عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : من أحب أن يلتقي الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة
وعنه : النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني .

فإن ارتباط شخصين ليس هو المفهوم الصحيح للزواج , بل يقع على كل شخص منهما حقوق وواجبات للشريك الاخر ، واما لو قامت بدونها ، لتحولت الحياة الزوجيه إلى جحيم لا يطاق ، ومن هنا .. يتضح لنا بان كلا الشريكين يتمتع كل بقيمته – كانسان ، ويتمتع بكل حقوقة الشرعيه .
[ فالزوج المتدين الاخلاقي لن يحبس زوجته في غرفة ، وسوف يدعها تخرج مثلما هو المتعارف ، بل سيكون رحيما ، موفرا كل اسباب الارتياح لزوجته ، وسيتمتع معهما بكل وقته ، وهي في إطار خدمة المنزل ، وسوف تمارس دورها كربة بيت بدون الالتفات الى عدم وجوب ذلك عليها ] .
ولكن .. نظرا لامكانية إفراط المراة في الخروج من المنزل ، فقد اعطي الزوج حينئذ حق منعهما . وبالرغم من كل هذه الحقوق والواجبات ، التي تقع على كاهل كل منهما اتجاه شريك حياته ، إلا ان الزوج أو الزوجة يبحثان عن كل شي يجعلهما يسعدان ببعضهما أكثر فأكثر ، فالمرأة ومن عدم وجوبية العمل في المنزل على عاتقها ، وانما فقط من باب الاستحبابية ، إلا أنها تشق طريقها في اضفاء الجو الرومانسي ، وتضع لمساتها الفنيه ، بين فترة وأخرى على منزلها الجميل ، لتضفي السعادة على قلب شريكها . وهو لا ينسى أن
هذه الصغائر من المبادرات المفاجئة ، تضفي أجواء جديدة على سماء عشهما الصغير . فالحياة الزوجية ليست ساعة من نهار !

أنما مسيرة حياة كامله ، فلذا يتحتم على الاثنين معا ، أن يحافظا على سعادتهما بشكل دائم ومستمر .
قال تعالى : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ، وللرجال عليهن درجة } .
سألت امرأة النبي ( ص ) : ما حق الزوج على المرأة ؟
قال : أن تجيبه إلى حاجته ، وان كانت على قتب ، ولا تعطي شيئا الا بإذنه ...... ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط .
قالت : يا رسول الله وان كان ظالما ؟
قال : نعم

حقوق الرجل على المرأة :
ــ طاعة الزوج في غير معصية الله.
ــ أن تحافظ على ماله، ولا تكلفه فوق طاقته.
ــ أن ترعى شئون أولادها، وتربيهم التربية الحسنة.
ــ أن تدبر شئون بيتها، وأن تعنى بنظافته وترتيبه.
ــ أن تصون شرفها، وتحفظ سمعتها.
ــ أن تعامل زوجها معاملة حسنة، وتقابله بالوجه الباسم والكلمة الطيبة، وأن تحسن زينتها له.
ــ أن تلبس ثياباً واسعة ساترة لجميع جسمها تتوفر فيها الحشمة والكمال.

وقد أحل الإسلام لبس الحلي والحرير والذهب والفضة. قال صلى الله عليه وسلم : (أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها(ومن حقها أخذ المهر إلا إذا تنازلت هي عنه كله أو بعضه، والمهر ليس ثمناً للزوجة، وإنما هو عطية كريمة من الله تعالى، ولها الحق في التصرف فيه كما تشاء).


قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : (حق الزوج على زوجته تسعة أشياء)، وهذه الأشياء هي:

· ألا تخرج من بيته إلا بإذنه.
· ألا تخونه في ماله.
· أن تشاركه في الدعاء.
· أن تكرم أهله وأقرباءه.
· ألا تؤذيه بلسانها.
· أن تعينه فيما أمكن.
· أن لا تمن عليه بمالها.
· ألا تمنع مالها منه
· ألا تمنع نفسها منه إن كانت طاهرة.


