موت الفجأة ..!!
لا زال موت الفجأة لغزاً محير وبعبع يطارد فكر الآخرين..!! هذا رأيي على الصعيد الشخصي فقد يكون لأحدكم رأي آخر يخالفني ، فكل الأسئلة التي تحوم حول من يموت ويرحل عن الدنيا تجد لها إجابة إلا موت الفجأة هو الحالة الوحيدة التي بمجرد أن تسمع به تقف على رجليك وتتسمر في مكانك من هول الخبر ..!!
فإيماناً بالقاعدة المتداولة بين الناس حيث إن لكل معلول علة ولكل سبب مسبب إلا أننا وعند موت الفجأة نقف وقفة تدبر وتأمل فالأمر يختلف عن أي وفاة بشكلها وأشكالها فما الذي حدث لفلان وقد كان يتمتع بموفور من الصحة والعافية ولم يشتكي قط من أية مرض عضال حتى ينتهي به الأمر فجأة إلى الموت المباغت ..!!
كنت وكنتم وكان غيري أيضاً يجالس صديق ما أو تربطك بأحدهم علاقة قوية وحميمة ، ومن المصادفات أن تقضي معه فترة من الوقت تتسامرون وتضحكون وتدردشون وتصرفون وقتاً جميلاً وممتعاً ثم تودعان بعضكما البعض على أمل أن تلتقيان في اليوم الآخر ، ولا تلبث أن تغط في نومك حتى تستيقظ على قرقعة نغمة جوالك ليصك آذانك بخبر مدوي ومفجع كالصاعقة تنزل على قمة رأسك يعلمك عن وفاة هذا الصديق ؟ فأول سؤال يتبادر إلى ذهنك هو :ما سبب الوفاة وقد كان معي قبل ساعات قليلة ؟ ما الذي حدث له حتى يموت وهو بكامل صحته ولياقته ؟ فلو كان سبب الوفاة حادثاً أو غيره لكان ألم الفراق أخف وطأة ولكن أن يموت هكذا فجأة وبدون مقدمات ..!! هكذا يرحل بغتة ودون سابق إنذار فهذا هو الألم الفظيع بحد ذاته .. هذا الشيء يزيدك حسرة على فراق هذا المتوفي لاسيما إذا كان شاباً في ريعان الشباب وفي مقتبل العمر مما يجعلك تعيش وقع الصدمة ولا تفق منها إلا بعد أن تسلم الأمر إلى الله عزوجل ..!!
إنه القضاء والقدر المحتوم و الكأس الذي نشربه فوق إرادتنا شئنا أم أبينا وليس من الضروري أن يكون لكل سبب مسبب وأن لكل ردة فعل فعل ، ليس شرطاً فالله عزوجل حكيم وهو مدبر الأشياء ولديه الأسباب وهو المتصرف في شؤون خلقه يفعل ما يريد وكيفما يريد دون اعتراض على قراره ..! فأرواحنا ليست ملك أيدينا بل هي أمانة لله وله الحق أن يستردها وينتزعها منّا بأي وقت يشاء وبأي شكل يريد ولا نحتج على أمر قد قضى الله فيه أمراً ، فالله إذا أراد أن يقول للشئ كن فيكون ولا راد لقضاء الله والبحث عن أسباب الوفاة المفاجئ والحكمة من وراءه فهذا ليس من شغلنا الشاغل وليس شأننا بل علينا أن نسلّم بما حدث ، وربما لوفاة هذا الشاب صلاح وراحة له والله أعلم بهذا وفوق كل ذي علم عليم ، فلندع الخلق للخالق فكلنا نعيش تحت رحمة الله الواسعة ..!!
تحياتي
المفضلات