أعتذرعن توقف حبر قلمي طوال هذه الفترة الشتوية...
فقلمي قد بدأت السنين بالتكالب عليه...
تعطيه من الذل مايكفيه ليتوقف عن كتابة الكلمات...
لا تكذب علي وتقول بأنك قد إشتقت حرفي المرهق...
فكل من إعتداد قراءة كلماتي قد نسيها قبل حتى أن يدير رأسه عنها...
أعجز عن قول هذه الأخبار التي مضت في سنة الأحزان...
فلربما طال عزف سمفونية الإنتظار على اعتاب الشتاء البالي...
واشتاح السماء بكآبة الامطار وهبوب رياح السلام لبعض التعساء...
فبالرغم من انقطاع بوح قلمي الا أنني لازلت أتساءل كيف ستكون حياة كلماتي بعدك..؟
كيف ستكون عندما أحاسب على حلم القلم بلقاء الورقة..؟
كيف ستكون عندما أجبر على كتابة الكلمات لشخص لا يعرف طريقه للأحزان...
شخص يعشق لغة الكلام...
ويجهل حب الصمت...
شخص يأتي وينادي كلماتي بغنج الأطفال ويقيدها بكلمة "حبيبتي"
هذه الكلمة المحرمة ..
التي لم انطقها لك على صفحات السراب..
رغبة بمعرفة من تكون بعيدا عن الرغبة الباطلة ...
لربما سأكون مجنونة ولكنني أجهل وجودك بين فواصل كلماتي...
ترتقي سلم أحزاني وتدوس على دموعي...
فأعاتبك لحظة...لتهجرني بعدها...
لربما ...
كلمة بدأت بجرها معي أينما ذهبت...
وأعلق عليها شموع أحلامي العقيمة...
فألجأ عند زاوية ' المستحيل ' أحاول طرد شبح قدومك...
كنت ممن يتوقعون ان 'لا' ستبقى معي لتصفعني بأرض الواقع...
فهنا لن أكتب حلم ورقتي العتيق...
فلقد اكتفيت..
فأنت هنا موجود متواريا عن الأنظار تختلس النظر من بعيد وابتسامتك الساخرة المليئة بالحزن تقول الكثير وشعرك الأسود من تلاعب ريح عدم التصديق...
وعينيك بلونهما الأزرق البلوري تبحثان عن غلطة توجد في ارجاء المكان لتحل ظلمة ليل السهاد ليكشف عن تقلب حال السماء فتنكر عيناك الصفاء ليحل لون الضباب ليمارس حقوقه بين جنبات زرقة المكان...
لتعتلي شفتيك ابتسامة الرضا عن الذات وتشد معطف الهجران على صدرك وتهز كتفيك من غبار العشاق وعند خروجه اشعل شمعة الإنتظار وأغلق باب السؤال...
وأصبح يجر خطاه على غلاف كتاب خطيئة النسيان...
لقد كرر هجرانه أكثر من مرة لعلي ألتمس له عذرا يليق بعمر ورقتي...
أسجل حضوري بأمل اللقاء وأختمه بهجران صامت خال من الإجابات...
لاتخبرني بأنك مللت هذا الحوار لأنك أنت من اجبرتني على اتخاذ الجواب...
المفضلات