حق المرأة على الرجل :

وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: إن حق المرأة على الرجل ثمانية أشياء، وهذه الأشياء هي:

· أن ينفق عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة، فجاء رجل فقال عندي دينار، قال : أنفقه على نفسك ، قال: عندي آخر، قال: أنفقه على زوجتك، قال: عندي آخر، قال : أنفقه على ولدك، قال: عندي آخر: قال: أنفقه على خادمك، قال: عندي آخر، قال: أنت أبصر).
· ألا يغيب عنها أكثر من أربعة أشهر.
· أن لا يضربها إلا في شأن المضاجع.
· ألا يجامعها في دبرها.
· ألا يظلمها في صداقها.
· ألا يمنعها من زيارة أبويها.
· أن يوسع عليها في النفقة حسب استطاعته فنفقته عليها صدقة يؤجر عليها من الله تعالى.
· أن يعلمها أمر دينها من صلاة، وصيام، وأحكام الحيض وغيرها.



تعدد الزوجات سنة حسنة وشرعه الله لحكمة بالغة

إن تعدد الزوجات أمر طبيعي في الشريعة الإسلامية، ويجب أن يكون قضية مسلَّماً بها من قبل جميع المسلمين، وهو أمر ليس مباحاً فقط، بل هو سنة حسنة، وتعدد الزوجات لا يحتاج إلى دليل لإثبات مشروعيته، والمؤمن الحق هو الذي يسمع ويطيع ويستسلم لأوامر الله سبحانة وتعالى في كل شئون حياته. فالقضية عند المسلم قضية عقيدة وليست قضية مصالح ذاتية أو أهواء نفسية.
ولقد أباح الإسلام تعدد الزوجات لمصالح تمليها ظروف الحياة، والله تعالى هو العالم بما يصلح شئون الناس، وقد أباح سبحانه وتعالى التعدد لحكمة بالغة، وما شرع الله لعبادة إلا ما يجلب لهم السعادة في الدنيا والآخرة.
والإسلام لم ينشئ نظام تعدد الزوجات، ولم يوجبه على المسلمين وحده فقد سبقته الأديان السماوية «اليهودية والنصرانية» فأباحته، والنظم الدينية الأخرى «كالوثنية والمجوسية».
وعندما جاء الإسلام أبقى على تعدد الزوجات، ووضع له أسساً تنظيمية تحد من مساوئه وأضراره التي كانت في المجتمعات البشرية التي انتشر فيها التعدد، من أجل حفظ حقوق النساء، وصيانة كرامتهن التي كانت ممتهنة وقت كان التعدد بدون قيد أو شرط أو عدد محدد.
كما أن الشريعة الإسلامية لم تجعل نظام تعدد الزوجات فرضاً لازماً على الرجل المسلم، ولا أوجبت على المرأة أو أهلها أن يقبلوا الزواج بزوج له زوجة أو أكثر، وأعطت الشريعة للمرأة وأهلها حق القبول أو الرفض.
ولقد ورد تشريع تعدد الزوجات في آيتين من سورة النساء قال تعالى : (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا).



