعية فيما يعرف بالعلاج الخلوي ( cell therapy ) ، حيث ان هناك العديد من الامراض والاعتلالات التي يكون سببها الرئيسي هو تعطل الوظائف الخلوية وتحطم أنسجة الجسم . مما يوفر علاجا لعدد كبير من الامراض المستعصية ، مثل الزهايمر ومرض باركسون واصابات الحبل الشوكي وامراض القلب والسكري والتهاب المفاصل والحروق .
المساعدة في معرفة وتحديد الاسباب الاساسية ومواقع الخطأ التي تتسبب عادة في امراض مميتة مثل السرطان والعيوب الخلقية التي تحدث نتيجة لأنقسام الخلايا وتخصصها غير الطبيعيين .
في المجال الصيدلاني : سوف تساعد ابحاث الخلايا الجذعية البشرية في تكوين وتطوير العقاقير الطبية واختبار اثارها ومدى تأثيرها .
فهم الاحداث المعقدة التي تتخلل عملية تكون الانسان .
التغلب على الرفض المناعي .
لفائدة الاقتصادية : عندما ينضج هذا الميدان العلمي، ستكون الفوائد الاقتصادية هائلة، اذ ان امراض العته الدماغي والسكتة الدماغية وامراض القلب والسرطان والامراض المزمنة الاخرى يمكن علاجها بالخلايا بدلا من العقاقير. وان صح ذلك، فان التوفير في تكاليف العلاج، وتقليل اضاعة العاملين لاوقاتهم بسبب الاجازات المرضية، سيكون هائلا حقا.
*********
التعديل الأخير تم بواسطة بيسان ; 04-29-2005 الساعة 08:27 AM
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
سفر 111 للثاني ثانوي - التجاري
المقدمة : في العصر البدائي كان الإنسان ينتقل من مكان لأخر للبحث عن متطلبات حياتة واستمرار معيشته .. ليس بقصد السياحة أو السفر و الإستجمام . لكن الأحوال تغيرت في هذه السنوات .. فدوام الحال من المحال ، فصار الإنسان ينتقل من منطقة لأخرى بقصد العلاج أو الترفيه أو الإستمتاع بالمناظر الطبيعية .. وفي هذا التقرير سوف نتناول عنصر السياحة في مملكة البحرين والأماكن السياحية فيها ..
البحرين
البحرين مملكة مؤلفة من 33 جزيرة مساحتها 709.5 كيلو مترات مربعة، وتقع فى وسط الخليج العربي على مقربة من الساحل الشرقى للمملكة العربية السعودية، ويسبق توقيتها المحلى توقيت غرينتش بثلاث ساعات. وقد استمدت المملكة اسمها من "البحرين "، وهى أكبر الجزر وتبلغ مساحتها 586.5 كيلومتر مربع.
وترتبط بجسر مع المحرق التى يقع فيها مطار البحرين الدولى وسترة المنطقة الصنـاعية وتوجد بها حقول خزانات النفط. وتوجد جزر عديدة صغيرة الحجم لكنها ليست مأهولة غالباً وتشتهر بكونها مأوى لمختلف أنواع الطيور التي تعبر مملكة البحرين في طريق هجرتها أثناء الربيع والخريف.
واللغة العربية هى اللغة الرسمية للبلاد، إلا أن اللغة الإنجليزية تستخدم على نطاق واسع في أغلب الأعمال التجارية. والإسلام هو دين المملكة الرسمى وتعتنقه الغالبية العظمى من سكان مملكة البحرين. وتوجد فى مملكة البحرين أماكن عبادة لمعتنقي الديانات الأخرى .
ومناخ مملكة البحرين حار في الصيف ومعتدل فى الشتاء. ومن نوفمبر حتى أبريل يكون الجو لطيفا جداً حيث تتراوح الحرارة بين 15 و 24 درجة مئوية، ويكون الجو أبرد ما يمكن بين ديسمبر ومارس حيثما تهب على البلاد رياح الشمال. ويبلغ متوسط درجات الحرارة من يوليو إلى سبتمبر 36 درجة مئوية مع رطوبة عالية، في حين يبلغ متوسط سقوط الأمطار نحو 77 مليمتراً. أما متوسط عمق المياه في الخليج العربي فهو 35 متراً فقط، وأغلب المياه المحيطة . بمملكة البحرين هي أقل عمقا بكثير عن ذلك.
وتعطى مملكة البحرين الانطباع بأنها مجمع رائع للثقافات الشرقية والغربية، حيث المباني العالية تنافس البيوت التقليدية فى المساحة، والتقاليد القديمة والمواقع .التاريخية تختلط مع التطورات الحديثة والمعيشة المنفتحة على العالم.
ويتألف سكان مملكة البحرين البالغ عددهم 600 ألف نسمة من نسبة كبيرة من الأجانب من مختلف أرجاء العالم. ويعيش المواطنون مع الأجانب فى وئام ويتفاعلون فى رابطة نادرة من الإخاء والمودة. ومثل هذا العنصر الجذاب إلى جانب الشبكة .الممتازة من الفنادق والشقق والمطاعم تستقطب الأعداد المتزايدة من السائحين الذين يفدون إلى البلاد من الدول المجاورة ومن مختلف أرجاء العالم.
في مجال السياحة اهتمت البحرين بهذه الصناعة الجديدة التي تطورت في السنوات الأخيرة، وأسهمت في زيادة الدخل الوطني، واستقطبت العديد من الأيدي العاملة الوطنية. وبدأ تنظيم السياحة كظاهرة حديثة إثر صدور مرسوم أميري سنة 1985م بإنشاء المجلس الأعلى للسياحة، ثم مرسوم تنظيم سوق السياحة ووضع مظلة للنشاطات السياحية في البلاد.
إن النظرة الثاقبة التي تجلت في إنشاء مشاريع وخطط الدولة في قطاع السياحة هي التي فتحت المجال أمام تطور هذه الصناعة إضافة إلى الدعم والتسهيلات التي من شأنها أن تجعل من البحرين دولة رائدة في مجال السياحة، كما أن البحرين تمتلك مقومات ودعائم مهمة جعلت منها مقصداً رئيسيا في المنطقة،ومن ذلك: الآثار واعتدال الجو والنشاط السياحي الحيوي الذي أوجد أنشطة متعددة، وفتح الباب أمام خدمات سياحية وفندقية.
كما ازدهر مع النشاط التجاري تنظيم المعارض العربية والدولية في البحرين مما أسهم في تنشيط حركة السياحة.
الأماكن السياحية في البحرين
الحدائق والمنتزهات والبلاجات :
منتزه عين عذاري - منتزه الحديقة المائية - منتزه عين قصاري - حديقة مطار البحرين - حديقة الأندلس حديقة السليمانية بلاج الجزائر ساحة بو صبح.
محمية العرين :ويمكن للزائرين التقاط الصور الفوتغرافية ، وهي منظمة بحيث تشعرك كأنك في غابة ، نظراً لحرية تجوال الحيوانات فيها والتي تعيش على مساحة 8 كيلو مترات مربعة وتعتبر أول حديقة حيوان مفتوحة في الخليج العربي تختص في تربية الحيوانات بطريقة إيجاد الظروف الطبيعية المناسبة لها للتكاثر والتوالد دون إزعاج وتأثير الحياة المدنية الحديثة وتقع على مسافة 2 كيلو متراً جنوب مدينة المنامة.
بلاج الجزائر:
بلاج جدير بزيارته خصوصاً في أيام الصيف حيث تشتد الحرارة خلال أشهر يوليو ، أغسطس ، سبتمبر ويقع بالقرب من منطقة الزلاق ويشتهر بنعومة سواحله وهدوء أمواج البحر فيه ، ويمكن للزائرين استئجار كوخ صغير مبني من سعف النخيل لينعموا بالراحة مع عائلاتهم كما أنه مزود بمسبح للاستحمام بعد السباحة في البحر ويضم الجانب الثاني من شاليهات للمبيت والسهرات والغناء تحت ضوء القمر الجميل.
قلعة البحرين :وهي من أهم المواقع الأثرية في دولة البحرين اكتشفت فيها مستوطنات حضارة دلمون التي تعود إلى حوالي 3000 قبل الميلاد وتبرز في وسط الموقع قلعة البحرين التي سمي الموقع باسمها وهي مبنية في القرن السادس عشر الميلادي في سنة 1532 م وأيضاً قام البرتغاليون باستخدامها مقراً عسكرياً لهم ودعمها بأبراج جديدة جلبت حجارتها من مدينة جدة، وهي مكان مرغوب لدى الزوار والمواطنين لالتقاط الصور وتقع القلعة على ساحل البحر المواجه لمنطقة كرباباد.
معبد باربار :
واحد من أبرز المعالم الأثرية في البحرين وبقاياه المعمارية شواهد على حضارة أهل البحرين يتكون من ثلاث طبقات بنائية بنيت الواحدة فوق الأخرى ، يؤرخ بالفترة المحصورة ما بين 2200 قبل الميلاد 1400 قبل الميلاد ومن أهم مكتشفات المعبد الأثرية رأس ثور مصنوع من البرونز.
قلعة عراد :
اسمها مشتق من الاسم القديم لجزيرة المحرق والذي أطلقه الإغريق اليونان وبنيت في نهاية القرن الخامس عشر بواسطة أهل البحرين وذلك لاستخدامها لمواجهة أي تدخل أجنبي ولقد استخدمها البرتغاليون خلال فترة وجودهم في البحرين سنة 1559م كمركز عسكري لجنودهم وقد استخدمت في فترة ما من قبل البرتغاليين.
مسجد الخميس :
من أهم المساجد الإسلامية التي شيدت في العصور الإسلامية وهو يقع بالغرب من المنامة شمال بلاد القديم وله مئذنتين شاهقتين في السماء ويعتقد بأن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز قد قام ببنائه في عام 692م وكان هذا المسجد يضم مدرسة صغيرة لتعليم الدين في شتى أنحاء الخليج العربي ، وكان في السابق يقع بالقرب منه سوق الخميس الشعبي الذي أخذ شهرة واسعة في مجال البيع والشراء لشتى المنتجات اليدوية وبعض أنواع الحيوانات.
مركز التراث :
وهو المبنى السابق لإدارة العدل والمحاكم يقع على شارع الحكومة ، ونظراً لروعة تصميمه القديم حرصت وزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام على ترميمه وجعله متحفاً ومعرضاً يمكن للزائر أن يشاهد عروض الغوص واستخراج اللؤلؤ والصيد بالصقور وبعض المهن المحلية ورسومات زيتية ونماذج لتقاليد الزواج والزفة وليلة الحناء وهو مزود بموقف للزوار داخل المركز.
قلعة الرفاع : بناها الشيخ سلمان أحمد الفاتح سنة 1812 واستغلها مركزاً لحكمه وسكنه وهي مبنية على مرتفع طبيعي وفي كل زاوية من زواياها يوجد برج مربع ما عدا البرج الشمالي الغربي دائري الشكل ويجري ترميمها حالياً ومفتوحة الآن للزوار كإحدى المعالم السياحية.
بيت الشيخ عيسى بن علي :يقع في وسط مدينة المحرق بناه الشيخ حسن بن عبد الله بن أحمد الفاتح سنة 1800 ميلادية وفي سنة 1869م سكنه الشيخ عيسى بن علي عندما تولى حكم البلاد واتخذه مقراً لسكنه وحكمه وبذلك اتخذ البيت اسمه من اسم الحاكم الشيخ عيسى بن علي وهو الجد الأكبر لسمو أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل الخليفة.ويمتاز البيت بالبساطة في التصميم المعماري وبنقوشه الجميلة ذات الطراز البحريني واستخدام مواد متوفرة محلياً.بيت سيادي :
وهو بيت أحمد بن قاسم سيادي وهو واحد من كبار تجار اللؤلؤ المعروفين في الخليج وسكنه طوال فترة حياته وأهم ما في البيت الغرفة العلوية والتي تتكون من ثلاث غرف مركبة الواحدة فوق الأخرى وتمتاز هذه الغرف بالزخرفة الخصيبة البديعة التي تغطي جدرانها من الداخل والخارج أيضاً الزخرفة الرائعة المتمثلة في الأبواب والنوافذ وأسقف الغرف.
الخاتمة : وفي الختام لا يسعنا القول إلا تفضلوا بزياره مملكة البحرين .. سواء للعلاج أو الترفيه والإستجمام .. فالتقرير شرح لكم بإيجاز صور المناطق السياحية الموجوده فيها ..
ودممتم موفقين..
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
الايض و الاتران(1)حيا213
عن البناء الضوئي في النبات
المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
يتحدث التقرير عن عملية البناء الضوئي التي تمييز بها النباتات الخضراء وبعض أفراد مملكة الأوليات وبعض أفراد مملكة الطلائعيات
وسوف التحدث في التقرير عن البناء الضوئي و آلية البناء الضوئي و التفاعلات الضوئي
البناء الضوئي وهي عملية حيوية هامة تحدث في النباتات , الطحالب و البكتيريا الخضراء المزرقة .
- و العناصر اللازمة لحدوثها : الماء ، الضوء ، ثاني أكسيد الكربون .
- أهميتها : 1- إنتاج الأكسجين اللازم لعملية التنفس .
2- الحفاظ على ثبات O2 ، CO2 في الجو .
3- إنتاج مواد عضوية معقدة من مواد غير عضوية أولية بسيطة .
معادلة ماير
* تركيب البلاستيدات الخضراء :
البلاستيدات الخضراء من أكثر أنواع البلاستيدات انتشاراً ، وهي عضيات خلوية تتم فيها عملية البناء الضوئي .
تحاط البلاستيدات الخضراء بغشائين خارجي وداخلي ويعملان على تنظيم انتقال المواد من البلاستيدة وإليها .
• صفائح غشائية مرتبة على شكل أكياس مسطحة تدعى الثايلاكويدات ، تترتب فوق بعضها على هيئة أقراص لتشكل الغرانا ومفردها غرانم وتنتظم هذه الأقراص بطريقة تسمح لها بامتصاص الحد الأقصى من الضوء .
* تحتوي أعشية الثايلاكويدات على أصباغ مختلفة تمتص الطاقة الضوئية وبخاصة صبغة الكلوروفيل ، كما تحتوي على بعض الأنزيمات وعلى نواقل للإلكترونات من أهمها بروتينات ، سيتوكرومات .
* اللُحمة (Stroma): سائل كثيف يوجد بين الغشاء الداخلي للبلاستيدات الخضراء والغرانا وتحتوي على معظم الأنزيمات اللازمة لعملية البناء الضوئي بالإضافة إلى حبيبات نشوية وجزيئات DNA ، RNA ورايبوسومات .
آلية البناء الضوئي :
تتضمن عملية البناء الضوئي سلسلة من التفاعلات الكيميائية ، يتم فيها امتصاص الطاقة الضوئية وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن في المركبات العضوية .
تشمل عملية البناء الضوئي مرحلتين متميزتين تبعاً لحاجتهما للضوء ولكنهما مرتبطتان ببعضهما :
المرحلة الأولى : التفاعلات الضوئية : يتم فيها امتصاص الطاقة الضوئية بوساطة جزيء الكلوروفيل في الثايلاكويدات وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن مؤقتاً في جزيئات غنية بالطاقة .
المرحلة الثانية : التفاعلات اللاضوئية : تستخدم الجزيئات الغنية بالطاقة في بناء مركبات سكر ثلاثية الكربون بإضافة ثاني أكسيد الكربون الجوي في سلسلة من تفاعلات تشكل حلقة كالفن ويتم في هذه
المرحلة خزن الطاقة في السكريات والمركبات العضوية الأخرى الناتجة منها.
