في المستشفى ساعات حرجة.. وفرج:
في تلك الأثناء وصل السيد علي والد سجاد بعد نهاية دوامه اليومي، ليروي لنا « انطلقنا فوراً نحو مدينة الدمام حيث مستشفى المواساة، هناك في قسم الطوارئ تجمع من حول سجاد عدد من الأطباء يتقدمهم الدكتور يسري بهنام «مصري الجنسية» يعمل استشاري جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى، والدكتور عاهد مكحل «عراقي الجنسية» فكانت الانطباعات الأولية أن حادثاً من هذا النوع لابد أن ينتج عنه شللاً تاماً ان لم تكن الوفاة. لم يطل انتظارنا حيث ظهرت نتائج الأشعة المقطعية التي اتضح من خلالها أن هناك شرخاً في جمجمة سجاد تعلوه طبقة دماء متخثرة، ولا كسور أو كدمات أخرى في أي جزء آخر من جسم سجاد»، وبهذا استنتج الأطباء كما يروي الأب حقيقتين «أن الطفل تعرض لحادث ارتطام قوي أدى الى حدوث الشرخ المذكور، والحقيقية الأخرى أن عدم وجود كدمات أخرى أو كسور في اجزاء أخرى من الجسم لا ينبئ الا عن حقيقة واحدة وهي أن الطفل تعرض للسقوط بشكل عمودي ليرتطم بالأرض دون أن يصطدم أثناء سقوطه بأي جسم آخر، والا لكان من المؤكد تعرضه لكسور أو كدمات أخرى..» الا أن أشد ما زلزل كياني يقول الاستاذ علي « حين أسرّ لي الدكتور يسري القول ان عاش ابنك هذه الليلة فستكون تلك معجزة» مضيفاً أن التحذير الأساس هو «الخشية في أن يتسرب الدم المتخثر حول شرخ الجمجمة لداخل الجمجمة» ولذا تقرر منع سجاد من شرب الماء مطلقاً حتى لا يساهم في ذلك اسالة الدم المتخثر فيحدث ما لا تحمد عقباه، على أن يبقى منوماً بالمستشفى تحت المراقبة المشددة حتى يتضح الأمر.
يروي الاستاذ علي« في ذلك الوقت كانت المكالمات الهاتفية تنهال عليّ للاطمئنان على سجاد، فلم أملك بعد ترددٍ إلا أن أخبرهم بالحقيقة المؤلمة حول اصابة سجاد الخطيرة»، كما يشير مكملاً «وحده والدي في تلك الساعات القاتمة كان يسبغ علينا روح الاطمئنان، ويهدئ من روعنا، ويكرر بكل ثقة برضاي عليك أنا وأمك سيقوم ابنك بالسلامة بإذن الله».
تقول السيدة أم حسين « في ذلك الوقت ساءت حالة سجاد كثيراً فلا هو بالنائم ولا المستيقظ، وتنتابه بين الحين والآخر نوبات بكاء وأنين أو قيئ مفاجئ، ويبكي كلما اقترب منه أحد لإجراء فحوص، وبشكل لم اتمالك نفسي من النحيب وأنا بجانبه في المستشفى..»، في ذلك الوقت العصيب تكمل أم حسين « كان سجاد يردد في احيان ذات الأبيات الشعرية التي تعوّد على تردادها«آنا أم البنين الفاقدة...» لدرجة خشيت معها أن ابني قد فقد عقله»، واستمر الحال هكذا حتى العاشرة والنصف مساء ليتغير فجأة كل شئ «طلب سجاد في ذلك الوقت الذهاب للحمام فتم فصل انبوب «المغذي» عنه، كما طلب شربة من الماء وزبادي، فاستشرت الممرضات المشرفات فامتنعن بشدة عن سقيه الماء نزولا عند تعليمات الطبيب، حتى صار يبكي وازداد الحاحه في طلب الماء مبدياً عطشه الشديد»، عندها قررتُ تقول السيدة أم حسين « قررتُ عندها سقيه الماء مهما حصل من أمر، فجَِرَت حينها مشاورات بين طاقم التمريض حتى تقرر سقيه مقداراً قليلا من الماء بما يبل ريقه فحسب».
تكمل والدة سجاد روايتها «في تلك اللحظة بدى سجاد مستيقظاً تماماً وفي كامل وعيه وهو يردد باستغراق كبير الأبيات الشعرية ذاتها«آنا أم البنين الفاقدة.. » حينها خاطبت سجاد والألم يعتصرني على الحال الذي أراه بها، بُنيّ ما بك؟ ومماذا تشكو؟ فأجابها ببرائته الطفولية ندرجها هنا باللهجة المحلية«ماما ليش تصيحين أنا مافيني شيء، أنا ما طحت على الأرض، ماما أنا يوم كنت فوق اقول «آنا أم البنين الفاقدة..» وطحت من فوق، مسكتني امرأة لابسة ثوب أخضر، وخلتني على الأرض وهي تقول لي «آنا أم البنين الفاقدة أربع شباب.. فدوة لتراب الحسين». تعقب أم حسين عندها انفجرت بالبكاء والصلوات على محمد وآل محمد متيقنة أن معجزة الهية حدثت لسجاد ببركة أم البنين».