آداب الزواج عديدة لضمان حياة زوجية كريمة
قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
ومن هذه الآيات الكريمة تتضح حكمة الزواج. وهي السكن الجسمي، والنفسي، وحصول المودة والرحمة بين الزوجين، ومن آداب الزواج:
1 ملاطفة الزوجة عند البناء بها بالقول الطيب والرفق واللين.
2 وضع اليد على مقدمة الرأس للزوجة وقول: (بسم الله اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه).
3 يستحب لهما أن يصليا ركعتين، لأن ذلك منقول عن السلف.
4 يقول عند الجماع بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا).
5 يجامعها في القبل، ويبتعد عن الدبر، لأنه حرام متوعد عليه بالوعيد الشديد.
6 يتوضأ بين الجماعين، فإنه أنشط له، والغسل أفضل.
7 ينبغي أن ينويا بالنكاح إعفاف أنفسهما، وإحصانهما من الوقوع فيما حرم الله عليهما، فإنها تكتب مباضعتهما صدقة لهما كما قال صلى الله عليه وسلم «وفي بضع أحدكم صدقة» .
8 يتوضأ الجنب قبل النوم، والغسل أفضل لينام طاهراً.
9 يحرم نشر وإفشاء أسرار الزوجين في الاستمتاع.
10 ينبغي للمتزوج أن يعمل وليمة مختصرة، يُدعى إليها الجيران والأقارب، ويُحرم الإسراف فيها،
11 ينبغي تخفيف المهر، والاقتصاد فيه، وعدم الإسراف تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وبخلفائه الراشدين، وأصحابه الكرام، فأعظم النكاح بركة أيسره مؤونة.
12 ليحذر الزوجان من السفر إلى الخارج بعد الزواج فيما يسمى بشهر العسل، فإن فيه عدة محاذير، منها نبذ الستر والحياء والحجاب، ومنها الإسراف، وتقليد الأجانب، والتشبه بهم.
13 يجب الابتعاد عن اختلاط الرجال بالنساء، والتصوير في الأعراس، لأن فاعله ملعون على لسان محمد صلى الله وعليه وسلم.
14 يحرم على المتزوج وغيره حلق اللحية ، وإسبال الثياب، ولبس خاتم الذهب.
15 يكره تخصيص الأغنياء بالدعوة دون الفقراء، لقوله صلى الله عليه وسلم. «شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء، ويترك الفقراء» والإجابة إلى الوليمة واجبة ولو كان الفرد صائماً.
16 يشرع إعلان النكاح، بالضرب بالدف للنساء خاصة بدون أغانٍ ومكبرات صوت.
17 يقال للمتزوج: « بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير»، ويبتعد عن تهنئة الجاهلية: «بالرفاء والبنين».
18 يجب أن يبتعد المتزوج عن جماع زوجته في الحيض والنفاس، فإن فاعله ملعون، فإن فعل فإن عليه أن يستغفر الله، ويتوب إليه مما فعل.
19 يجب على الزوج معاشرة زوجته بالمعروف، لقوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف).
20 على الزوجين أن يتطاوعا، ويتناصحا بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يلتزم كل واحد مهما بالقيام بما فرض الله عليه من الواجبات والحقوق تجاه الآخر ، وعلى المرأة بصورة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به بالمعروف في حدود طاقتها واستطاعتها.
21 على الزوج أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق. وعلى الزوجة أن تختار الزوج الصالح، فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يهنها ولم يظلمها.
22 على الشاب الصالح أن يسأل الله أن يرزقه الزوجة الصالحة، وأن يسأل كلا الزوجين الله تعالى أن يرزقهما أولاداً صالحين. قال تعالى: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء).


أسباب وأسرار النزاع :

ومن أجل البحث في الأسرار الكامنة وراء النزاع في الحياة الزوجية يمكن توزيعها إلى قسمين عوامل ما قبل الزواج وعوامل ما بعد الزواج .
أ. عوامل ما قبل الزواج :
1) عدم التعارف :
يتطلب الزواج فرصة كافية من أجل أن يتعرف أحد الطرفين على الآخر ،وبالرغم من غنى هذه التجربة إلا أنها تبقى عاجزة عن رفع الحجب بين الطرفين إلا في الحالات النادرة . ومع ذلك فهي ضرورية جيداَ من أجل بناء حياة مشتركة على أرض صلبة وواضحة تقريباَ .
2) عدم التشاور :
إ ن تعاليم الإسلام توصي الشباب باستشارة من هم أكبر منهم سناَ وأخذ وجهة نظر الوالدين في مسألة الزواج قبل الإقدام على تنفيذ هذه التجربة لتلافي نتائجها المرة . وهذا التأكد يتضاعف بالنسبة للفتيات اللاتي يمكن خداعهن بسهولة .
3) الخداع :
قد ينشأ النزاع بين الزوجين بسبب بعض الخداع والمكائد التي يحكها أحد الطرفين أو كلاهما ، فمثلاَ يقوم الفتى والفتاة ومن أجل جذب الطرف الثاني إليه وإقناعه بالزواج بالمبالغة أو الاختلاق على صعيد وضعه المالي أو الأخلاقي إضافة إلى الوعود الخواء التي يطلقانها في الهواء ؛ فإذا دخلا ميدان الحياة وارتفعت جميع الحجب وبرزت الحقائق و الأسرار ، عندها يبدأ النزاع أو التفكير بالتخلص من بعضهما ..