ملاحظة : التفاعلات الضوئية : تحتاج للضوء .
التفاعلات اللاضوئية : لا تحتاج للضوء ، وتعتمد على نواتج التفاعلات الضوئية .
التفاعلات الضوئية :
تضم نوعين من التفاعلات ، لا حلقية وحلقية .
أ-:
- يوجد نظامان لإمتصاص الطاقة الضوئية في البلاستيدات الخضراء .
- يتكون كل نظام من (200 – 300) جزيء كلوروفيل وعوامل ناقلة للإلكترونات .
- النظام الضوئي الأول يمتص موجات الضوء بطول (700) نانومتر .
- النظام الضوئي الثاني يمتص موجات الضوء بطول (680) نانومتر
يعمل هذان النظامان عملاً متكاملاً لامتصاص الطاقة الضوئية ، إذ تمتص جزيئات الكلوروفيل وبعض الأصباغ المساعدة في كل نظام الطاقة الضوئية وتركزها وتنقلها إلى جزيء كلوروفيل خاص في كلا النظامين يسمى مركز التفاعل والذي يعد الجزيء الوحيد في كل نظام ضوئي القادر على إطلاق إلكترونات مهيجة ( غنية بالطاقة ) بسبب امتصاصها الطاقة الضوئية .
الشكل التفاعلات الضوئية اللاحلقية (1-1)
ملخص للتفاعلات الضوئية اللاحلقية :
1- تمتص جزيئات الكلوروفيل في النظام الضوئي الأول موجات الضوء بطول (700) نانومتر وتنقلها إلى مركز التفاعل مؤدية إلى إطلاق إلكترونات مهيجة (غنية بالطاقة) ويحدث فقد للإلكترونات .
2- تمتص جزيئات الكلوروفيل في النظام الضوئي الثاني موجات الضوء بطول (680) نانومتر ، وتنقلها إلى مركز التفاعل مؤدية إلى إطلاق إلكترونات مهيجة ويحدث تحلل للماء .
3- الإلكترونات المهيجة والتي يفقدها النظام الضوئي الثاني تنتقل بوساطة سلسلة نقل الإلكترون إلى النظام الضوئي الأول لتعويض الإلكترونات المفقودة .
ملاحظة : أثناء إنتقال الإلكترونات بين النظام الثاني والأول في سلسلة نقل الإلكترون يتم بناء جزيئات ATP
4- الإلكترونات المهيجة والبروتونات الناتجة من تحلل الماء يستقبلها مركب ناقل للهيدروجين +NADP فيتحول إلى شكل مختزل هو NADPH .
نواتج التفاعلات الضوئية اللاحلقية :
1- إطلاق غاز الأكسجين .
2- تكوين مركب ATP ، NADPH بكميات متساوية .
ب- التفاعلات الضوئية الحلقية :
- سميت هذه التفاعلات بالحلقية لأن الإلكترونات المهيجة من النظام الضوئي الأول بفعل الطاقة الضوئية تعود مرة أخرى إلى مركز التفاعل الذي انطلقت منه مروراً بسلسلة نقل الإلكترون .
- ينتج من هذه التفاعلات ATP فقط .
التفاعلات اللاضوئية ( حلقة كالفن ) :
- تحدث هذه التفاعلات في منطقة اللُحمة (الستروما) بوجود الأنزيمات والمواد اللازمة .
- يتطلب حدوث هذه التفاعلات وجود ATP ، NADPH الناتجين من التفاعلات الضوئية .
- تشتمل حلقة كالفن سلسلة من التفاعلات تبدأ بالسكر الخماسي ربيولوز ثنائي الفسفات
خطوات حلقة كالفن :
1- تتحد ثلاثة جزيئات من CO2 مع ثلاثة جزيئات ربيولوز ثنائي الفسفات وتسمى هذه العملية تثبيت ثنائي أكسيد الكربون ، لتنتج ثلاثة جزيئات من مركب وسطي غير ثابت .
2- يتحلل المركب الوسطي غير الثابت لحظياً عند تكونه ، فينشطر إلى جزئين من حمص غليسرين أحادي الفوسفات (PGA) .
3- يتم اختزال كل جزيء من حمض غليسرين أحادي الفسفات باستخدام جزيء ATP والهيدروجين في مركب NADPH لينتج مركب غليسر الدهايد أحادي الفسفات (PGAL) .
4- تمر خمسة جزيئات من PGAL في سلسلة من التفاعلات يلزمها 3 جزيئات ATP لإعادة بناء ثلاثة جزيئات من ربيولوز ثنائي الفسفات ، مما يسمح باستمرار حلقة كالفن .
ملاحظة : الجزء السادس من PGAL يشكل الناتج النهائي لحلقة كالفن ويستخدم في بناء المواد العضوية الأخرى من سكريات ونشويات ودهون وبروتينات .
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
مصطلحات دين 101
أ
الأول : أن لا ابتداء لوجوده وأن وجوده غير مسبوق بعدم .
الآخر : أن لا آخر لوجوده فلا يلحقه العدم وهو أزلي وأبدي.
الإرادة : أي أنه يخلق الأشياء من إنسان وحيوان وغير ذلك حسب إرادته .
الإرسال في اللغة : التوجيه فإذا بعثت شخصا في مهمة فهو رسولك.
أولو العزم : هم قادة الأنبياء حيث عزائمهم كانت قوية وابتلاءهم كان شديدا وجهادهم كان شاقا استمر فترة طويلة صبروا خلالها علي البلاء والتكذيب.
ب
البشارات : أن يأمر الله الرسول السابق أن يبشر برسول لاحق فتكون نبوءة للأول وبشارة للثاني .
البصر من صفات الله : صفة أزلية تتعلق بالمبصرات والموجودات فتدركها إدراكا تاما.
ت
توحيد الربوبية : أن نوحد الله بأفعاله ويكون بالإيمان بأنه لا خالق ولا رازق ولا موجد ولا معدم ولا محيي ولا مميت إلا الله تعالى .
توحيد الألوهية : أن نوحد الله تعالى بأفـعالنا ويكون بإفراده تعالى بالعبادة والتأله له والخضوع والذل والحب والافتقار والخوف والرجاء والتوجه إليه تعالى وحده بإخلاص النية والمقصد .
توحيد الصفات : أن نصف به الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم نفيا وإثباتا لنفسه ، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه سبحانه وتعالى عما يصفون .
ث
الثمرات : هي ثمرات دعوة الرسل وتتمثل في تجديد الى توحيد الله ونبذ الشرك والوثنية وتعميق الإيمان بالجزاء والحساب والدعوة الى الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الحق .
الثبات : هو رد فعل إيجابي نتيجة لحالة طارئة ، تستهدف عقيدة المرء وفكره الذين بهما يتحقق وجوده وكيانه في الحياة
ج
الجهاد : لغة مأخوذ من( الجهد ) بمعنى المشقة لما فيه من ارتكابها أو الجهد بمعنى الطاقة ، لأن المجاهد يبذل طاقته في دفع ومقاتلة الأعداء .
شرعا : هو استفراغ الوسع والطاقة في مدافعة الأعداء وقتالهم لكي نقيم حياتنا على هذه الأرض على النظام الإسلامي تنفيذا لأمر الله وتطبيقا لشريعته وإعلاء كلمته .
جهاد النفس : ويكون بقهر النفس على التحلي بالمكارم والتخلي عن الرذائل وتعلم أمور الدين والسير على منهج الصالحين والعمل على أحكام الشريعة .
جهاد الشيطان : يكون بدفع ما يأتي من الشبهات وما يحدثه من وساوس .
جهاد الكفار : وهو أسمى درجات الجهاد أرقاها لأنه يكون بالنفس والمال، والسيف .
جهاد المنافقين : من أخطر أعداء الإسلام لإظهارهم الإسلام وإبطانهم للكفر .
ر
الربانية :هي كل ما أنزله الله تبارك وتعالى وليس فيها شيئ من صنع البشر .الرسل : فئة مختارة من الناس وجهوا من قبل الله عز وجل برسالة معينة كلفوا بتبليغها .
الرياء : إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها .
س
السمع : صفة أزلية قائمة بذاتها تتعلق بالمسموعات أو الموجودات فتدركها إدراكا تاما حتى أنه يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .
ش
الشهادة : هي الإخبار بالشيء عن علم به واعتقاد بصحته وثبوته .الشرك لغة : بمعنى ( أشرك بالله وجعل له شريكا في ملكه .اصطلاحا : أن يجعل مع الله شريكا في ربو بيته وفي ألوهيته تعالى الله عن الشركاء .والأفراد والشرك ضد التوحيد
.الشرك الأكبر : هو أن يجعل مع الله ربا آخر كشرك النصارى الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة
. الشرك الأصغر : كل وسيلة وذريعة يتطرق بها إلى الشرك الأكبر .
ص
الصبر : هو عام وفي جميع الحالات وينقسم إلى الصبر على الطاعات والصبر على المعاصي
ط
طرق التفكير :
1 الطريقة العقلية : وتقوم على الملاحظة الاستنتاج ، وتستخدم في بحث المواد المحسوسة كالفيزياء وفي بحث الأفكار كالعقائد ، وفي منهج الكلام كبحث الأدب وفي بحث الأحداث وتحليلها كبحث التاريخ والسياسة وغيرها .
2 الطريقة العلمية : وتقوم على الملاحظة والتجربة والاستنتاج وتستخدم في المواد المحسوسة فقط ، ولا تستخدم في الأفكار مطلقا فهي خاصة بالعلوم التجريبية ونتائجها تسمى حقائق وقوانين .
ع
العقيدة لغة : نجد للعقد معاني كثيرة منها : العقد نقيض الحل ، وعقد الحبل شد بعضه بعضا .والعقد : العهد وهو أكبر العهود ، واعتقد الشيء صلب واشتد وعقد قلبه على شيئ لزم الأمر صدقه . شرعا: التصديق الجازم المطابق للواقع القائم على الدليل .
العقائد الصحيحة : وهي التى جاء بها الرسل الكرام ولم يدخلها التحريف.
العقائد الفاسدة : وهي العقائد المحرفة كالعقيدة اليهودية والنصرانية والتي من وضع البشر .
غ
غريزة حب البقاء : هي الاستعداد الفطري لدى إنسان للدفاع عن بقائه .
غريزة النوع : هي الميل الفطري لدى كل من الرجل والمرأة للآخر .
غريزة التدين : هو الشعور لدى كل إنسان بوجود خالق والحاجة إليه .
ف
الفطرة : هي الطبيعة التي خلق عليها الإنسان وتتمثل في الحاجة العضوية كالأكل والشرب وقضاء الحاجة
ق
القدر : لغة قدر الأمر أي دبره ، هيأه ، عظمه ، ضيق . شرعا : انه ما من شيء في الأرض ولا في السماء ، إلا وقدره الله وسجله عنده ، فلا يقع في هذا الوجود شيء إلا سبق أن قدره الله _ وما سبق أن قدره الله لابد أن يقع ،ولا مفر من وقوعه .
م
المعطلة : هي الفئة التي تعطل صفات الله وتصرفها عن مدلولها .
الممثلة : هي الفئة التي وصفت الله تعالى بصفات خلقه وقد عرف من قال بهذا القول بالمجسمة أو الممثلة .
المعجزة : هي أمر خارق للعادة يظهره الله على يد الرسل لبيان صدق الرسل .
الملائكة : هي أجسام نورانية لطيفة قادرة على التشكل ، لا يأكلون ولا يعصون الله .
ن
النبوءات : وهي الإخبار عن المستقبل المجهول وتحقق النبوة في واقع الناس دليل على صدق الرسل عليهم السلام .
و
الوحدانية : أن الله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله .
وحده الصفات : أنه منفرد بصفاته ، وليس لغيره صفات تشبه صفاته وأنه ليس له صفتان من نوع واحد .
وحدة الأفعال : أنه منفرد بالخلق والتكوين ، في كل أفعاله لا شريك له ، فالله خالق كل شيء وسع كل شيء ، فهو سبحانه مستقل بالإيجاد والإبداع .
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
عندي تقرير حق طلااب التجااري..
(التجارة الالكترونيه )تمهيد ما هي التجارة الإلكترونية؟ما الفوائد التي تجنيها الشركات من التجارة الإلكترونية؟ما الفوائد التي يجنيها الزبائن من التجارة الإلكترونية؟آفاق ومستقبل التجارة الإلكترونية تمهيدفي هذا العصر الرقمي الذي تنتشر فيه الإنترنت انتشاراً هائلاً، شاع مفهوم التجارة الإلكترونية التي تتيح العديد من المزايا، فبالنسبة لرجال الأعمال، أصبح من الممكن تجنب مشقة السفر للقاء شركائهم وعملائهم، وأصبح بمقدورهم الحد من الوقت والمال للترويج لبضائعهم وعرضها في الأسواق. أما بالنسبة للزبائن فليس عليهم التنقل كثيراً للحصول على ما يريدونه، أو الوقوف في طابور طويل، أو حتى استخدام النقود التقليدية، إذ يكفي اقتناء جهاز كمبيوتر، وبرنامج مستعرض للإنترنت، واشتراك بالإنترنت.ولا تقتصر التجارة الإلكترونية (E-Commerce) -كما يظن البعض- على عمليات بيع وشراء السِلَع والخدمات عبر الإنترنت، إذ إن التجارة الإلكترونية- منذ انطلاقتها- كانت تتضمَّن دائما معالجة حركات البيع والشراء وإرسال التحويلات المالية عبر شبكة الإنترنت، ولكن التجارة الإلكترونية في حقيقة الأمر تنطوي على ما هو أكثر من ذلك بكثير، فقد توسَّعت حتى أصبحت تشمل عمليات بيع وشراء المعلومات نفسها جنبا إلى جنب مع السِلَع والخدمات، ولا تقف التجارة الإلكترونية عند هذا الحد، إذ إن الآفاق التي تفتحها التجارة الإلكترونية أمام الشركات والمؤسسات والأفراد لا تقف عند حد. رجوع ما هي التجارة الإلكترونية؟التجارة الإلكترونية هي نظام يُتيح عبر الإنترنت حركات بيع وشراء السِلع والخدمات والمعلومات، كما يُتيح أيضا الحركات الإلكترونية التي تدعم توليد العوائد مثل عمليات تعزيز الطلب على تلك السِلع والخدمات والمعلومات، حيث إن التجارة الإلكترونية تُتيح عبر الإنترنت عمليات دعم المبيعات وخدمة العملاء. ويمكن تشبيه التجارة الإلكترونية بسوق إلكتروني يتواصل فيه البائعون (orangered]موردون، أو شركات، أو محلات) والوسطاء (السماسرة) والمشترون، وتُقدَّم فيه المنتجات والخدمات في صيغة افتراضية أو رقمية، كما يُدفَع ثمنها بالنقود الإلكترونية. ويُمكن تقسيم نشاطات التجارة الإلكترونية بشكلها الحالي إلى قسمين رئيسين هما: 1. تجارة إلكترونية من الشركات إلى الزبائن الأفراد (Business-to-Consumer)، ويُشار إليها اختصارا بالمصطلح B2C، وهي تمثِّل التبادل التجاري بين الشركات من جهة والزبائن الأفراد من جهة أخرى.
2. تجارة إلكترونية من الشركات إلى الشركات (Business-to-Business)، ويُشار إليها اختصارا بالرمز B2B؛ وهي تمثِّل التبادل التجاري الإلكتروني بين شركة وأخرى.
