الشاعر أبو العلاء المعرّي ( رهين المحبسين )

شاعر ومفكر عربي . ولد في معرة النعمان قرب حلب . أصابه الجدري في طفولته فافقده بصره ،ولكن ذلك لم يحل بينه وبين طلب العلم .أخذه أبوه إلى حلب لما ظهرت عليه علامات النجابة والذكاء ،وهناك تلقى النحو على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي ،وقد كان هذا رواية المتنبي ،ومن خلاله تعرف المعري على الأدب العربي وعلى شعر أبي الطيب .طاف أبو العلاء في مدن الشام ،وتحدث إلى علماءها وزار مكتباتها ،ثم سافر إلى بغداد ،ولكنه اضطر إلى العودة إلى منزله في المعرة ،حيث اصبح رهين المحبسين : العمى والعزلة . وتعتبر سن الأربعين الحد الفاصل بين طورين في حياته ، في الطور الأول كان أبو العلاء أديبا عادياً ، وفي الطور الثاني اصبح شاعر الفلاسفة و فيلسوف الشعراء ، وصار بيته محجة لكبار العلماء و الأدباء و طلاب العلم،وكان يمضي معظم أيامه في التأليف ، وقد بلغت مؤلفاته الستين ، وتشمل موضوعات مختلفة بين الزهد و العظات و النحو والعلوم اللغوية وشرح دواوين الشعر وغير ذلك شعرا ونثراً ، ومن أشهرها : "سقط الزند" ، و "رسالة الغفران" و "اللزوميات " و "الفصول والغايات".

من قصيدته ( في سبيل المجد ):

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعلٌ: ...... عفافٌ و إقدامٌ و حزمٌ و نائلُ

أعندي و قد مارست كلَّ خفيّةٍ ...... يصدَّق واشٍ أو يخيبُ سائلُ

أقلُّ صدودي أنني لكَ مبغضٌ ...... و أيسرُ هجري أنني عنكَ راحلُ

إذا ذهبت النكباء بيني و بينكم ...... فأهون شيءٍ ما تقول العواذلُ



و الأبيات التالية من قصيدة ( بارزتِ القلوب ):

إن كنتَ مدعياً مودّة زينب ...... فاسكب دموعك يا غمام و نسكبِ

فمن الغمائم لو علمتَ غمامةٌ ...... سوداءُ هدبها نظير الهيدب