بسمه تعالى

قبل الرد على أختي المؤدبة/ النورس الحزين أحب أن أوضح شغلة ضرورية وهي إن هذا الموضوع ماهي إلا يوميات أقع فيها كما يقع فيها الكثير من الناس ، ولو لاحظتم ودققتم النظر إنني أستعير بعض المفردات لأجذب انتباه القرّاء وأستأثر بقراءتهم ومتابعتهم وأخبئ بين هذه وتلك الغاية الأساسية والنية الحسنة من نقل العبرة والحكمة من القصة أو الحدث المروي ، وأحب التنويه للأخت الكريمة ولكل من ساوره الشك في حيثيات ومضامين التفاصيل بإنني لا أملك نية مبيتة في الطعن بأحدهم كغيبته وتعريته والاساءة إلى أشخاص بعينها ، فكل الذي أثيره ماهي إلا مميزات عامة ومناقب شخصية متفرقة في كل العينات البشرية وقد تكون الأخت صادقة فيما تقول لإنني إنسان أفتقد إلى أبجديات الفقه ولكن هذا لا يعني إنني لست على خلق رفيع ولا أعبأ بمشاعر الناس وإن كنت أنقل بعض الأخلاق السيئة وبعض السلوكيات العامة التي يسيء بعض البشر استخدامها مع الآخرين وعدم مراعاتهم لحرمة المصلين هذا إذا خصصت التعليق على ما حدث في أروقة المسجد محور الحديث ..!!
أختي أحب أن أخصص مساحة في هذا السطر وأفرده لك بالتحديد على صراحتك وهذا غاية ما كنت أبحث عنه ، النقد والتعليق الصريح والخالي من التجريح ، وأنا مسرور بإشاراتك وتوجيهاتك ونصائح وسأضع ذلك في الحسبان مع المقالات القادمة وإن كنت أرى إنني برئ من أي إتهام يقول باستخدام الغيبة والاستنقاص من قدر الآخرين لإنني كما أسلفت استعير بعض المفردات التصويرية والتشبيهية لأناس على المستوى العام وليس بالخصوص ، على كل حال شكراً للتنبيه وأنا ممتن حقيقة لهذه المداخلة الطيبة 0
أختم بهذا السطر وأقفل الموضوع وأنتقل إلى ما اعتبر تهاوناً في وصف المسجد حين ذكرت بأن المسجد أصبح موقفاً للسيارات البشرية وقد أثار هذا الوصف حفيظة الأخت الفاضلة مما جعلها ترد بغيرة وحرقة على عدم الاستخفاف في وصف المقدسات بما لا يليق وهذه نقطة جميلة في الانسان بأن يكون ذو حمية وذو غيرة على مقدساته ورموزه ، وأنا هنا أؤكد مرة ثانية ولا يعني ذلك تبريراً لموقفي وإنما هو الواقع فالمراد من هذا الوصف ليس كما يتصرفه البعض مما لا يليق ولا يمنح المكان الذي يجتمع فيه المصلون المؤمنون أي اعتبار من حيث القداسة والطهارة ، وأظنك رأيتي وكذلك الأخوة رأوا كيف يستغل بعض الأخوة المصلين ساحة المسجد كديوانية لتناول مشاكلهم الشخصية فيتحاورون عن أمور الدنيا وهمومهم المادية وبعض الحواديث التي لا يناسبها أن تكون في أجواء المسجد الروحاني ، وهذا ممالا ينبغي السكوت عليه ، فلو علّق أحد المشائخ أو الكتاب الغيورين ووجه النقد واللوم لهؤلاء الفئة المشاغبة وهؤلاء العناصر المتعدية على آداب المسجد فلن يكون اعتداء لأعراض الناس وطعنهم من ظهورهم لأنهم ألقوا بأنفسهم في دائرة النقد وعلى الأقلام الواعية أن تسارع إلى توجيه هؤلاء وتكثيف حملات النقد حتى يستبصروا ويهتدوا إلى الهدف الصحيح من هذه الأماكن الطاهرة .. وأنا أعجب من الأخت الكريمة أنها تصورت إنني ناقد ساخر يحمل في صدره نية التجاوز على الناس والتعالي على كبريائهم ، فبالعكس ولا مدحاً في نفسي إنما أرى إن مثل هؤلاء النوعية تحتاج إلى التقويم والعبارات التي استخدمتها سواء في حق بيت من بيوت الله أو أشخاص لم تكن من باب الاستخفاف والله يشهد على كلامي إنني ماذكرت هذا إلا لشد الانتباه وجذب القرّاء ، ولا أنكر إن كلماتك طنّت في أذني وربما قرعت ضميري بألاّ أعيد استخدام المفردات والمصطلحات التي قد توقعني في الأثم دون أن أعلم ..!!
أطلت عليكم وأنا سعيد مرة أخرى بمداخلتك أخي الكريمة ويسعدني أن أتلقى مثلها برحابة صدر ويثلج صدري لو حملتيني على محمل الخير وأنا فخور بك وأقدر لك مشاركتك الهادفة 0
تحياتي
يوم سعيد