رجوعما الفوائد التي تجنيها الشركات من التجارة الإلكترونية؟تقدِّم التجارة الإلكترونية العديد من المزايا التي يمكن أن تستفيد منها الشركات بشكل كبير، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: • تسويق أكثر فعالية، وأرباح أكثر: إن اعتماد الشركات على الإنترنت في التسويق، يتيح لها عرض منتجاتها وخدماتها في مختلف أصقاع العالم دون انقطاع -طيلة ساعات اليوم وطيلة أيام السنة- مما يوفِّر لهذه الشركات فرصة أكبر لجني الأرباح، إضافة إلى وصولها إلى المزيد من الزبائن. • تخفيض مصاريف الشركات: تُعَدّ عملية إعداد وصيانة مواقع التجارة الإلكترونية على الويب أكثر اقتصادية من بناء أسواق التجزئة أو صيانة المكاتب. ولا تحتاج الشركات إلى الإنفاق الكبير على الأمور الترويجية، أو تركيب تجهيزات باهظة الثمن تُستخدَم في خدمة الزبائن. ولا تبدو هناك حاجة في الشركة لاستخدام عدد كبير من الموظفين للقيام بعمليات الجرد والأعمال الإدارية، إذ توجد قواعد بيانات على الإنترنت تحتفظ بتاريخ عمليات البيع في الشركة وأسماء الزبائن، ويتيح ذلك لشخص بمفرده استرجاع المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات لتفحص تواريخ عمليات البيع بسهولة. • تواصل فعال مع الشركاء والعملاء: تطوي التجارة الإلكترونية المسافات وتعبر الحدود، مما يوفّر طريقة فعالة لتبادل المعلومات مع الشركاء. وتوفِّر التجارة الإلكترونية فرصة جيدة للشركات للاستفادة من البضائع والخدمات المقدَّمة من الشركات الأخرى (أي الموردين)، فيما يُدعى التجارة الإلكترونية من الشركات إلى الشركات (Business-to-Business). رجوعما الفوائد التي يجنيها الزبائن من التجارة الإلكترونية؟• توفير الوقت والجهد: تُفتَح الأسواق الإلكترونية (e-market) بشكل دائم (طيلة اليوم ودون أي عطلة)، ولا يحتاج الزبائن للسفر أو الانتظار في طابور لشراء منتج معين، كما ليس عليهم نقل هذا المنتج إلى البيت. ولا يتطلب شراء أحد المنتجات أكثر من النقر على المنتَج، وإدخال بعض المعلومات عن البطاقة الائتمانية. ويوجد بالإضافة إلى البطاقات الائتمانية العديد من أنظمة الدفع الملائمة مثل استخدام النقود الإلكترونية (E-money). • حرية الاختيار: توفِّر التجارة الإلكترونية فرصة رائعة لزيارة مختلف أنواع المحلات على الإنترنت، وبالإضافة إلى ذلك، فهي تزوِّد الزبائن بالمعلومات الكاملة عن المنتجات. ويتم كل ذلك بدون أي ضغوط من الباعة. • خفض الأسعار: يوجد على الإنترنت العديد من الشركات التي تبيع السلع بأسعار أخفض مقارنة بالمتاجر التقليدية، وذلك لأن التسوق على الإنترنت يوفر الكثير من التكاليف المُنفَقة في التسوق العادي، مما يصب في مصلحة الزبائن. • نيل رضا المستخدم: توفِّر الإنترنت اتصالات تفاعلية مباشرة، مما يتيح للشركات الموجودة في السوق الإلكتروني (e-market) الاستفادة من هذه الميزات للإجابة على استفسارات الزبائن بسرعة، مما يوفِّر خدمات أفضل للزبائن ويستحوذ على رضاهم. رجوعآفاق ومستقبل التجارة الإلكترونيةيتزايد يوماً بعد يوم عدد التجار الذين يعربون عن تفاؤلهم بالفوائد المرجوة من التجارة الإلكترونية، إذ تسمح هذه التجارة الجديدة للشركات الصغيرة بمنافسةَ الشركات الكبيرة. وتُستحدَث العديد من التقنيات لتذليل العقبات التي يواجها الزبائن، ولا سيما على صعيد سرية وأمن المعاملات المالية على الإنترنت، وأهم هذه التقنيات بروتوكول الطبقات الأمنية (Secure Socket Layers- SSL) وبروتوكول الحركات المالية الآمنة (Secure Electronic Transactions- SET)، ويؤدي ظهور مثل هذه التقنيات والحلول إلى إزالة الكثير من المخاوف التي كانت لدى البعض، وتبشر هذه المؤشرات بمستقبل مشرق للتجارة الإلكترونية، وخلاصة الأمر أن التجارة الإلكترونية قد أصبحت حقيقة قائمة، وأن آفاقها وإمكاناتها لا تقف عند حد. برغم كل هذه المؤشرات التي تُبشِّر بمستقبل مشرق للتجارة الإلكترونية، إلا أنه من الصعب التنبؤ بما ستحمله إلينا هذه التجارة، ولكن الشيء الوحيد المؤكَّد بأن التجارة الإلكترونية وجِدَت لتبقى..
وسلامتكم
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
وهذا حق الدين 103
المقدمة :
القرءان هو كلام الله القديم الذِى أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى للمتعبد بتلاوته وإعجاز الخلق عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه. قال أهل السنة كلام الله منزل غير مخلوق. وهو مكتوب فِى المصاحف محفوظ فِى الصدور مقروء بالألسنة مسموع بالآذان فالإشتغال بالقرءان من أفضل العبادات سواء أكان بتلاوته أم بتدبير معانيه فهو أساس الدين وقد أودع الله فيه علم كل شىء فإنه يتضمن الأحكام والشرائع والأمثال والحكم والمواعظ والتاريخ ونظام الأفلاك فما ترك شيئا من أمور الدين إلا بينه ولا من نظام الأفلاك والحياة إلا أوضحه قال عليه الصلاة والسلام: (وكتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم, هو الفصل الذِى ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله تعالى ومن ابتغى الهدى فِى غيره أضله الله تعالى, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم, وهو الذِى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضِى عجائبه)أخرجه الترمذِى. وفِى رواية ( هو الذِى لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا) من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدِى إلى صراط مستقيم.وروى الحاكم عن عبد الله بن مسعود رضِى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن هذا القرءان مأدبة الله فأقبلوا من مأدبته ما إستطعتم إن هذا القرءان حبل الله المتين والنور المبين والشفاء الناجح عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن إتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا يخلق من كثرة الرد. إتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات, أما إنِى لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
العرض :
الحمد لله الذِى منَّ علينا بالقرءان العظيم وأكرمنا برسالة سيد المرسلين الذِى بعثه رحمة للعالمين المنزل عليه: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون", أما بعد:
لم يَسبق لأمة من الأمم فِى تاريخ البشر أن تعتني بكتاب من الكتب قدر اعتناء هذه الأمة بالقرءان الكريم حفظًا ودراسة وتدوينًا لكل ما له به صلة من قربٍ أو بعدٍ مدى القرون من فجر الإسلام إلى اليوم والى ما شاء الله وقد صدق الله وعده فِى حفظه حيث قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [سورة الحجر ءاية 9].
فأين سبق فِى تاريخ البشر أن تحفظ أمة كتابًا تستمر على حفظه على تعاقب القرون, يستظهره الصغير و الكبير, والناشئ و الكهل, فِى المدن و القرى و الأصقاع كلها بحيث لو سها تال فِى كلمة منه أو حرف فِى أبعد المواطن عن العواصم يجد هناك من يرده إلى الصواب ويرشده إليه سوى هذا القراءن الحكيم.
و قد حفظته الأمة يوم أن نزل, واستمرت على استظهاره وحفظه فِى الأقطار الإسلامية كلها, وهذا أمر لا يشك فيه إلا من يشك فِى شمس الضحى, أو يتظاهر بالشك , لحاجة فِى النفس, فِى الحقائق الملموسة .
وكان النبِى صلى الله عليه و سلم فِى غاية من الإهتمام بتحفيظ كل ما نزل من القراءن إثر نزوله, يحض الصحابة على تعلم القراءن و تعليمه وحفظه واستظهاره قائلا لهم :"خيركم من تعلم القراءن وعلمه " وما ورد فِى هذا الصدد من الأحاديث الصحيحة يعد بالعشرات.
ونزول القراءن نجوما سهل على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين أمر حفظه و تعرف أحكامه, و إليه يشير قوله تعالى ( وقرءانًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) [سورة الإسراء 106].
وكان للنبى صلوات الله و سلامه عليه من الكتاب ما يزيد عددهم على أربعين كاتبا, يبادر كتاب الوحى منهم إلى كتابة كل ما ينزل من الذكر الحكيم إثر نزوله بمحضر الصحابة, والصحابة أنفسهم كانوا يسارعون إلى كتابته أو استكتابه كل على حسب استطاعته ومقدار مقدرته. وكانوا يتلونه على الرسول صلى الله عليه وسلم غدوا وعشيا لإستظهاره كما نزل. ولهذه العناية البالغة فِى كتابته وحفظه وتلاوته ترى الكفار يتقولون ما أخبر الله سبحانه عنهم حيث يقول: ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم ءاخرون فقد جاءوا ظلما وزورًا وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهِىَ تملى عليه بكرة وأصيلا ) [سورة الفرقان ءاية 5] .
وكان الذين لا أهل لهم من الصحابة الفقراء يأوون إلى صفة مسجد النبِى صلى الله عليه و سلم تحت رعايته عليه السلام يتلون كتاب الله ويتدارسونه حيث كان النبِى صلى الله عليه وسلم يحضهم على حفظه و مدارسته حتى كان لهم دوى بالقراءن فِى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وفيهم نزل قوله تعالى( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشِى يريدون وجهه ) [سورة الكهف ءاية 28].
وكانت الصفة مدرسة لتحفيظ القراءن وتدريس أحكامه لا ملجأ للعجزة فقط. وكم كان النبِى صلى الله عليه وسلم يرسل منهم إلى القبائل لتعليمهم القراءن وتفقيههم فِى الدين.وكان فِى المدينة, زادها الله تشريفا, دار للقراء ينزلها الوافدون من أهل القراءة منذ عهد مصعب بن عمير رضى الله عنه الذِى كان بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ليعلم أهل المدينة القراءن. وكان النبى صلى الله عليه وسلم أمر أفذاذا من قراء الصحابة أن يقوموا بتعليم القراءن للجمهور, كما أمر الجمهور بتعلم القراءن منهم حتى امتلأت المدينة المنورة بالقراء, وكان النبى صلى الله عليه وسلم يبعث منهم جماعات إلى الجهات التِى أسلم أهلها لتعليمهم القراءن وتفقيههم فِى الدين, وعدد هؤلاء فِى غاية من الكثرة. وقد ذكرت أسماؤهم فِى كتب السير المبسوطة وفِى الكتب المؤلفة فِى الصحابة. والذين استشهدوا منهم غدرا فِى بئر معونة فقط نحو سبعين قارئا حتى استاء النبِى صلوات الله عليه من هذا الغدر غاية الإستياء, فاستمر يقنت فِى الفجر شهرا يدعو على رِعل وذكوان وعُصية بسبب غدرهم بهؤلاء القراء.
وبعد هذه الحادثة ازداد اهتمام الصحابة بحفظ القرءان. وكان من عادة الصحابة أن يعلموا القرءان ءايات ءايات يقومون بتحفيظ هذا سورًا وذاك سورًا أخر ليقوم كل منهم بنصيبه من الحفظ تكثيرًا لعدد حفاظ القرءان بكل وسيلة, فكان منهم من يحفظ القرءان كله, ومنهم من يحفظ سورًا فقط يشاركه فِى حفظها ءاخرون, وهكذا باقِى القرءان موزعًا على جماعات. ومن لا يستظهر القرءان من الجمهور يكثر فيهم جدًا من لا يقل عن أن يكون بحيث ينتبه إلى السهو إذا ما سها التالِى, وذلك من كثرة تلاوتهم للقرءان و توالِى استماعهم إليه. وكان بينهم من يؤم القوم فِى الصلوات الجهرية لا سيما الفجر بقراءة السبع الطوال, بل كان بين الصحابة من يختم القرءان فِى ركعة واحدة كما فعل عثمان وتميم الدارى رضِى الله عنهما, وفعل مثل ذلك أبو حنيفة فِى عهد التابعين, وليس بقليل بين السلف الصالح من كان يختم القرءان فِى كل رمضان ستين ختمة, وأبطأ أهل العلم فِى كل طبقة من يختم فِى كل شهر مرة, والأغلبية العظمى فِى كل طبقة على ختمه فِى كل أسبوع مرة.
وسهل حفظ القرءان على الصحابة ما ءاتاهم الله من قوة الذاكرة وسرعة الحفظ وما حفظه العرب من القصائد والخطب والشواهد والأمثال مما يدهش الأمم, ويقضِى لهم بالتفوق البالغ فِى الحفظ إلا عند أهل القلوب المريضة والأضغان المميتة, فيظهر من ذلك كيف يكون حالهم فِى حفظ القرءان الذِى أخذ بمجامع قلوبهم, وبهر بصائرهم ببلاغته البالغة, ومعانيه العالية مما ينادِى بأنه تنزيل من حكيم حميد.
الخاتمة :
وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يعارض القرءان على جبريل مرة فِى كل سنة فِى شهر رمضان, وفِى عام وفاته صلى الله عليه وسلم كانت المعارضة بينهما مرتين فِى شهر رمضان منه. والمعارضة تكون بقراءة هذا مرة واستماع ذاك ثم قراءة ذاك واستماع هذا, تحقيقًا لمعنى المشاركة فتكون القراءة بينهما فِى كل سنة مرتين, وفِى سنة وفاته أربع مرات, فتفرس النبِى صلى الله عليه وسلم من تكرير المعارضة فِى السنة الأخيرة قرب زمن لحوقه بالرفيق الأعلى, فجمع الصحابة رضِى الله عنهم فعرض القرءان عليهم ءاخر عرضة.
تحيااتى
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
وهذاا حق الاجاا
المقدمة :
يعتبر الماء أساسا ً للكائنات الحية، وسرا ً لخصوبة الأرض ، وازدهارها ، وانتعاشها ، مصداقا ً لقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم وجعلنا من الماء كل شيء حى صدق الله العظيم بسم الله الرحمن الرحيم ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ، إن الذى أحياها لمحى الموتى إنه على كل شىء ٍقدير
صدق الله العظيم .
العرض:
لاشك أن قضية الماء تعتبر من أخطر القضايا ـ إن لم تكن بالفعل أخطر قضايانا الداخلية كلها ـ قضية تفرض نفسها على كثيرمن حاضرنا ومستقبلنا. وإذا كنانريد أن ندخل القرن القادم بإقدام وخطى واثقة واطمئنان حقيقى وأمان كاف و يقين راسخ ، فلابد وأن نولى قضية الماء ما تستحقها من عناية واهتمام و رعاية وأن نوفيها حقها من البحث والدراسة العميقة الشاملة ونخطط التخطيط السليم الواعى للحفاظ عليها ورعايتها وتنميتها وحسن استمرارها واستغلالها الإستغلال الأمثل ونبدأ مباشرةً وبدون تباطؤ فى تنفيذ البرامج العلمية الجادة لتنفيذ ذلك كله على أن يكون التنفيذ بجدية وحسم شديد وبلاثغرات من أى نوع وفي كافة المجالات وعلى أن يكون المنطلق الأساسى هو الإقتصاد فى المياه من خلال حملة قومية كبرى يكون شعارها الأول ونقطة بدايتها : الحفاظ على كل قطرة ماء .
