كاتبتي المفضلة ..!!
كان الحديث عن النساء في زمن ما من الأخطاء الخمسة التي يعاقب عليها المجتمع ويحسب لها ألف حساب ..!! حتى تفاقم الأمر سوءاً فشدّد المتطرفين الخناق وطعنوا في شخصية كل من يأتي بسيرة النساء على لسانه من قريب أو من بعيد فوصموه بصفات قد لا يليق بي ذكرها أو الإشارة إليها !!
ولا أريد أن أخوض كثيراً في هذا الموضوع لعلمي أنه ربما يمس ببعض المعتقدات والأفكار وعلمانية بعض العقول وأثير حساسية لدى البعض وأفتح باباً قد لا أتمكن من إغلاقه ، لذا أكتفي بالولوج أولاً إلى سر العنوان الذي منحته لمشاركتي ، وهو الكاتبة المفضلة لي أو لكل إنسان هوايته القراءة ؟ وقد ينبري لي أحدهم سائلاً : إش معنى اخترت الكاتبة ولماذا لم تقل الكاتب المفضّل؟ فأجيبه : وهنا تكمن الحبكة في سر اختيار هذا العنوان الرئيسي؟ فأختنا العزيزة الأنثى سطع بريقها في عالم الإبداع وأخذت تشق طريق التفوق بين أقرانها الرجال فصار وهجها العلمي والثقافي .. لا والسياسي أيضاً في تألق واضح مما جعلها محط الأنظار واستطاعت أن تقارع وتنافس الرجل في كل المضامير والميادين وخلقت لنفسها هيبة اجتماعية وقاعدة جماهيرية وهذا يعد مفخرة لنا وللجميع ولا نرى ضيراً من أن تدخل جو المنافسة من أوسع أبوابها ، فنحن نراها قارئة متبحرة ومتوسعة في نهل الثقافة من أي معين ومن أي إناء ومن أي وعاء ..!! وأتذكر في هذا الصدد إنني جوبهت بحملة شرسة من أحد الأقلام الذي خاضوا معي نقاشات حادة في ذات الموضوع لإنني لا أجد حرجاً من ابداء إعجابي الشديدة بكاتبة معينة لها باع بارز وملفت في الكتابة بشتى فنونها ، إلا أنني وببساطة لدي مؤاخذة صغيرة على موقف أختنا الأنثى حينما تسمع برجل يفضّل قراءة بعض مؤلفات وكتابات وروايات أنثى بعينها .. ماهي ؟ أختنا تتناول قراءة ما شاء لها من المواضيع كيفما شاءت ومن أي كاتب كان ؟ فتقرأ لهذا المؤلف ولذلك الكاتب ولهذا المفكر ولهذا المؤرخ ولهذا الروائي ولهذا الشاعر ولهذا الأديب دونما توقف فالمجال مفتوح لها؟ لا يقف بوجهها أحد فهي ترى الأمر عادياً وكذلك نحن معشر الرجال لا نحاسبها على ما تفضّله وما تختاره..!! ولكن ما يدهشني هو إن هناك بعض النساء يتحاملن كثيراً على الرجل حين يتعلق معجباً بإحدى الكاتبات أو الأقلام النسائية أو إحدى الشاعرات أو إحدى الروائيات أو حتى إحدى الناشطات كتلك الناشطة الأردنية لا أتذكر إسمها والتي تم ملاحقتها من قبل حكومة الملك حسين وضيّقوا عليها ، وكذلك السياسية رئيسة حزب الشعب لباكستان والذي بسبب سياستها تم اغتيالها على يد أحد المتطرفين مؤخراً..!! ويأتي في مقدمة كل هؤلاء النساء المؤمنة الناسكة والمجاهدة بنت الهدى أخت السيد محمد باقر الصدر والذي توهج نورها خلال مسيرة حياتها الجهادية إبان حكم الاستبداد الذي مرّ على العراق منذ عبد الكريم قاسم وحتى حكم صدام الملعون والذي خطط لإغتيالها والتخلص منها هي وأخيها السيد محمد باقر الصدر عليهما رحمة الله 00 وأضيف الأديبة الراحلة نازك الملائكة ومي زيادة وخولة القزويني وغيرهن الكثيرات 00 وكل هذه الشخصيات تمثل أنموذجاً مشرفاً لا يمنع الرجل من أن ينجذب إليها ويهتم بمطالعة إنتاجاتها وابداعاتها وأن يقتني ببعض مؤلفاتها ضمن مكتبته الغاصة بمؤلفات الرجال فقط ..!! وهذا حق مشروع للرجل وليس عيباً أن يقتفي الرجل أثر السيدة المرأة اذا كانت من النوع الفريد وصاحبة ملكة ووهج ورمزية متميزة ، ولكن المثير للغرابة إن هناك بعض الأصوات النسائية وبعض الأبواق الأنثوية تنادي بالابتعاد عن عالم المرأة وتعتبر التقرب منها تجاوزاً أو حادثة غير مسبوقة أو ربما خرقاً للعادة ، فعالم المرأة لمملكة المرأة فقط ويمنع منعاً باتاً التقرب من هذه المملكة وإلا تم مصادرة كل من يتقرب إليها ، لسبب واحد فقط وهو إن الرجل لا يجوز له الاختلاء بإمرأة ولا التحرش بأفكارها ولا الاصغاء إلى مشاعرها ولا ملامسة ما تفجره من إبداعات فكرية لخصوصية ما يخرج من قلب المرأة ، فلا يجتمع اهتمام الرجل باهتمام المرأة إلا وكان هناك دواعي مريبة ودوافع مثيرة للشك ..!!
خلاصة الكلام أعزائي الكرام أنه تم تشفير المرأة عن عالم الرجل وقد تم بثّ ابداعات المرأة حصرياً على ذوي الاختصاص ومن له الشرعية في التقرب من المرأة ، وأن أي متابعة من الرجل لخلية المرأة يتم التبليغ فوراً عن حالة اعجاب من نوع آخر يستدعي حضور الرقابة الدائمة لتوقع أن يكون هناك حالة اختلاء بين الفكرين قد تؤدي إلى جريمة ليس لها إسم ولا عنوان ..!!
لا أدري إن كنت جريئاً في طرحي واستطعت أن أصل معكم إلى الزبدة المطلوبة فخلاصة الكلام كله هو أنه لا تتحرج أن تقرأ إلى كاتبة تفضلها على كثير من الرجال ..!!
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات