اليمني الأهوج ..!!
في الواقع لم أهنأ بإجازتي الأسبوعية فلقد عزّم بي الأهل والبنون وعشيرتي بأن أقودهم إلى أمسية بغرض التسوق والتنزه في محافظة الخبر وقد وقع اختيارهم على مركز الجمعة التجاري الذي تشرفت بزيارته من قبل وهذه هي المرة الثانية التي أقصده ، ولم أجد فيه ما لم أجده في غيره من حيث الجودة والماركة والسعر المخفّض فلا يختلف كثيراً عن مجمعات الدمام المعروفة إلا إننا غيّرنا الأجواء النفسية من خلال التجول عبر محلاته ودكاكينه المرموقة ، وبينما أنا أتجول كالخادم المطيع أهرول خلف الرهط أقتفي خطواتهم وأتنقل وراءهم خطوة بخطوة كالحمل الذي يقتفي أثر فصيله ، وبينما أنا كذلك إذ استعانت بي إحدى أخواتي لأسأل لها عن قيمة إحدى قطع الملابس النسائية ، فوقع بصري على أحد العمالة التي تعمل في المحل ويبدوا إنه من الأخوة العرب لذلك ومن باب الأدب واللياقة ناديته بـ ( سيد ) عطفاً على كثير من الباعة الآسيويين فلم أشأ أن أنادية بصديق أو أخ فرأيت إن استدعائه بلفظ السيد أكثر لباقة ، المهم .. الأخ طلع يمني الجنسية وقد كانت ردة فعله غير محببة فتبرم بوجهي قائلاً : مرة أخرى لا تناديني بكلمة سيد فنحن لا نتداول بها ؟ دهشت أنا من إجابته فربما الأخ عن جد سيد وينحدر من سلالة العلويين أو الهاشميين أو ربما له جذر من أهل البيت (ع) فطفقت أسأله بصوت منخفض ولماذا ؟ هل تخشى على نفسك ضرراً من ذلك ؟ قال وهو متبرم الوجه : لا .. فعاداتنا وأعرافنا تقول إن الذي ينتسب لهؤلاء السادة هم أصحاب دجل وشعوذة ويلعبون بالطلاسم وعقول الناس ، ولا يستحب لنا الانتساب والاحتكاك بهم فهم صنف منبوذ لدينا ..!! تعجبت من فكرته وعرفت إن هذا الذي يقف أمامي شخص مغصوب فكرياً ويقع تحت سيطرة الحاقدين بأهل البيت (ع) ..!! وقلت في نفسي : دعك منه !! فواضح إن دماغه مغسول ولا يجدي معه النقاش ، فدعه في شأنه ولا تضع وقتك معه ..!! غير أن الدهشة لا زالت تحوم برأسي ..!! واصلنا تجولنا بالسوق حتى دخلنا على إحدى المحلات التي تبيع فساتين الحفلات والأعراس والصدفة تلعب دورها فأصحاب المحل هم من الجنسية اليمنية فقلت إنها فرصة لا تفوّت ولكن حينما يفرغ المحل من الزبائن ..!! وبالفعل توجهت إلى أحدهم وقد كان شاباً يبدوا على وجهه الطيبة والاطمئنان ، فأنا أعرف إن الدخول في مثل هذه القضايا تحرج السائل وقد تودي به إلى السين والجيم والشبهة وأنا ماليش في السكة دي ..!! ناديته بـ يا سيد .. متعمد أن أتعرف على ردة فعله ؟ ولكنه رمقني بعين تملؤها الأدب والإحترام على عكس ذلك الآدمي ..!! فتعجبت .. فسألته : هل يضايقك لو ناديتك بـ يا سيد ؟ قال : لا ولماذا ؟ قلت له : منذ قليل وفي أحد المحلات ناديت أحدهم وقد كان يمني الجنسية مثلك يعني .. وقد استشاط غضباً من هذه الكلمة ؟! وكأنني أنبزه بلقب يمس كرامته أو عرضه ..!! ردّ عليّ بتفهّم قائلاً : إن هناك بعض القبائل والأعراق وعلى أثر لجوء بعض السادة القلائل إلى السحر والأعمال تحمل فكرة سيئة عن جميع الأشراف والسادة ، فيشملون الصالح بالطالح والسيء بالطيب .. فلا تعتب عليه إنه ضائع بين المفاهيم وقد خلط الجميع .. فهناك بعض من ينتسب إلى أهل البيت (ع) من يتصف بالورع والتقوى والإيمان ..!! قاطعته : أنت ربما تعني بالزيدية ..؟ قال : لا .. الزيدية نعرفهم جيداً فأنا أعني من ينتسب إلى آل الرسول (ص) ..!! أدركني الوقت وأنا أتباحث معه وقد شعرت بإني أشغله عن أداء عمله ، فاعتذرت معه وشكرته في النهاية وقلت له بسرعة : نحن أجساد بلا عقول ..!! فعقولنا في إجازة وتفشل في احراز النجاح المطلوب ..!! ولو استمر بنا الحال على هذا المنوال فلن يحرز المسلمين أي انتصار في مضامير حياتهم ..!! واللوم ليس عليك أو على ذلك العامل ..!! إنما على الدولة التي تحكم شعبها وتحاول أن تصنفهم وترفع أحدهم درجة وتوضع الصنف الآخر في الأسفل وتخلق بين الجميع نوعاً من العنصرية مما يتمادى البعض في الطعن على غيرهم من أهل الأصول الطيبة الكريمة ..!!
تحياتي
يوم سعيد




 
			
			 
					
						 
					
						 
					
					
					
						 رد مع اقتباس
  رد مع اقتباس
المفضلات