الماء هو أكثرمكونات الأرض تميزاً، فقد كان مسرحاً لتطور الحياة ويدخل في تركيب كافة أشكالها في الوقت الحاضر ولعله من أثمن الموارد التي أنعمت بها الأرض علي البشرية جمعاء ، ولذلك يفترض أن يحظي الماء بإهتمام الإنسان وتقديره ، فيسعي للحفاظ علي الخزانات المائية الطبيعية ويصون نقائه إلا أن الشعوب في كافة أصقاع الأرض أبدت ضروبا ً من الإهمال وقصرالنظرفي هذاالمضمار، لاشك أن مستقبل الجنس البشري والكائنات الأخري سيكون عرضة للخطر ما لم تتحقق تحسينات أساسية في إدارة موارد كوكب الأرض المائية
وارتبطت الحضارات القديمة بمواقع مائية معينة ، فاشتهرت حضارات بين النهرين ، والحضارة المصرية ، وحضارة حضرموت ، وكانت إجابة الله لدعاء أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام القائل
ربنا إنى أسكنت لك من ذريتى بوادٍ غير ذى زرعٍ عند بيتك المحرم ، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.
وكانت الإجابة الإلهية تفجير نبع مائى ، عرف فيما بعد باسم ماء زمزم. لذلك يرتبط الفلاح العربى بالماء والأرض إرتباطاًوثيقاً كعلاقة المصرى بالنيل والعراقى بالفرات وعرفت الزراعة فى الوطن العربى منذ عصورسحيقة .
ولقد نسى العرب فى غمرة خلافاتهم ومشاكلهم السياسية أموراً جوهرية عديدة تحكم المستقبل العربى وتتحكم فيه وعلى رأس هذه الأمور التنمية الإقتصادية ، فساد فى فترة من الفترات مبدأ الإعتماد على الخارج فى توريد ما يأكل العرب وما يلبس العرب ، ولم لا وقد تدفقت أموال النفط فى أيديهم وأصبحت نواظرهم لا تمتد إلا إلى ما تحت أقدامهم . هذا الأمر زاد فى فقر الدول غير البترولية ، وخلف نقمة غير مسبوقة أطاحت بكثير من المسلمات ، وأدى قصر النظر إلى وقوع الدول البترولية أسيرة لبترولها بدلاً من أن تكون آسرة له ، حتى جاء النظام الدولى الجديد ليطرق رؤوس العرب الفقراء والأغنياء معا ً فقد تغيرت المفاهيم وانهارت الإمبراطوريات واختلفت المقاييس وبينما تسير معدلات التنمية بخطى متسارعة فى كل الدنيا نجدها عندنا فى بطء السلحفاة .
والعجيب أننا لا نكتشف نقاط القوة والضعف عندنا إلا عندما تثار فى الخارج ، فبينما تجرى الدراسات فى مراكز الأبحاث الغربية عن المياه فى المنطقة منذ عشرات السنين لم نتنبه نحن أن هناك مشكلة إلا بعد أن اصطدمت رؤوسنا بالصخر، فبدأت المنظمات العربية تنشىء لجانا ً لدراسة الموضوع و البحث عن حل للمعضلة التى تهدد مستقبلها .
الخاتمة :
وليس أمامنا من بديل غيرتوحيد الجهود لندعنا من الشعارات الجوفاء التى تنطلق من وقتٍ لآخر، فالدول العربية إقليم جغرافى ممتد ومتكامل حباه الله بمقومات الدولة الواحدة القوية فلنكن على مستوى التاريخ والجغرافيا ولنبدأ من نقطة الصفر حيث تنسيق السياسات وتكامل الخطط وإزالة العوائق . هذا هوالطريق ذو الإتجاه الواحد الذى يقودنا إلى أن نصبح على خريطة العالم ، أماالبديل فهو بلدان متخلفة تابعة لاتملك من قرارها شيئا ًولالمستقبلها مسلكا ًوما مشكلة المياه فى العالم العربى إلا نموذجاً معبراً عن كل شىء فى هذه المنطقة الغريبة والمليئة بالتناقضات فغداً يغرب زمان النفط وتبقى مشكلة الماء.
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
حيوانات انقرضت بسبب التلوث
يذكر أن أصنافاً من الثدييات انقرضت من على سطح الكرة الأرضية، فقد انقرض منها (248) نوعاً، وأما من الطيور فقد انقرض منها (287) نوعاً، وأما من البرمائيات فقد انقرض منهـا (36) نوعاً، وانقرض أيضاً (119) نوعاً وتحت النوع من الزواحف.
ولا زالت ظاهرة الانقراض سارية في أكثر من بلدٍ، فالاتحاد السوفياتي ـ السابق ـ وحده يتهدد بانقراض (50) نوعاً مـن الثدييات و(63)نوعاً من الطيور و(121) نوعاً مـن الزواحف والبرمائيات و(418) نوعاً نباتياً راقياً حسب إحصاء الكتاب (الأحمر) لسنة 1394هـ (1974م)(1).
وعندما ينقرض حيـوان أو نبات فأثره يتعدى لغيره، حيث الارتباط الوثيق والموازنة بين أجزاء الكون وجزئياته من غير فرق بين أن يكون الملوث أو المتلف إنساناً أو غير إنسان في البر أو البحر، حيث يؤدي تخريب الغطاء النباتي والصيد غير المنظّم وتلوث الماء والهواء وغيرها إلى نقصان أعداد بعض الحيوانات وزيادة أعداد البعض الآخر.
ويوجد في كل نظام بيئي العديد من الحيوانات ذات التأثير البالغ، والتي تشترك في الحلقات المكونة للتوازن، وقد تكون هذه التأثيرات إيجابية أو سلبية ـ مثلاً ـ للحيوانات دور إيجابـي كبير في الغابة، فهي التي تؤدي إلى خلخلة الطبقة السطحية من التربة وتزيد من قدرتها على امتصاص الماء وتقلل الجريان السطحي. كما وتُغني التربة من المواد العضوية وتساهم في زيادة تحلل البقايا النباتية، بالإضافة إلـى بعثرة ونثر البذور علـى مساحات كبيرة، كما أنها تساعد علـى زيادة انتشار البذور، وذلك عندمـا تطأ أقدامها على البذور تنغرس قليلاً في التربة وتغطي بجزئياتها، وهذا يحمي البذرة من الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، وفي إخفائها عن الحشرات وغيرها، وبالتالي تبقى هذه البذور محتفظة بقدرتها على الانتشار أكثر مـن تلك التي تبقى موجودة على سطح التربة. كما أنها تقوم بالقضاء علـى العديد من الحشرات الضارة بالأشجار والنباتات الأخرى والقوارض أثناء عمـل جحورهـا، وتقوم بخلخلة التربة وتساعد في اختراق الجزء العلوي من التربة مع بقاء النباتات الساقطة مما يزيد من نسبة المادة العضوية في التربة ويُحسن من تهويتها، وهذا يساعد وبشكل كبير علـى انتشار البذور وزيادة نمـوٍ البادرات، حيث في الصين ـ مثلاً ـ تشاهد العصافير بكثرة هائلة حتى أنها أخذت تنافس الإنسان في جمع البذور والحبوب، فأمَرَ (ماتسى تونغ) فـي أحد الأعوام بإبادة العصافير، فأبيدت بصورة وحشية وغير رحيمة، وفي العام التالي شاهدوا إصابة البذور بالتسوس، وبعد اكتشاف الأخصائيين لأسباب هذا المرض ظهر لهم أن العصافير كانت تضر بالبذور من جانب لأنها كانت تأخذ غذاءها منها ولكنها في الوقت نفسه كانت تقضي على الحشرات والديدان التي تؤثر علـى هذه البذور، ثم أمر (ماتسى تونغ) بعد ذلك بجمع العصافير من أنحاء العالم وإرسالها إلى المناطق الزراعية ونحوها، فعادت البذور إلى وضعها الصحي من جديد.
وهناك مثال آخر مـن الاتحاد السوفيـاتي ـ السابق ـ، فالمعروف عن الذئب أنه يفترس الأغنـام والأرانب والحيوانـات الأليفـة الأخرى المفيدة للإنسان، خاصة في غابات المناطق المعتدلة الباردة، ولذا قامت السلطات في موسكو وفي بولونيا بمحاولة القضاء على الذئاب، وظهر بعد أن قلَّت أعداد الذئاب بشكل كبير أن الأمـراض السارية بدأت تنتشر وبشكل سريع بين الحيوانات ذات الفراء، والتي كانت تتغذّى على لحومها الذئاب.
وأدت هذه الأمراض من جانبها إلى خسائر كبيرة، ونتيجة للدراسات تبيّن أن قلّة أعداد الذئاب بشكل كبير هو المسؤول عن انتشار الأمراض بين هذه الحيوانات، ذلك لأن الذئب يمسك بالطريدة بعد أن يطاردها ركضاً، فالحيوانات الضعيفة تسقط ضحيـة تحت أنيـاب الذئاب، أما القوية منها والسليمة فإنها تتخلص من أنياب الذئاب.
ولذا قرر الخبراء في موسكو وبولونيا الحفاظ علـى الذئاب التي تقوم بالقضاء على الحيوانات المريضة، التي تسبب نشر الوباء بين الحيوانات، وقد جلبوا أعداء الكبيرة من الذئاب إلى هاتين المدينتين.
والشيء نفسه بالنسبة إلى ثدييات وآكلات الحشرات والطيور الجارحة، فمثلاً يقضي الغرير على أكثر من (500) من الحشرات يومياً، وهناك طير آخر يقضي كل يوم على (10 آلاف ) من الديدان الصغيرة، وهناك أمثلة أخرى يجدها الإنسان في كتب البيئة والحيوان.
أمـا بعض التأثـيرات السلبية للثدييـات، والـتي لا يمكن مقارنتها بالإيجابيات، فتظهر بشكل خاص عندمـا تزداد أعدادها بشكل كبير بحيث تقوم بالتهام كافة البذور لدرجة أنهـا تمنع تجدد الأشجار والنباتات الأخرى، كما أنهـا تأكل الأجزاء الفتية مـن الأشجار والشجيرات وكذلك البادرات الفتيّة. كذلك يمكن أن تُسبب الطيـور أضراراً للغابات حيث تأكل البذور وبالتالي تقلل من تجدد الأشجار، وبعض الطيور تعيش في الشتاء على حساب براعم الأشجار وهـذا يلحق ضرراً بها، ولكن مـن ناحية أخرى فللطيور تأثيرات إيجابية بالغة، فهي التي تخلص الغابات من أعداد هائلة من الحشرات حيث تشكل الحشرات القسم الأساسي مـن غذائهـا، وخاصة الحشرات الضارة، ـ فمثلاً ـ أحد الطيور والذي يسمى ب(سنِّ المنجل) يخلِّص الغابة من ثلاثة أرباع يرقات نوع من الحشرات الضارة وليس الأشجار فقط بل أوراق الأشجار أيضاً، وقد وُجد في بطن (15) طيراً منها (548) يرقة من هذه الحشرات، وهكذا ـ مثـلاً ـ الرُخ وأبو لحية وغيرهما كثير مـن الطيور التي تفترس جثث الحيوانات الميتة، وبذا تمنع انتشار الأمراض، كما إن (التلوث البيئـي) هواءً كان أو ماءً تسبب تلوثاً كبيراً بالنسبة إلـى الثروة السمكيّة، ونتيجة للتلوث فإنّ أعدادها قلّت وبشكل كبير في الأنهار والبحيرات وأطراف البحار الكبيرة. وحتى أن الأفاعـي التي تسبب الخـوف والهلـع والرعب والتسميـم أحياناً للإنسان أو الحيوان تعتبر مفيدة مـن وجهة نظر أخرى، فالسم مـن الأدوية ذات الفوائد الكبيرة، والذي يُستعمـل حالياً في علاج العديد من الأمراض، كما وإن جلود الحيّات مـن أفضل أنواع الجلود ولها متانة وقدرة على البقاء وتضاهي الجلود الأخرى.
ولا شك إن للأفاعي فوائد فـي خلق حالة التوازن في الطبيعة، فهي تتغذى علـى الحشرات والأحياء التي لـو بقيت وتكاثرت لأثّرت على حياة الإنسان، ومن بين الحيوانات الضارة التي تقضي عليها الأفاعي هي الفئران.
والدراسات دلّت علـى إن 99% مـن الحشرات مفيدة للإنسان إمّا مباشرة كالنحل ودودة القزّ، أو غير مباشرة كالحشرات التي تلتهم الحشرات الضارة. ومن الواضح أن كل ما خلقه الله تعالى فهو لحكمة وبميزان دقيق وإن لم نكتشف أبعاد ذلك.
ولا ريب إن الحيوانات السامة من أفاعي أو حشرات لها فائدة أخرى من تطهير الأجواء مـن التلوث، فهي تأخذ السموم من الهواء، حالها حال الأشجار التي تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحوله إلى أوكسجين.
لذا كان من اللازم الحفاظ على مختلف الحيوانات سواء التي يُستفاد منها من لحمها أو جلدها أو فرائها، ويستفاد من أجزاء منها كدواء مفيد لمعالجة بعض الأمراض.
من هنا سعت بعض الدول إلى تربية هذه الحيوانات لإغراض اقتصادية بحتة، ومـن هنا يتضح أن لبعض الحيوانات الضارة مـن أفاعي وحشرات وغيرها، تأثير كبير في التوازن الحيواني وفي توفير النظام البيئي، حيث تساهم في وقف زيادة عدد الحشرات الضارة بالتهامها أو قتلها أو ما شابه ذلك.
وهكـذا يلـزم الحفاظ علـى الحيوانات والنباتات التي هي في طريق الانقراض، ومـع انقراضها تخسر البشرية حلقات هامة من حلقات التوازن الطبيعي في الكائنات الحية.
وقـد أشار أحـد الباحثين الغربيين علـى أنه لو لم يُقض على البقرة البحرية، وهـي بقرة كانت تعيش فـي الشواطئ غير العميقة لمنطقة الشرق الأقصى وكانت تتغذى على الأُشنيّات وعلى النباتات المائية، فربما أخذ حل مشكلة البروتينات الحيوانية مجرى آخر يختلف عمّا هو عليه الآن، ولأُنشأت مزارع بحرية لهذه الأبقار في كل أجزاء العالم.
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
مبيدات الحشرات
مسألة: مبيدات الحشرات(2) أيضاً من الملوثات، وتعدّ بعض الحشرات من القديم مـن أنواع الآفات. وقد سُجّل منها حتى الآن (10 آلاف) نوع كآفات ضارة بالمحاصيل والحيوانات النافعة والإنسان والمنتجات المخزونة.
وقد ذكرت بعض التقارير أنه يوجد فـي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها نحو (200) نوع من الآفات الحشريّة الخطيرة، ونحو (500) نوع آخر قد تُحدث أضراراً اقتصاديـة كبيرة، كما ويوجد بها نحو (300) نوع من النباتات تندرج تحت الحشائـش، وقرابـة (1800) نوع من النباتات تسبب أضراراً اقتصادية نتيجة لتأثيراتها علـى المحاصيل الزراعية ويوجد عدد كبير من النباتات المضرة، وهي تعدّ بالآلاف مثل الطحالب والنباتات الطفيلية والنباتات المفرزة للسموم.
وقد بلغ عـدد الأمراض النباتية التي تسببهـا الفطريات والمسجلّة في أمريكا زهاء (100 ألف) مرض مُعدي.
