بسم الله الرحمن الرحيم
جميل جدا أن يكتب الإنسان مذكراته أو يدونها في أجندة لتكون ذكرى يعود إليها بين حين وآخر
والأخ المشرف يوم سعيد أخذ على عاتقه أن يحدثنا عن مجريات حياته اليومية ، بشيء من الظرافة المحببة لجلب الكثير من القراء لها
ونأمل من الأعضاء والقراء الكرام ، أن لا يكتفوا بتقديم الشكر لكاتب المذكرات ، بل مناقشتها وفتح باب الحوار بشأنها ، واعتقد إنه هو هذا الهدف من الموضوع ،
فنجد في ما نقله لنا الكاتب بعض النقاط التي تحتاج لنقاش ، كنقله لنا هذا الحدث في احدى مذكراته والتي تخص المسجد :
نأخذ العنوان (موقف سيارات داخل صحن المسجد) من يقرأ العنوان يتبادر لذهنه إن هناك موقف للسيارات في صحن المسجد أو إن أحد أوقف سيارته داخل المسجد ، مع إن مضمون الموضوع شيء مغاير للعنوان ، فالمتحدث هنا ينقل لنا عن أمر حصل له داخل المسجد ، عندما اتخذ له مكان في المسجد لتأدية الصلاة ، وجاء أحد المصلين ليزاحمه في الجلوس معه ، مما اضطره لترك المكان له ، واتضح بعد ذلك إن هذا الرجل كان معتاد الجلوس في هذا المكان دائما ، لمواظبته على الصلاة في المسجد ، فاعتاد على المكان ، واعتقد إن هذا شيء طبيعي جدا ، فبعض الناس لا تحب تغيير المكان الذي اعتادت الصلاة فيه وخاصة الذين يؤدون الصلاة في المسجد باستمرار،
صحيح المسجد مكان عام لجميع المصلين ، ولا يجب تخصيص مكان معين بعينه لأي أحد ، لكن هناك من الناس الذين يؤدون الصلاة بالمسجد كل يوم وبشكل مستمر دون انقطاع فإنهم يتعودون على مكان معين للصلاة فيه ، وحين يرون أشخاص آخرين أخذوا مكانهم ، فإن ذلك يضايقهم ، ولذا لا بد من احترام خصوصياتهم ، وخاصة إذا كانوا كبار في السن ،
ووجدت لي ثغرة بين رجلين سمينين وحشرت بدني وسطهم غير آبه بتلك الدبابتين وهي تعصرني قياماً ركوعاً وسجوداً ، وقد استفدت درساً جيداً من هذا الموقف الذي حدث لي ولن أكرره مرة أخرى ..!!
بس يا خوفي أن يكون المسجد موقف لسيارات أحدهم ..!!
نجد هنا عبارات غيبة وتنابز ألقاب ، من ناقل الحدث ، ربما يوقعه في اثم الغيبة والتنابز بالألقاب ، وفيه سخرية أيضا ، فربما هو أراد تلطيف بعض عبارات المقال واضفاء روح الدعابة والمرح ، لكن لا يكون ذلك على حساب غيبة الآخرين ، ووضع ألقاب لهم
علينا أن نترفع عن هذه الحيثيات التي توقعنا في الإثم
ملاحظة أخيرة وأختم :
المساجد بيوت الله ، ولها خصوصياتها واحترامها وتوقيرها ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى موقف سيارات ، وإن حصل ما خاف منه الناقل للحدث ، فهذا يعتبر اهانة للمسجد ولا يمكن السكوت عليه اطلاقا
مع تحياتي
المفضلات