سأخبركم عن..!
سأخبركم عن أشياء كثيرة.. و أولها..محمد..!
سأخبركم عن محمد..
ذلك الصبي البالغ اربعة عشر هماً..يتلوه همٌ أخير..
سأخبركم عن ثوبه الأبيض / الأسود , و عن أظافره الطويلة المتسخة ترابا..و لحماً!
انه يمشي جريا.. و يجلس مائلا.. و يتحدث بسرعة لا يفهمه الا الصابر عليه و المريد سماعه !
سأخبركم ماذا حدث ذات ليلة من ليالي الجمع , توقف في احدى صفوف المسجد.. شاهدت العديد من الأشخاص
يبتعدون عن صفه..و آخرون..يبعدونه الى الوراء شيئا فشيئا..حتى اصبح في صفه الأخير ..في صفه المرير..!
ليس له اتصال بالإمام..و لا بالجماعة..
تذكرت حينها ان والدي اخبرني انه عاش العشرة الأولى من عمره في غرفة مظلمة يأكل وحده و ينام وحده..
و يصرخ طالبا أنيسا..وحده !
توفي ساجنه/والده فأخرجوه للحياة .. و ليس لديه من الأفكار شيء الا ما قد علمته امه سراً !!
سأخبركم كيف انه يسجد باكيا..و يرفع التربة باكياً..يلثمها قبلاً بعنف حتى كاد يكسرها..التفت اليه..و قبل
ان اسلم او ابادر ..صرخ بوجهي.. (أبغى اروح النجف لو كربلاء..الله يخليكم ودوني!)
أحسست بضعف تجاهه, بماذا أجيبه؟ دارت برأسي ألف فكرة في لحظة واحدة,,سأجيبه بـ.... بادرني مجددا
..(أدري بتقولوا إليي انها مسكرة؟ صح؟ ادري أدري..ياربي متى بيفتحوها..) و تركني باكياً!
أحترت في أمره..مالذي صنعته أمه في أربعة عشر سرا أستودعتها فيه؟
بعد أسبوعين من لقائنا..قرأت اسمه في صفحة من جاور ربه !
عرفت حينها..أنه سبقني للزيارة.. و ان الأبواب قد فتحت بوجهه!
و أنا حين اخبركم عن محمد..لا اريدكم ان تذكروا قصة (محمد).. بل اذكروا ان هناك صبياً..دعى ربه باكياً أن
يصل الى مبتغاه..فوصل اليه!
و لماذا..لآنه امتلك شيئاً لا يملكه الكثيرون ..
سأخبركم عنه..
و سأخبركم عن أشياء كثيرة..!
للموضوع تتمة
المفضلات