وكما خلق الله سبحانه وتعالى النباتات والحشـرات الضارة لمصلحة أهم، كذلك خلق أنواعاً كثيرة من النباتات والحشرات النافعة. وقد عدّ في إيران وحدها (100 ألف) نوع مـن النباتات والأعشاب النافعة لمختلف الأمراض. ولا عجب فـي ذلك فقد أحصى الأطباء القدامى الأمراض التي تصيب الإنسان بـ(24 ألف) نوع من المرض لكل واحد من السوداء والصفراء والبلغم والدم ستة آلاف مرض حسب إحصائهم.
وفـي التاريخ المدوّن(3) أن الإنسان كان منذ القدم وهو يعالج الآفات بالنباتات، وقد استخدم علماء الإسلام البصل العنصل لمكافحة الفئران، كما استعمل السومريّون سنـة 2500 قبـل الميـلاد مركبات الكبريت الطبيعية لمكافحة الحشرات، وفـي عام 1500 قبل الميلاد استخرج الصينيّون المبيدات الحشرية مـن مصادر نباتية، وقـد استخدموهـا لحماية بذور النباتات من الإصابات الحشريـة، وكذلك لتدخيل بعض النباتات المصابة ببعض الآفات الحشرية(4).
وفي سنة 300 بعد الميلاد أُدخلت طـرق مكافحة الحشرات من خلال مزارع المفترسات، حيث أطلق نوع النمـل المفترس علـى الخنافس الثاقبة لأشجار الفاكهة.
وقد أوصى جماعة من العلماء بعدم استخدام مبيدات الحشرات إلاّ عند الضرورة القصوى، وذلك في حالة فشل الطرق غير الكيماوية في منع بعض الآفات من إحداث أضرار اقتصادية، لكن نُظم المكافحة فـي الوقت الحاضر اتجهت إلـى استخدام المبيدات الكيماوية الـتي تميّزت بفاعليتها وبساطتها ورخص ثمنها وتوفّرهـا فـي الأسواق. وكان أول المركبات العضوية التي استخدمت لمكافحة الآفات مركب (دي دي تي)(5).
وقد أدى التطوّر السريع الذي حدث في الصناعات البتروكيماويات إلى إنتاج عدد هائل من المبيدات الكيماوية.
وقد ساعد نجاح أسلوب رشّ المبيدات بواسطة الطائرات على التوسع الهائل في استخدام المبيدات الكيماوية في المساحات الشاسعة من العالم التي تم زراعتها.
وبذلك كثر المحصول إذ كانت الحشرات والجراثيم قـد سببت خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية التي يعتبر البشر بأمسّ الحاجة إليها. وقد تبيّن أن الحشرات وغيرها من الآفات الزراعية تُتلف خُمس المحاصيل الزراعية في بعض البلدان، ففي الهند ـ مثـلاً ـ تستهلك الحشرات سنوياً كميّات من المحاصيل تكفي لتغذية تسعة ملايين إنسان. وفـي أمريكا تبيد الفطريات والحشرات والجراثيم ما قيمته خمس مليارات مـن الدولارات سنوياً، فضلاً عن الجهود الضخمة لمكافحة الآفات الزراعية.
وتستعمل المبيدات في الحال الحاضر فـي كافة أرجاء الكرة الأرضية، وقد بدت المكافحة الكيماوية فـي البداية فعّالة لدرجة أثار الاعتقاد بمقدرتها على التغلّب على مشكلات الآفات الزراعية بشكل نهائي، ولكن هذا العمل لم يدم طويلاً إذ سرعان مـا تبيّن أن المبيدات تنقذ المحاصيل والغابات والمروج من أخطار الأمراض، ولكنها مـن ناحية ثانية تؤدي إلى تخلخل النظام البيئي وتلوث الوسط البيئي وتؤثر بأشكال سلبية عديدة على حياة الإنسان وحياة الحيوانات والنباتات.
أضرار المبيدات الكيماوية
وقـد ازداد وبشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية استعمال المبيدات الكيماوية، وقد أخذت المجلات العلمية تنصح باستعمال مركبات مختلفة مثل (دي دي تي) وغيره، والتي استعملت لأكثر أمراض النباتات وضدّ الحشرات الضارة المختلفة، وأثمرت بنتائج كبيرة وأنقذت العديد من المحاصيل، وازداد إنتاج العالم من المبيدات بشكل كبير إذ وصل في سنوات 1370 ـ 1371هـ (1951 ـ 1952م) إلى أكثر من مائة ألف طن.
ومما لا شكّ فيه فإن المبيدات الكيماوية ساهمت وإلى حدّ بالغ الأهمية في القضاء على عدد كبير مـن أمـراض النباتات وقضت على الحشرات الناقلة للأمراض، كما وساهمت المبيدات الكيماوية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية في القضاء على وباء التيفوئيد وعلى مرض الملاريا، وذلك عن طريق القضاء على البعوض الناقل للأمراض، ويقدّر عـدد الذين نجوا بفضلها (5 ملايين) إنسان كمـا حالت دون حـدوث (100 مليون) إصابة، ولذا فقد أقبل المزارعون ومربّوا الماشية علـى استعمـال المبيـدات الكيماوية خاصة وإن جهودهم لمقاومة الحشرات كثيراً ما باءت بالفشل.
ولكن استعمال المبيدات له أضرار كبيرة حتى قال بعضهم: إن أمثال هذه المبيدات سوف تسمّم كل العالم وتصل إلى الإنسان والحيوان وغير ذلك مما يسبب مختلف الأمراض والأعراض.
وينجم خطر المبيدات مـن تركيبها الكيماوي، وهي تبقى فترة طويلة ربما (10 سنوات) أو أكثـر دون أن تتغيّر خواصّها الكيماوية، كما وإن تركيزها يزداد عبر انتقالها إلى السلسلة الغذائية ويتركّز في دهون الحيوانات.
ويؤدي استعمال المبيدات بدون رقابة علميـة شديدة إلى أضرار بالغة على النباتات، حيث يلاحظ في البداية تغيّر في لون الأوراق التي تغدو سمراء داكنة ومـن ثـمّ صفراء فاقعة كما وتتغيّر شدة التعرّق والتركيب الضوئي. فتفاعل الهرمونات ومن ثم موت النباتات. ولهذا لابدّ من معرفة تأثير المبيدات على النباتات وبشكل دقيق قبل استعمالها، أما تأثيرها على الإنسان فيتوقف على طبيعتها الكيماوية وعلى طريقة وصولها إلى الإنسان على شكل أبخرة أو ذرّات دقيقة عن طريق التنفّس أو مع المياه أو الأطعمة أو ما أشبه ذلك.
وهناك أنواع شتى من المبيدات الحشرية تختلف فـي تركيبها الكيماوي وفي آثارها السامّة، كما تختلف في شدّة تلويثها للبيئة، بالإضافة إلى تباينها في الخصائص المميّزة لها مثل ميلها للذوبان في الماء أو قابليتها للتبخر أو التطاير أو مقاومتها لعمليات التحلل الكيماوي المختلفة أو الصورة العامة التي تكون عليها. إذ يمكن أن يكون بصـورة مسحوق أو بصورة حبيبات أو بصورة محلول أو بصورة أبخرة أو بسائر الصور الأخرى.
ويستهلك العالم حالياً أكثر من (4 ملايين) طن من المبيدات الحشرية في كل سنة، ويزداد هذا القدر زيادة مطّردة عاماً بعد عام، ورغم ذلك فإن الحشرات ما زالت تقضي فعلياً على مـا ربما يصل إلى نصف كمية المحاصيل الزراعية قبل نضجها وحصادها.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها قُدّر أن ما قيمته (500 ألف) طـن مـن المبيدات الحشرية يتم استعمالها سنوياً لإبادة الحشرات والقوارض والأحياء المجهرية التي تهاجم المحاصيل، وتكلّف هـذه الكميـة نحو مليونين ونصف المليون من الدولارات.
وفي الحرب العالمية الثانية كانت هذه المواد حكراً على الحلفاء، حيث استعمل على نطاق واسع في الاستخدامات المدنية مثل مكافحة الآفات التي لا علاقة لها بالصحة العامة كالذباب والبعوض والقمّل والقراد وما أشبه ذلك. كما استعمل للحدّ من وباء التيفوئيد في إيطاليا، واستعمل في حماية الجيوش في المحيط الهادي من بعوض الملاريا، وفي سنة 1370هـ (1950م) أدى استخدام هـذا المبيد في جزيرة سيلان (سريلانكا) إلـى خفض خطر مرض الملاريا مـن قرابة (3 ملايين) حالة إلى ما يقارب (7 آلاف) حالة. فقد استخدم الـ(دي دي تي) بشكل محاليل ومساحيق ودهونات، وهو يؤثر في الحشرات أثناء الملامسة، وهـو يعدّ أساساً من السموم العصبية وتتأثر أجزاء الجهاز العصبي المركزي بهذا المركب.
وقد أدى الإفراط فـي استخدام الـ(دي دي تي) إلى أن أصبح هناك العديد من سُلالات الحشرات المقاومة لتأثير المركب(6)، ولقد حدثت زيادة وبائية فـي الآفات غير الاقتصادية بعد استخدام (دي دي تي) في مصر مثل العنكبوت الأحمر والمنّ.
وهناك عـدة مشتقات للـ (دي دي تي) تؤدي نفـس المفعول وهي تتّصف بثباتها الشديد وبطأ تحلّلها فـي التربة، إلـى غير ذلك من المبيدات المختلفة، والتي لهـا آثار جانبية بالنسبة إلـى الإنسان والحيوان والنبات بل والتربة أيضاً
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
أقسام المبيدات
ثمّ إن المبيدات على أقسام:
المبيدات العشبية والمبيدات الحشرية والمبيدات الكيماويـة، فالمبيدات العشبية أوّل ما استعملت كانت لإزالة الأعشاب الضارة من جوانب الخطوط الحديدية والخطوط العامة وأطراف الفنادق المبينة في الساحات والقضاء على الأعشاب الضارة التي تنمو في المزروعات المختلفة، كما وقد استعملت لإبادة المزروعات ولإسقاط أوراق الأشجار أثنـاء الحرب الفيتنامية، فإن للمبيدات العشبية تأثيرات كبيرة وخاصة فـي حال استعمالهـا لمقاومة نوع معين من الأعشاب الضارة، أما في حال استعمالها مـن الطائرات فإن تأثيرها يكون سلبيّاً إلى حد ما.
كما وإن هناك مبيدات تؤدي إلـى سوء نمو الثمار والمحاصيل، كما وتسبب أضراراً كبيرة على بشرة العمال الذيـن يصنعون بعض المواد أو يوزعونها، ولهذا فهي مـن المواد الخطرة. وقـد ازدادت المبيدات الحشرية بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية.
وتعتبر المبيدات الحشرية المنقذ الفعّال من الآفات الحشرية، ولكن كثيراً ما كانت لها نتائج خطيرة خاصة وإنّ تحلّلها يتم بشكل بطيء، وبالتالي يزداد تركيزها من عام لآخر سواء في التربة أو في الماء أو في أجسام الكائنات الحية لدرجة أن الباحثـين يعتقدون أن الوسط أصبح ملوثاً بهذه المواد الكيماوية، ولكن جملة من المواد تؤثر على صحة الإنسان والحيوان، فقد تجمعت حالياً الكثير من الحقائق عن تأثير المبيدات وخاصة الـ(دي دي تي) وغيرها على الجملة العصبيـة، وعلـى استقلاب الهرمونات الجنسية للثدييات والتي من ضمنها الإنسان نفسه.
ولذا ذكر جملة من الأطباء أن هذه المواد يجب أنّ لا تستعمل أكثر من مرتين، كما لابدّ من استبدالها بطرق أخرى غير ملوثة للوسط.
وتؤدي هذه المواد إلى تطور غير طبيعي لكثير من الكائنات الحية ذات الأهمية الاقتصادية، والـتي تعيش فـي الماء، كمـا وتؤدي إلى تقليل شدة التركيب الضوئي بشكل كبير وإلى نقص كمية الأوكسجين في الماء .
وقد استعمل الـ(دي دي تي) في الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على البعوض فـي مستنقعات خاصة، حيث رشّت هـذه المستنقعات عدّة سنوات و… وكان تركيز هـذه المادة قليـلاً بحيث لا يؤثر على الكائنات المائية، ولكن عند استعمال هذه المواد غاب عـن أذهان الباحثين أنها صعبة التفكّك، وأنها تبقى فترة زمنيـة طويلة محتفظة بسميّتها، وقد امتصت هذه المواد من قبل النباتات المائية الموجودة فـي هـذه المستنقعات ثم انـــتقلت إلى الأسماك التي تعيش على حساب النباتات وبعدها انتقلت إلى نسج الحيوانات المفترسة التي تأتي في قمة السلسلة الغذائية كالطيـور آكلة الأسماك، وكان تركيز هذه المواد يزداد في أجسام الحيوانات المفترسة. ونجم عن زيادة التركيز لـ(دي دي تي) في أجسام الحيوانات المفترسة إلى موت جماعات منها، كما وتبين أن للطيور حساسية كبيرة لهذه المواد لأنها تعيق تَشَكُّل قشرة البيضة كما وتؤثر بشكل كبير على الغُدد الصمّاء.
أما تأثير المبيدات الكيماوية، فقد ظهرت سنة 1380هـ (1961م) حالات تسمّم بين الثيران في مزرعة البحوث في مصر بعد تغذيها على الحصة التي سبق رشّها منـذ ثلاثة أسابيع بمزيج مـن الـ(دي دي تي). وتضمنت الأعراض حركات عصبيـة وتقلصات عضليـة بالرأس امتدت إلى عضلات الكتفين وزيادة حساسية الحيوانات وكثرة اللّعاب، وأصيبت الماشية في سنة 1388هـ ( 1968م) نتيجة رشّ حقول القطن بواسطة الطائرات.
وقد قام جماعة من العلماء في شمال (سانفرانسيسكو) بمشاهدة أعشاش الطيور في وقت من السنة الذي تكون فيهـا هذه الطيور قد اكتست بالرشّ وأخذت تستعد للطيران من أعشاشها.
وقد أثرت هذه المادة على بيوض الطيور حيث جعلتها رقيقة قابلة للكسر بسرعة، منها طيور البجع الذي يسبب فقس البيض بمجرد الرقود عليه.
كما ودلت البحوث على أن تركيزاً محدوداً من مادة (دي دي تي) يؤدي حتماً إلى موت 90% من يرقات وبيض المحّار. وقد حدّدت وزارة الصحة في أمريكا مبيداً كلوريّاً كمسبب لقتل (10 ملايين) سمكة في حوض نهر (المسيسيبي) و(خليج المكسيك).
كما وقد توصّل بعض الباحثين إلى أن الزراعة المميتة من الـ(دي دي تي)، التي لا تؤدي إلـى الموت تسبب خفـض نسبة التناسل لمختلف أنواع الحيوانات. وقد اكتشف جماعة مـن العلماء أن الفئران التي تغذّت بأغذية ملوثة ببعض المبيدات أصيبت بالسرطـان، ولذلك فقد حرّمت السلطات استخدامه كليّاً.
وعلى أي حال: فبعض المبيدات يجب منع استعمالها لضررها الفادح، والبعض الآخر يجب التقليل منها إلى أقصى حدّ في إطار باب التزاحم والأهم والمهم، فإن الإكثار من استخدامها يؤدي إلى تلوث التربة الزراعية، فغالباً ما يتبقى جزء كبير من هذه المبيدات في الأرض الزراعية، وقد تصل نسبته إلى نحو 15% من كمية المبيد المستعمل. ولا يزول أثر مثل هذه المبيدات المتبقية في التربة إلاّ بعد انقضاء مدة طويلة قـد تصل إلى أكثر من (10) سنوات. وقد تحمل مياه الأمطار بعض هذه المبيدات مـن التربة إلى المجاري المائية، وتسبب كثيراً من الأضرار لما بها من كائنات حية ثم تصل هذه المبيدات من الأحياء الموجودة في الماء إلى الطيور ومن الطيور إلى الإنسان.