خرج سجاد من المستشفى في اليوم التالي بعد ما يقارب الثلاثين ساعة كانت ربما الساعات الأطول والأهم في حياته وحياة والديه وعائلته، خرج بعدها صحيحاً معافى كأن لم يصبه شيء، وراجع بعدها بأيام مستوصف «سلامتك» بصفوى بغرض ازالة طبقة الدماء المتخثرة حول الشرخ الذي أصاب جمجمته، وأجريت له عملية جراحة سطحية خفيفة كللت بالنجاح، لدرجة لم تلاحظ «شبكة راصد الإخبارية» عليه أية آثار تنبئ بالاصابة الأصلية أو العملية الجراحية التي اجريت لاحقاً.
الدكتور يسري بهنام:
ازاء هذه الحادثة غير المألوفة استطاعت «شبكة راصد الإخبارية» اجراء لقاء خاطف مع أحد أبرز الأطباء المشرفين على متابعة وعلاج الطفل سجاد في محاولة لفهم هذا الحدث النادر من الناحية الطبية، فقال الدكتور يسري بهنام استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى المواساة بالدمام «من الناحية الطبية ليس لنا كأطباء الا التعامل مع الحالة الموجودة أمامنا بغض النظر عن المسببات.. الا بمقدار ما يتطلب الأمر«طبيا» منا ذلك»، وحول تفسيره لوقوع حادث سقوط أياً كان شكل هذا الحادث أو مسبباته ثم لا ينتج عنه الا أضرار محدودة أشار الدكتور«هناك عوامل كثيرة تحكم نوعية الاصابة، منها طبيعة السطح الذي يقع عليه المريض، ومنها زاوية السقوط، ومنها ارتطام الجسم اثناء السقوط بأجسام أخرى مما يمكن أن يخفف نسبياً من وقع الارتطام بالارض»، كما أكد على حقيقة «أن وجود شرخ بجمجمة المريض «سجاد» يشير بلا شك الى حادث ارتطام قوي، فالله وهب لنا الجمجمة ولم يجعل لها من وظيفة سوى كونها بمثابة القبعة الواقية للدماغ، ولذلك منحها من القوة ما يجعلها تتحمل الصدمات القوية، ولعل أبرز مظهر من مظاهر قوة عظام الجمجمة هو تعميرها لمئات السنين..»، وحول كلمته لوالد الطفل سجاد بأن بقاء سجاد ليلة الإصابة قد يكون بمعجزة، يبتسم الدكتور بهنام ويقول بلهجته المصرية « بنحمد ربنا انها جات سليمة..»، المؤسف أن الدكتور بهنام تحفظ بشدة على التقاط صورة شخصية له وهو في مكتبه الصغير في الغرفة رقم 27 بعيادة المخ والأعصاب..
شهادة أخرى من داخل المستشفى:
كما اتصلت «شبكة راصد الإخبارية» بالآنسة فداء السادة الموظفة بقسم الاستقبال بمستشفى المواساة بالدمام، والتي روت لنا مجريات الحدث كما شهدتها فتقول«كنت أمارس عملي اليومي بالمستشفى حين جائتني مكالمة هاتفية خاصة تخبرني فيها احدى قريباتي بأن سجاد -الذي أعرفه وأعرف عائلته- قد وقع من الدور الثالث في بيتهم وهو الآن لديكم بالمستشفى» كما تضيف الآنسة السادة «ذهبت من فوري نحو قسم الطوارئ إلا اني علمت من الطبيب المناوب أن سجاد الآن في غرفة الأشعة، وأنه يعاني من شرخ في الجمجمة»، وما أن حل المساء حتى تم تحويل سجاد لقسم التنويم بالمستشفى، تكمل الآنسة فداء «في المساء علمت بوجود سجاد مع والدته في قسم التنويم فذهبت لزيارته في غرفته، فوجدته في وضع غير مستقر، فهو لا بالنائم ولا بالمستيقظ، الا أني لم الاحظ عليه أي اشارة تدل على أنه وقع من علو ثلاثة أدوار»، كما تعلق الآنسة السادة بالقول «لو لم أكن أعرف العائلة جيداً لما كنت صدقت مقولة أنه تعرض للسقوط من هذا الارتفاع»، بيد أنها تشير الى «بالتأكيد، ان من رأى سجاد في المساء وهو في وضع حرج يصاب بالدهشة عندما يراه في اليوم التالي فقد بدى مفعماً بالحيوية ولا يصدق من يراه انه هو ذات الطفل الأول» ولروئية شهادة المستشفى اضغط هنا وهنا
ولكن الخبر هدا منقول
يتبـــــــــــع.
لرؤية الموضوع كاملا مع الصور اضغط على هذا الرابط ...
[img][/img]
المفضلات