وإذا كانت مبيـدات الآفـات تؤدي دوراً هاماً فـي حياة النباتات والأشجار، حين تؤدي إلى تقليل مخاطر الآفات الضارة مثل ذباب الفاكهة ودودة القطن، فإن الإفراط في استخدام هذه المبيدات من جانب وعدم ترشيد استعمالها وعدم التوعية بأضرارها من جانب آخر يؤدي حتماً إلى ظهور نتائج وخيمة بالغة الخطورة على صحة الإنسان والحيوان وعلى التربة الزراعية نفسها بالإضافة إلى تأثيرها بالنباتات. فالنباتات الـتي تزرع في التربة الملوثة بمبيدات الآفات تمتص جزءاً من هذه المبيدات وتختزنها في سوقها وأوراقها وثمارها، ثم تنتقل هذه المبيدات بعد ذلك إلى الحيوانات الـتي تتغذى بهذه النباتات وتظهر في ألبانها ولحومها وتسبب كثيراً من الأضرار لمـن يتناول لحوم هذه الحيوانات وألبانها، حتى إن هذه المبيدات تنتقل من ألبانها إلى صغارها، كما وتنتقل إلى الطيور عبر الحيوانات المتفسخة التي تحتوي على كمية من هذه المبيدات.
وتؤثر هذه المبيدات في الكائنات الدقيقـة الموجودة في التربة الزراعية، وينقسم العاملون في مجال وقايـة النباتات إلـى فريقين اثنين عند دراسة هذا التأثير، حيث يعتقد فريق منهمـا أن المبيدات لا تؤثر بدرجة خطرة في هذه المجال، وإنما أضرارها يسيرة، ويمكن تحمّلها وإزالتها بسبب الأدوية، ويرى الفريق الآخر أن وصول هذه المبيدات إلى التربة يؤثر في التوازن الموجود بين مكوّنات التربة الطبيعية والكيماوية، وهو أمر يؤدي إلى تقليل خصوبة التربة الزراعية وانخفاض إنتاجيّتها.
وقد أحدثت جميع المبيدات التي تمّ اختبارها تأثيرات ضارة في الكثير من الكائنات الدقيقة المفيدة التي تسهم في تكامل عناصر البيئة في التربة الزراعية، وخاصة خلال الأسابيع الأربعة الأولى من رشّ المبيدات.
كما وتبين أن المبيدات الحشرية الكيماويـة تتسبّب في قتل الكثير من الأحياء الدقيقة التي تستوطن التربة، والتي تسهـم فـي تحليل المواد العضوية والمخلّفات النباتية التي ينتج عنها العناصر الحية المكونـة للتربة الزراعية، فإن الكائنات الحية الدقيقة لها دورها المهم في التوازن الطبيعي للبيئة، فهي تسهم في تنقية الماء في كثير من عوامل التلوث، ذلك لأنها تساعد على الحفاظ على نسبة الأوكسجين الذائب في الماء.
وقد حدث في (نيكاراغوا) أنه وقعت أكثر من (3 آلاف) حالة تسمّم، وما يربو على (400) حالة وفاة بين العمال الذين يعملون في حقول القطن سنوياً على مدى عشر سنوات، كما وحدثت حالات مماثلة في بعض دول أمريكا الوسطى حيث يزرع القطن على نحو تجاري.
وفي الهند بلغـت حــــالات التسمّـم بالمبيدات نحو (100) حالة سنة 1378هـ (1958م) ونحو (54) حالة في سنة 1387هـ (1967م)، وفي سوريا بلغت عدد الحالات (1500) حالة في سنة 1380هـ.
ويتأثر الإنسان بهذه المبيدات بطريقة مباشرة إما عن طريق الملامسة أو عن طريق استنشاق أبخرة هذه المبيدات.
وقد يتأثر بها بطريقة غير مباشرة، فهو يتغذى بالحيوانات والنباتات، ويصل إليه مع هـذا الغذاء كلما يختزن من المبيدات في أنسجة هذه الحيوانات والنباتات، وكلّما يلـوث منتجاتها مثل البيض واللبن والزبد والدهن والجبن وما إلى ذلك، كما وتسبب مبيدات الآفات العديد من الأمراض الخطرة مثل السرطان، وقد أوضحـت الدراسات المخبرية إن الاستخدام المكثف لهذه المبيدات في حقول القطن فـي بعض الولايات الغربية أدى إلى حدوث أورام سرطانية في حيوانات التجارب.
وتمثّل مشكلة مخلفـات المبيدات فـي المحاصيـل الزراعية تحدياً هائلاً باستخدام المبيدات الكيماويـة، وتوجد هذه المخلفات عادة في الغذاء أو في الماء بكميات صغيرة لكنها ضارة على كل حال.
ثم إنه كثير ما تسبب الفطريـات الطفيلية خسارة فادحة في المحصول وهذه الأمراض يتم القضاء عليها بعدة مواد كيماوية مختلفة، فقد استعملت عدة مركبات تحتوي على النحاس بمختلف الآفات الزراعية والعفن التي تسببها الفطريات، وعند استعماله لمدة، تصبح التربة ملـوثة بالنحاس وتتأثر تبعاً لذلك البيئة الحيوانية فتنقـرض الديدان، ولكـن لا تأثير له على الأشجار الناضجة إلاّ تأثيراً ضعيفاً، ولا تتأثر البيئة المحيطة إلاّ تأثيراً ضئيلاً.
وكثير من المبيدات الفطرية العضوية لها تأثير ملحوظ خاصة في الحدائق ولكن بما إنّ الكمية العامة المستعملـة ليست كبيرة إذا ما قورنت ببعض المواد الأخرى ـ كما وإنها عموماً أعلى سعـراً ـ لذلك استعملت بكثير من الحذر ولاحتمال حدوث حالات تلوث خطيرة مـن جرّاء استعمالها، لكنّه ملوث أيضاً ومؤثر على التربة والزرع والحيوانات وأخيراً الإنسان.
وقد استعملت عدة مركبات يدخل في صنعها الزئبق كمبيدات فطرية، واستعمل أيضاً كمطهّر للإنسان وفـي الحدائـق بكميات كبيرة، وهكذا استعملت مركبات الزئبق العضوية في عملية تبخير الحبوب لدرجة إن حبوب القمح فـي بريطانيـا تبخّـر حسب طلب الزبائن، وعملية التبخير في هذه تستعمل لمنع إصابة الحبوب بالفطريات سواء كانت تسبب ضرراً أم لا في أي مجال، لكن الزئبق ملوِّث عـام، فهو يخزن ويتركز بواسطة الأحياء، وقد ينتقل ويتركز في سلسلة الغذاء، ولقـد كانت هناك الكثير من الحالات التي قامت بها الأسماك والقواقع بتركيز نسب عالية من الزئبق فحدثت حالات وفاة بالإضافة إلى حالات مرضية كثيرة بالنسبة إلـى من أكلوا هذه الأسماك أو القواقع.
والحالات الخطيرة من التلوث قـد حدثت نتيجة الاستعمال الصناعي ونتيجة صناعة الأخشاب أكثر مـن الكميات الصغيرة المستعملة في الزراعة. وقد تسمّمت بعض الطيور جرّاء أكل الحبوب المبخرَّة.
وفي بريطانيا يتم التبخير بواسطة مركبـات الزئبق خاصة والتي ليست حادة السميّة للفقاريات وإن كانت سميّة أيضاً، وتتخثّر خصوصاً بعد تركزها في الحيوان.
وتجارب الغذاء على الطيور توضح أنه أخطر من تعاطي جرعات مميتة، بينما استعمل في بعض الدول الأوربية مركـب الزئبق على نحو خاص بتوسع وهو سام جداً، وقد قتلت مـن جرّاء استعمالـه بعض الطيور بدرجة غير متوقعة.
ومن الواضح إنّ المركبـات الزئبقية مختلفة في خطورتها حسب تراكيبها المختلفة، وإحدى هذه المخاطر هـو تحللها وتغييرها عند وصولها للبيئة بفعل البكتيريا إلى نوع خطير من السموم.
وقد يحدث هذا في معدة الحيوان المجترّ التي يحدث التمثيل فيها أو في قاع البحيرة أو الطبقة العفنة، ولهذه الأسباب يجب بذل الجهود لتقليل نسبة الزئبق من ناحية، ومن ناحية ثانية الاستغناء عنه مهما أمكن، لأن ما أضرّ كثيرُهُ أضرّ قليله أيضاً لكن بنسبة.
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
وهذا ينطبق على الصناعة أكثر من الزراعة، كما إن كميات كبيرة من الزئبق الموجود في البرِّ أو البحر وجدت في الصخور بفعل الطقس، وقد مثّل أحد العلماء السلسلة الغذائية التي تتأثر بواسطـة المبيـدات بقوله إن حشرة صغيرة قد تأكل حافة أحـد أوراق النبات الملوث بالمبيد الحشري، ثم تأتي حشرة أكبر فتلتهم عدداً من هذه الحشرات الصغيرة، ويأتي بعد ذلك عصفور نهم فيأكل أعداداً كبيرة من هذه الحشرات، وأخيراً يأتي صقر مفترس فيلتهم هذا العصفور(8).
والملاحظ إن كل خطوة مـن هـذه الخطوات تؤدي إلى تركيز المبيد الحشري في جسم الحيوان، ويبلغ هذا التركيز حدّهُ الأقصى في جسم الحيوان الذي في نهاية السلسلة ويكون مأكولاً للإنسان. ويبدو تأثير هذه السلسلة في كثير من الأماكن ففي بحيرة (كلير) بولاية كاليفورنيا يستعمل بنسبة ضئيلة من مبيد الحشرات يماثـل الـ(دي دي تـي) يعرف باسم (دي دي دي) بتركيز لا يزيد عن 14% مـن المائة جزء فـي المليـون للقضاء على إحدى الكائنات غير المرغوب فيها، ووجودها في مياه هـذه البحيرة، ومع مضي الوقت لوحظ موت بعض الأسماك التي تعيش فـي هذه البحيرة كذلك بعض الطيور والبط البريّ.
وقد تبين في التحليل إن ماء البحيرة يحتوي على 14% من المائة جزء في المليون من هذا الجزء، إلاّ أن هـذه النسبة ارتفعت إلى (221 جزءاً) في المليون في الأسماك الكبيرة، وإلى نحو (2500 جزءاً) في المليون في الأنسجة الدهنية للبط البري الذي يعيش فوق سطح هذه البحيرة.
وقد تبين أن مبيد (دي دي تي) يدخل في العمليات الكيماوية المؤدية إلى تكوين عناصر الكالسيوم في أجسام الطيور، ويؤدي ذلك إلى وضع هذه الطيور بيض رقيق القشر لا يتحمل الصدمات، وقد يتهشم هذا البيض تحت ثقل جسم أنثى الطائر عندما تحتضنه للتدفئـة أو عندما تحرّكه لتجعلها ظهراً لبطن، مما ينتج عنه موت الأجنّة، وتتعرض هذه الطيور لخطر الانقراض.
ومن أمثلة الطيور التي أوشك بعضها علـى الانقراض لهذه الأسباب، النسر الأمريكي والصقر وطائر البليكان وغيرها.
وقد اكتشف المهتمّون بحماية الحياة البريّة وجـود قسم من المبيدات في بيض النوارس، وهو أمر يسبب فـي موت أجنَّة الطيور داخل البيض، كما وإنه تؤثر مبيدات الآفات في النحل والحشرات الملقّحة الأخرى، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض معدل التلقيح في الأزهار بالإضافة إلى ضعف قوة طوائف النحل نتيجة لموت عدد كبير مـن الشغّالات التي تقوم بجمع الرحيق، وقد ترتب على ذلك انخفاض مهول للعسل بالإضافة إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل الحقلية والبستانية، وكثيراً مـا يدخل العسل مـن هـذه المبيدات فإذا أكله الإنسان تسبب له أمراضاً.
وقد ظهرت هذه المشكلة بصورة خطرة في مـــصر بعد تنفيذ نظام الرشّ الجوي للمبيدات بالطائرة والذي أدى إلى قلّة المحاصيل.
والنتيجة طبعاً ازدياد نسبة الفقراء والجياع وبالتالي سوء التغذية وانتشار الأمراض، كما حدث في مصر وبعض البلدان الأخرى كما أن اختلال حجم السكان في مصر من ناحية الزيادة ومن ناحية قلة المساحة المزروعة يعدّ إحدى المعوقات الهامة للإنتاج الزراعي بالإضافة إلى ما ذكرناه.
وفي بداية هذا القرن لـم يتجاوز عدد السكان في مصر (10 ملايين) نسمة، وفي سنة 1356هـ (1937م) زاد عـدد السكان ليصل إلى حوالي (15 مليون) نسمة، ثـم أصبح (18 مليون) سنـــة 1366هـ (1947م) و(23 ملـــيون) ســــنة 1379هـ (1960م) ليصل إلى زهاء (49 مليون) سنة 1404هـ (1984م) وفـي مواجهة تلك الزيادة المستمرة لحجم السكان لم تحقق الرقعة الزراعية نمواً مماثلاً نتيجة ترك العمل بالقوانين الإسلامية والتي منها (الأرض لله ولمن عمرها)(9) وقاعدة (من سبق)(10) وغير ذلك. فمنذ بداية هذا القرن حتى سنة 1405ه (1985م) والرقعـة الزراعية تتراوح بين (6 ملايين) فدّان وشيء، فقد تعرّضت فـي السنوات الأخيرة لخطر التجريف والزحف العمراني من البيوت والمنشآت الصناعية ومشروعات الطرق والمرافق. وبالتالي تم تحويل جزء كبير من الأراضي الزراعية إلى استعمالات غير زراعية، وكان نتيجة ذلك أن انخفض متوسط نصيب الفرد من الرقعة الزراعية انخفاضاً شديداً. فقد كان هذا المتــــوسط فـي سنة 1379هـ (1960م) يدور حول 22% من الفدان ثم انخفض ليصل إلـى 16% مـن الفدان سنة 1395هـ (1975م)، وأخيراً انخفض هذا المتوسط حتى وصل إلى 13% من الفدان طبقاً لإحصاءات سنة 1405هـ (1985م). فإذا انضم هذا إلى ما ذكرناه من التسمّم والتلوث تكون النتيجة الجوع.
هذا بالإضافة إلى إنّ الإصلاح الزراعـي الذي نفّذه جمال عبد الناصر خفّض المستوى لأنه بدّل الأيدي المديرة إلـى أيدي غير مديرة، كما حدث ذلك في العراق في عهد عبد الكريم قاسم(11) أيضاً، فقد كان العراق يصدّر الكثير من المحاصيل حتى الحنطة إلاّ أنه بعـد الإصلاح الزراعي أخذ يستورد حتى التبن.
وقـد كتب الأخ السيد صادق (حفظه الله) دراسـةً حول الإصلاح الزراعي الذي وقع في العراق، وطبعه ثم أمرت الحكومة إحراق الكتاب لأنها لم تجد جواباً لعلامات الاستفهام التي طرحها الكتاب.
وكان من آثار الإصلاح الزراعي نزوح الكثير من الفلاحين إلى المدن، لأن الربح في المدن أكثر من الربح في الزراعة الخاضعة للإصلاح الزراعي(12). وقـد فعـل مثـل ذلك ملـك إيران ـ محمد رضا ـ مسبباً اكتظاظ المدن بالفلاحين.
وقد نجم عـن الزحف الريفـي إلـى المدن ـ الناجم عن ذلك المنهج الاقتصادي الخاطئ ـ رخص الأيدي العاملة حسب قانون العرض والطلب.
وعلى أي حال: فمن البديهي إنه كلّما كان تركيز المبيد عالياً كانت الآثار الضارة الناتجة عنه كبيرة، وكذلك كلّما طالت هذه المدة ازداد الأثر السيئ للمبيد، ولا فرق هنا إن كان استعمال المبيد عبر آلات ميكانيكية أم بالرشّ عبر الطائرات أم بالتعفير باليد.
ثم لا يخفى أن لكل نوع من التربة ونسبة الرطوبة فيها ودرجة حرارتها وكونها قريبة من الشمس كخط الاستواء أو بعيدة عنها دور كبير في حفاظ التربة مـن مبيدات الآفات التي تتساقـط فيها أو تتسرّب إليها عند استخدام المبيدات لقتل الآفات الزراعية.
كما أنه تختلف قدرة النباتات على امتصاص المبيدات الحشرية لاختلاف أنواعها، فمثلاً: زراعة أنواع مـن البطاطس والفجل والجزر في تربة زراعية عولجت بمبيد (الألدرين) بمعدل رطل في الفدّان، ووجد أن البطاطس لم تحتو على بقايا من هذا المبيد يمكن قياسه، في حين احتوى الفجل على 3% من المائة جزء في المليون من هذا المبيد. واحتـوى الجزر على 5%. وبناءً على ذلك فإن الجزر من بين جميع المحصولات التي أجريت عليها الدراسات يحتوي على أكثر تركيز من البقايا الكيماوية للمبيد الحشري الموجود في التربة.
ومن الواضح أنه يؤدي استعمـال بعض المبيدات إلى حدوث أضرار في النباتات الخضراء وبخاصـة للمحاصيـل الحساسة والضعيفة النمو. وإذا ما استخدمت المبيدات بتركيز عالٍ مـن العناصـر المشابهـة لها أو بتوقيت غير مناسب أدّى ذلك إلى حدوث أضرار كبيرة جداً، والتي منها حروق للأوراق أو حدوث تحوّر في أشكالها مما يؤدي إلى جفافها ثم سقوطها ثم موت النبات في نهاية الأمر.
وقد يحدث الضرر نتيجة لوصول المبيد إلى العصارة النباتية مما سيؤدي إلى حدوث خلل داخلي في النشاط النباتـي، ثـم توقـف عمليات التمثيل الغذائي، وهو أمر يتسبب في موت النبات في نهاية المطاف.
كما وتسبب بعض المبيدات فـي إبادة الغابات الخضراء. ففي حرب فيتنام استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية مبيـد الحشائش لتعرية غابات الأشجار من أوراقها، وجعل تلك الغابات الكثيفـة عبارة عـن أعواد من الخشب كئيبة المنظر ليس بها من ورق أخضر، بل استعمل هذا المبيد في تدمير حقول الأرز.
وبناءً على ذلك فاللازم إيجاد رقابـة عالمية علـى المبيدات سواء مبيد الحشرات أو غير ذلك بعيداً عـن السياسـات الاستعماريـة وعن الغايات الاقتصادية حتى لا يتضرر الإنسان بالنتيجـة بهـا، أو يكون الضرر أقل من القليل، إلاّ أن الحضارة الحديثة لا تعير أية أهمية لهذه الأمور، لما ذكرنا سابقاً من فقدان الإيمان بالله سبحانه وتعالى والخروج عـن مظلّة الأنبياء، والأمران يسببان الانحراف عن الطريق المستقيم(13).
أمراض الحيوانات والنباتات
ومما يبحث في البيئة إجمالاً الأمراض التي تتعرض لها الحيوانات والنباتات معلولة لاختلال البيئة أو مسبّبة لها إذ تــتعرض النباتات والحيوانات إلى الأمراض كالإنسان، فالنخيل مثلاً تصاب بــأمراض خاصـة مثل تبقّع الأوراق ويعرف بالمرض الفحمي الكاذب أيضاً ويسببـه الفطر الذي يصيب السطح السفلي للورقة ويحدث بها بثرات بارزة لونهـا أسود داكن، وتتناثر من هذه البثور جراثيم الفطر المذكورة ويلاحـظ أن الإصابـة تتوجه في أغلب الأوقات إلى المساحة السُفلى القديمة مما يسبب اصفراره وجفافـه، الأمر الذي يحتم إزالة السعفات المصابة وإحراقها، ويعالج بالرشّ بمحلول خاص على دفعتين الأولى بمجرد ظهور الإصابة مباشرة، والثانية بعد أربع أسابيع مـن الرشّ الأول. ومثل ذلك اللفحة السوداء وأكثـر ما يتضح وجوده علـى السعف الحديث الغضّ، ومظهـره تقرّح بُني اللون لا يلبث أن يَسوَّد بتقدم الإصابة، وينتهي الأمر بجفاف الموضع المصـاب ويعالج بتقليم الأجزاء المصابة ثم الرشّ بمحلول خاص، كما يدهّن موضع الإصابة على الأوراق بعجينة خاصة، وقد انتشر هذا المرض من ساحل البحـر المتوسط شمالاً حتى أسوان جنوباً ويبدأ باصفرار الرأس فتتناثر جذوع النخل بـلا رأس، وهو مرض مدمّر لم يعرف علاجه. ومثل الحُلم الأبوفي ويصيب القلب حيث يجعل الأوراق معوجّة ملتصقة القوس مكتكتة هشّة يسهل كسرها، غـير منطلقة النمـو، تبدو وكأنها متسببة، ويعالج بالرشّ بالكبريت القابل للبلل. ومثل العفـن الدبيودي الذي يصيب الأوراق والقمّة النامية، وكـذلك المنطقة الجذرية ونتيجة للإصابة به تموت الفسيلة أو النخلة فجأة.
ويرى المختصون بأمراض النباتات إن العـلاج لهـذا المرض أن تغمر الفسائل قبل الزراعة في مخلوط خاص أو محلول خاص بنسبـة خاصة ثم تزرع الفسيلة مباشرة.
وكذلك عفـن نورات النخيل، وهذا المرض يصيب الشقائق الزهرية ويعرف بهذا الاسم، وتتميز أعراض الإصابة به بوجود بقع دميّة متقابلة على العراجيل مصحوبة بتعفن الشقائق الزهرية بما تحمله من أزهار حتى تتحول إلى كتلة دميّة مشوّهة مغطاة بالنمـو الأبيض بالفطر، وهو يتميز بلونه الأبيض الذي يتحول إلى الأحمر، وعلاج هذا المرض بأن يجري تعفير النخيل بمخلوط خاص من النحاس وما أشبه.
وهذه تعد جزء مـن الأمراض التي تصيب النخيل، أما الحشرات التي تصيب الشجرة أو الثمرة، فمـنها حشرة النخيل القشرية والحشرة القشرية السوداء، وحشرة النخيل القشرية الرخوة، وهـذه الحشرات تصيب السعف الخارجي. والبقّ الدقيقي وثاقبة النخيل وتحفر الحشرة في هذا المرض الكاملة في الجليد فتنشره الرياح كما تحفر فـي عراجيل البلح فتجـف الثمار وتكثر الإصابة بهذه الحشرة في بعض مناطق مصـر. كما سجّلت هذه الحشرة في بعض المناطق الأخرى، وهـذه الأمور هـي خاصة بالنخيل، وهكذا لكل شجرة أمراضها وأعراضها الخاصـة وعلاجهـا الخاص، وإنما ذكرنا النخيل كمثال حيث يكثر وجودها في العراق.
ولا يخفى أنّ عدد النخيل في العراق قبـل التدمير المتعمّد الذي قام به صدام كان على حسب بعـض الإحصاءات (32 مليون) نخلة، وقد وصل عددها بعد ذلك إلى (3 ملايين)، فقط فأصــــبح العراق يأتـــي بالمرتبة السادسة بعــــد أن كان يحتل المرتبة الأولى(14).
وتجري القاعدة على الحبوب أيضاً مثل الحنطة التي تتعرّض إلى مشاكل صحية فتسوسها سواء كانت فـي سنبلها أو كانت في خوابي خاصة، أما لو روعيت الشرائط فلا تسوس حتى لو مرّ عليها فترة طويلة.
وقد وُجد عند الفراعنة فـي مصر حنطة عمرها (4 آلاف) سنة، ولما زرعوها أخرجت ثمارها وكأنها حنطة هذه السنة.
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
ثـم إنه تتركز المقاومة البيولوجية فـي الغالـب على استعمال الحشرات الملتبسة أو الطفيلية للحدّ من انتشار الأنواع الضارة مثـل استعمال حشرة الدعسوقة وكبح انتشار حشـرة المنّ والاستعمال للأحياء الدقيقة في مكافحة الآفات الزراعيـة بمبدأ المكافحـة البيولوجية كان مصدراً جديداً في مكافحة الآفات، وقـد جاء كردّ فعل للعواقب السيئة التي برزت من جرّاء استعمال المبيدات الكيماوية، وقد حققت المكافحة البيولوجية أكثر من حالة نجاح كــــامل في مختلف أرجاء العالـم، وفي أمريكا الشمالية عمدت مراكز الأبحاث الزراعية إلى استيراد طفيليات تتغذى على الحشرات الضارة وتبيدها، وبذلك أمكن توفير عشرات الملايين من الأموال التي تنفق على رش المبيدات الكيماوية، فخنافـس أوراق نباتات الحروق وسوس أوراق البرسين أمكن التحكّم فيها والحدّ من أضرارها عن طريق استيراد حشرة طفيلية من إيطاليا وفرنسا وبعض البلدان الأوربية الأخرى تلتهم تلك الحشرات الضارة وتفنيها، وهذه الطفيليات تبيد بيض الحشرات الضارة وتأكل يرقاتها.
وقد اثبت استخدام هـذه الطفيليات نجاحـاً ملموساً في قتل كل من خنفسة البطاطس وخنفسة الفاصوليا الـتي تسبب خسارة تقارب ما يعادل (100 مليون دولار) سنويـاً، وكذلك أمكـن إبادة نحو (50% ) من حشرات العثّ الموجودة فـي أمريكـا باستخدام طفيليات أمكن استيرادها وتنميتها خلال بضع سنوات واستخدام نـوع مـن النحل لمكافحة خنافس البطاطس أيضاً، وعلى الرغم من صغر حجم هذا النحل إلاّ أنه تمكن أن يبيد نحو (80% ) من مجموع خنافس البطاطس فـي المناطق التي جرى اختباره عليها في بعض الولايات الأمريكية.
وقد لاحظ أحد علماء الغـرب إن إناث حشرات السوس الطاووســـي تطلق نوعاً من الشحنات الكهربائية أو الموجات الكهربائية كالمغناطيسيــة التي تجذب الذكور إليها، وبعد أعوام مـن هـذا الحادث تمكن علماء الألمان أن يعزلــوا المادة المثيرة للجنس فـي دودة القز وأطلق علـى هـذه المادة اسم الفيرومون، وقد طوّر العلماء عدة وسائل لصنع الفيرومونات الـتي تجتذب الحشرات الضارة حيث يجري صيدها بعد ذلك وإبادتها.
كما وإنهم تمكنوا من إبطال تخصيب البيض، ومما يتسبب في انقراض تلك السلالات من الحشرات التي عُقم بيضها، وقد استخدمت هذه الطريقة بإحداث العُقم في ذكور حشرات ذبابة الفاكهة والذبابة الحلزونية،(سبحان الذي خلـق الأزواج كلهـا ممـا تنبـت الأرض ومـن أنفسهم ومما لا يعلمون)(15) وسبحان من جعل لكل شيء موافقاً ومخالفاً، وسبحان الذي يعلّم هذه الأمور حيث أنـه ورد عـن الإمام الصادق (عليه السلام): (العلم سبعة وعشرون جزء، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان، لم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم، أخرج الخمس والعشرين حرفاً، فبثها في الناس، وضمّ إليها الحرفين، حتّى يبثها سبعة وعشرين حرفاً)(16)، ولعلّ المراد بخمسة وعشرين ليس العدد وإنّما الصيغة المبالغية مثل (سبعين) كما في الآية: (إن تستَغفِر لهم سبعينَ مرَّة)(17) الواردة في القرآن الكريم وما أشبه ذلك. فما توصلت إليه البشرية مـن علوم هـي لا شيء بالنسبة إلى العلوم الواقعية في الكون. ولذا نشاهد أن الله سبحانه وتعالى يصـف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخُلُق العظيـم فـي مجـال الأخلاق (إنّك لعلى خُلقٍ عظيم)(18)، أما حينما يأتـي دور العلـم، يقول سبحانه: (وقل ربِّ زدني علماً)(19) على الرغم من أنه اعلم المخلوقات على الإطلاق. وقال سبحانه بالنسبة للإنسان بشكل عام: (وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً)(20).
نفايات المصانع
مسألة: النفايات الخطرة التي تخلِّفها الصناعات الكيمـاوية كثيرة في البلاد الصناعية، وهي نفايات لا يمكن الاحتفاظ بهـا، ولـذا أخذ الغرب وبعض البلاد الصناعية الأخرى الشرقية كاليابان بتصديـر هذه النفايات إلى البلاد الفقيرة في قِبال عمولات معينة. مسببين أضراراً كثـيرة على الإنسان والحيوان والنبات. وهي إما أن تكون سامـة بحيـث تتسبب القضاء على الإنسان وسائر الأحياء عاجلاً أو تكون ذات مخاطر صحية بحيث لا تؤدي إلى هلاك من يتعرض لها مباشرة، وإنمـا تسبب الضعف والمرض المفضيين إلى التسمم والعجز والإعاقة وبالنتيجة تؤدي إلـى الموت. وتقدر النفايات الكيماوية الخطيرة التي ينتجها العالم سنوياً علـى أقل تقدير بما يتراوح بين (300 ـ 400 مليون) طن، وهـذا شيء كبـير جداً بالنسبة إلـى النتائج الخطيرة المترتبة عليها، ومن الواضح إن الدول الصناعيـة الكبرى هي طليعـــة الدول المنتجة لهـــذه النفايات حيث يصل إسهامها نحو (90% )، والولايات المتحدة الأمريكية تقع في المرتبة الأولى في هذه القائمة.
ويبلغ عدد المواد الكيماوية المستخدمة بصفة اعتيادية حالياً حوالي (75 ألف) مادة، وهي في تزايد مستمر، حيث يضاف إليها كل سنة ما يقارب ألف مادة جديدة.
وتصنِّف وكالات الحماية البيئيـة (35 ألف) مـادة على أنها ضارة بصحة الإنسان والحيوان والنبات، وذلك إما بصفة قطعية وأما على وجه الاحتمال. ومن الواضح إن الضرر المحتمل أيضاً في هكذا موارد لا يجوز تحمّله ولا تحميله للآخرين، خصوصاً إذا كان الضرر كبيراً كأضرار هذه المواد. وهي غالباً تكون من نفايات النحاس والرصاص والزئبق والزرنيخ وما أشبه ذلك، فإنها تورث السرطان الجلـدي والأورام الخبيثـة الداخلية والأضرار بالجهاز العصبي أو بالكلية وتورث العديـد مـن الأمراض الموهنة والمشوّهة والأضرار العقلية.
وهناك نفايات سامة تؤدي إلى الموت مباشرة إثر التعرض لها، وبعض منها يحدث مشكلات صحية أخرى كالحروق والطفح الجلدي والإصابة بالعنه والعقم وسقوط الأجنَّة والولادات الميّتة والعيوب الخلقية والولادات المشوّهة وما أشبه ذلك.
بينما الكثير منها تسلب من الرجال القدرة الجنسية. كما إن كثيراً منها تسبّب عدم اتزان الأعصاب، ولهذا نشاهد فـي عالمنـا اليوم أمراضاً عصبية منتشرة بكثرة، وحيث عرف الغرب الصناعي أضرار هـذه المواد فقد طوَّر أساليب وتقنيات التخلص من هذه النفايات بما في ذلك الحـرق وتحويلها إلى رماد، لكن ذلك لا ينفع إذ رمادها أيضاً يسبب أضراراً وغازاتها أيضاً ضارة وحتى دفنها في مواقع خاصة من البحـر أو الأرض أو إعادة استعمال بعضها من جديد في الصناعات الكيماوية، وحيث أن معظم هذه الأساليب مكلفة للغاية وينتج عنها مشكلات بيئية غير محمودة في بلادهم فالحرق يتسبب في انطلاق كميات كبيرة من الغازات الملوّثة إلـى الهواء الجوي والتي تسبّب الانتشار حتى في البلاد المجاورة. كما إن دفنها في مواقع خاصة تصبح مصدراً لتلويث المياه الجوفية بالمواد الكيماوية السامة وبالتالـي تسبّب ضرراً للإنسان بصورة مباشرة أو نتيجة امتصاص الحيوانات والنباتات لها إذا تسرّب إلى البحر أو المزارع.
ويصدّر الغرب هذه النفايات إلى الدول الفقيرة مقابل تعويضات لا قيمة لها. هذا بالإضافة إلى أنه لا يزيد نصيب حرق النفايـات الخطرة على اثنين بالمائة من حجم التخلص من النفايات في بعض البلاد الغربيـة، وذلك نظراً لارتفاع التكلفة إذا ما قورنت بتكلفة اللجوء إلى أساليـب التطهير وكذلك بسبب الحرص على سلامة المناطق المجاورة لمنشآت حـرق النفايات من آثار الحرق. والعلاج الواقعي يتحقّق عبر:
1 ـ تقليل الإنتاج المسبّب لهذه النفايات إلى أقل قـدر ممكن، وذلك بإخراج قيمة التجمّل وما تقتضيه السياسة وما تقتضيه التجارة وإرادة استعمار الشعوب عن قيمة الإنتاج. إذ الإنتاج دخله الرغبة في التجمل إلى حد الإفراط وبكثرة الاستعمال مما يعد من مصاديق الإسراف واستهداف المقاصد السياسية واستهداف الاقتصاد والتجارة حتى إذا كان على حساب الإنسان وحياته كما دخلت كل ذلك في مختلف أبعاد الحياة.
2 ـ تحويل الإنتاج إلى المواد الصالحة ولو كلّف كثيراً.
3 ـ محاولة تحصيل الطرق الصالحة لإبادة هذه النفايـات. وقد اقترح البعض رميها في أعالي الفضاء بواسطة الصواريخ وما أشبه ذلك، لكن أجاب الاقتصاديون عن ذلك بأنها بالإضافة إلى كونها مكلفة لا يؤمن مـن رجوع أضرارها إلى الأرض أيضاً.
ولا يخفى إنّ الأضرار ليست خاصة بالبلاد الفقيرة المنقـول إليها تلك النفايات، بل قد أدت آبار المياه في مدينة تون بولاية تينسي الأمريكية بواسطة مركبّات بعض هذه النفايات إلى إصابة سكان المدينة بأمراض في الكبد وجهاز الدوران وإلى الشعور بالدوران والإغماء وحالة الكسل والترهّـل. كما أدى التلوث الكيماوي الناتج عن رشّ بعض المواد السامـة كالبنـزين وما أشبه ذلك وترسبّه إلى المياه الجوفية التي تستخدم فـي الشرب إلى حدوث حالات إجهاض كثيرة وتشوّه الأجنَّة، والسرطان، وبثـور جلدية بين سكان قرية (لجلر) إحدى قرى ولاية (نيوجرسي) الأمريكية، وهكذا أدت بعض هذه النفايات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى آثار مشابهة أو مختلفة عن الآثار التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أظهرت دراسة أوعزتها الوكالة الأمريكية لحماية البيئة أن ما يزيد على (70% ) من العدد المقدَّر للبرك السطحية التي تلقى بنفاياتها الخطرة في الولايات المتحدة الأمريكية بثمانين ألف بركـة ليست مجهزّة ببطانة معيّنة تكسو جدرانها وقاعاتها من التسرّب، كمـا أظهـرت الدراسة نفسها أن (90% ) من هذه البرك قد يشكّل مصدراً لتلويث الميـاه الجوفية التي تنتهي أيضاً إلى الإنسان والحيوان والنبات(21).
ويتفق معظم أهل الخبرة على أنّ الحواجز الصلصالية التي تقام لاحتواء النفايات الخطرة كثيراً ما تعجز عن منع تسرّب المـواد الكيماوية من مواقع دفنها إلى داخل الأرض وهو ما يؤدي إلى وصول هذه المواد إلى أحواض المياه الجوفية، فإنّ المياه الجوفية وإن كانت راكدة في أغلب الحالات لكنها تتموّج أيضاً بسبب الزلازل فتصل إلى البحار والأنهار وغير ذلك. بالإضافة إلى إنّ المياه الجوفية قد تستعمل في الجفاف بسبب الآثار الارتوازية.
وتقدر الوكالة الأمريكية لحماية البيئة تكاليف القيـام بأعمال التنظيف الضرورية لبرك النفايات الخطرة في الولايات المتحدة الأمريكية بما يتراوح بين (20 ـ 100) مليار من الدولارات. وتتجاوز تقديـرات التكاليف اللازمة لعلاج مشكلات جمع النفايات في الدانمارك المليار دولار، وفي ألمانيا الاتحادية تتعدى هذه التقديرات عشرة مليارات دولارات وهكـذا بالنسبة إلى مختلف البلاد الغربية مضافاً إلى اليابان وبعض البلاد الصناعية الأخرى كالهند.
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
وقد أشرنا إلى أنّ البلاد الصناعية أخذت تفكر في تصدير النفايات إلى الدول الفقيرة في مقابل تعويض محدود، فقد كتبت بعض الصحف البيروتية أن إيطاليا تنتج سنوياً (50 مليون) طن مـن النفايات السامة يجري التخلص من (10% ) منها داخل إيطاليا و(20% ) خارجها بطرق قانونية. أما الباقي فيجري التخلص منه بطرق غير قانونية كالطريقـة الـتي اعتمدت في لبنان. وهناك شركات لتحميل بواخر وناقلات وسفن بمـا لديها من نفايات سامة وإرسالها لتصبّ حمولاتها في جنح الظلام فـي قبالـة شواطئ الدول الفقيرة والنامية في بعض الأحيان، وتستغل هذه الشركات الحروب الإقليمية لتنفيذ عملياتها التخريبية كما حدث في لبنان حـين قامت الباخرة (زنّوبيا) بإنزال شحنة تزن (2400) طن من النفايات الصناعية السامة في أماكن متباعدة من شواطئ بيروت وقد حوَّلت الصراعات اللبنانية الداخلية هذه المأساة إلى جزء من حملة اتهامات موجهة إلى عدد من الزعماء المحليّين وقادة القوات المتحاربة متّهمة إياها بالفساد والتواطؤ والتغطية على مستورد النفايات لتسهيل عملية إدخال المواد السامة إلى لبنان مقابل العمولة وبطريقة غير قانونية ودون اعتبار بصحة المواطنين وسلامة البيئة. وقد ذكر بعض المطّلعين إنّ كثيراً من الأسماك تسمّمت ونقلت هذا التسمم إلى الأهالي وحتى إلى النباتات والحيوانات.
وقد قرأت في بعض الكتب المعنية بهذا الشأن إنّ التخلص من النفايات الخطرة بدأ في الدول الصناعية وذلك بتصديرهـا إلـى الدول الفقيرة ومن ثم تحولت حركة النقل العالمي من النفايات السامة الخطـرة إلـى تجارة هامة، واجتذبت هـذه التجارة عدداً كبيـراً من الوسائط والشركات الإجرامية، حال ذلك حال المواد المخدّرة، فهناك مزارعون وهنـاك مصدِّرون وهناك عملاء والكل يعمل على الإضرار بالبشر، سواء الساكنين فـي الغرب أو في الشرق وكذلك تجار الأسلحة المحرّمة تجارة واستعمالاً وما أشبه ذلك، والمهم عند الإنسان الذي لا يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجني الأرباح فحسب، فقد تورَّط كثير من الساسة في هذه التجارة غير المشروعة سواء بالمواد المخدّرة أو النفايات أو السلاح أو ما أشبه ذلك. فالدول الصناعيـة التي عجزت عن علاج مشكلة نفاياتهـا السامة أو لم تتحمـل ميزانيّتهـا الضخمة تكاليف التخلص منها تناست تماماً قدرة الدول الفقيرة على احتواء هذه المشكلة حتى في القرن القادم، وقد استطاعت إحدى الشركات الغربية باسم (سي سي كو) أن تحصل على عقد من قبل حكومة فقيرة تقبل بموجبه هذه الدولة (5 ملايين) طن من النفايات سنوياً مقابل دولارين ونصف الدولار فقط للطن الواحد. في حين تدفع الشركات الأوربية الـتي تنتج النفايات السامة ألف دولار لشركة (سي سي كو) لقاء التخلص من الطن الواحد.
وقد ذكرت بعض المجلات(22) إن مؤسسة (لين داكو) فـي ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية طلبت مـن الحكومـة الأمــريكية إذناً بسحب (6 ملايين) طن مـن النفايات الكيماوية إلى غينيا وهي من الدول الفقيرة المتخلفة بمعدل (15 ألف) طن أسبوعياً مقابل (40 دولاراً) للطن الواحد، وقد كشفت (منظّمة السلام الأخضر) المهتمـة بحماية البيئة من التلوث عن دقائق هذه الصفقة، فذكرت أن مدير البيئة فـي وزارة الأبحاث في الكونغو كان قد وافق على رمي مليون طن من الزيت والأحماض والمذيبات العضوية والمخلَّفات التي تحتوي على الزئبق وما أشبه ذلك في وديان (ديوسو) ببلاده، كما وصفت صحيفة (الأمة) كثيراً من الساسة الأفارقة بأنهم مثال للجشع ونعتتهم بأنهم تحولوا إلى حيوانات من أشرس الأنواع لتواطئهم مع الشركات الأوربية في استيراد النفايات السامة بصورة غـير مشروعة للقارة الإفريقية، نظير رشاوى مغرية قدمها عملاء هذه الشركات إليهم.
وكان من المفترض أن تنقل مؤسسة سويسريـة مبلـغ مليون طن من النفايات من ألمانيا الغربية إلى الكونغو، ولكـن الموظفين المتورطين في هذه الصفقة اكتشف أمرهم وتمّ اعتقالهم فـي هـذه الدولة، وأفادت أنباءٌ من سيراليون أنه ألقي القبض على قاضي سيراليـوني ورجل أعمال لبناني بتهمة استيراد ودفن مواد سامة قرب العاصمة فلتاون.
وفي غينيا اعتقل نائب قنصل السفارة الماليزية لتمثيله شركة أنزلت رماداً من محرقة أمريكية في جزيرة كاسا بجوار العاصمة (كوناكرين) ونقلت الأنباء المحلية أنّ الرماد أتلف الأشجار في هذه الجزيرة الخضراء وكثيراً من الحيوانات التي كانت متعلِّقة بتلك الجزيرة.
وقد وصف المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تصدير النفايات عبر الحدود(23) بأنه عارض جانبي من مخلفـات التصنيع للدول المتقدمة وهو عارض بشع وغير أخلاقي وغير قانوني وغير مرغوب فيه، ولم يذكر السبب في ذلك وانه كيف ينتقل الإنسان من الإنسانية إلى هذه الحالة إلاّ بسبب عدم إيمانه بالله واليوم الآخر، فإنّ الإيمان هو الذي يجعل الإنسان أخلاقياً وقانونياً ومرغوباً فيه وإلاّ فالإنسان حيوان هائـج وشرس فقد قتل هتلر وموسيليني في الحرب العالمية الثانية مع زعماء اشتركوا في المذابح أكثر من (75 مليون) من البشر حسب بعض الإحصاءات.
هذا بالإضافة إلى تخريبهم الديار وإبادتهم الآثار وتسبب بإمراض عدد كبير من البشر(24)، وعلى غرار ذلك ما قتله ستالين، ففي بعض التقريرات أنه قتل (خمسة) ملايين من البـــشر في نظـام المزارع الجماعية، وما قتله ماوتسي تونغ من (39 مليون) من البشر مدة حكمه(25).
فإننا أمام أيّة كارثة حصلت مـن عدم الإيمان بالله واليوم الآخر. ولم يكن ذلك بالنسبة إلى الضحايا فحسب بل بالنسبة إلى المجرمين أيضاً كما قال سبحانه: (إن أحسنتم أحسنتـم لأنفسكم وإن أسأتـم فلها)(26)، وقال سبحانه: (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم)(27)، وقـد قال سبحانه: (كل أمرء بما كسب رهين)(28)، ولم يكن ذلك بالنسبة إلى القبر وإلى الآخرة فقط بل بالنسبة إلى الدنيا أيضاً. وفـي سنة 1419م (1998م) ذكرت مصادر صحفية قبرصية أنّ السلطات هناك أحبطت محاولة لتفريغ (20) طن من النفايات الخطرة في البحر كانت محمولة علـى باخرة (زنّوبيا) لحساب شركة (جي لي) الإيطالية، وأشارت المصادر إلى إنّ ألمانيا الغربية اتفقت مع تركيا على دفن (5 آلاف) طن من المخلّفات الصناعيـة السامة في القسم الشمالي من جزيرة قبرص التي تسيطر عليها القوات التركية.
وقد ذكر جملة من الكتّاب إنّ كثيراً مـن السفـن تحت غطاء عملاء غشاشون استطاعوا أن يفرغوا حمولاتها من النفايات السامـة في عرض البحر مثل سفينة الشحن (بي لي كانو) التي أغرقت (200) طن من الرماد السام قبالة شواطئ هايتي ومثل سفينة عجمان جلوري التي قامت بإلقاء مجموعة من براميل النفايات الخطرة في مياه الخليج قبالة شواطـئ دولـة الإمارات سنة 1409هـ (1989م)، وقد حدث مثل ذلك في نيجريا فدخلت هذه الدولة في نزاع دبلوماسي مع إيطاليا بعـد أن تبين لهـا أن (خمسة) شحنات من النفايات على الأقل أردمتها السفـن الإيطالية في ميناء (كوكو) في جنوب البلاد، وقد اتضح أنّ هذه النفايات تحمل درجة عالية من السم وأن البعض منها يحمل إشعاعاً نوويا. ولا عجب بعد ذلك أن نرى العالم بطوله وعرضه بشماله وجنوبه وشرقه وغربـــه ووسطه ابتلي بأمراض وأخطار غريبة لم يذكر التاريخ مثلها وقد قال الشاعر قديماً:
إذا كان ربّ البيت بـــالدفِّ ناقــــراً فشيمة أهل البيت كلهم الــــرقص
ولا تسألن عمّا أتى بنتائج من السوء مما هو خارج عن الحصر
و بهذا نكون قد انهينا بحث " حيوانات انقرضت بسبب التلوث "
و نتمنى للجميع الأستفادة
••●قــلت لــدنيا بــرب قالتــ لي تــيت..خــفت أصــكها بـــلوك تعطيــني ديــليــت ●••
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات