بسمه تعالى

إذا قالوا لك : قديمك نديمك ولو الجديد أحياك ..!! فصدق ولا تستنكر ، ففي الماضي رائحة تجعلك تشعر بالأمن والطمئنينة وراحة البال ، تشعر في عبق الماضي نوع من البساطة والشفافية والبراءة والقناعة والحب والترابط ..!! تجولت بعيني على كل قطع البقالة عفواً هي ليست بقالة فمفردة بقالة حديث بعض الشئ ولا أدري ماذا كنّا نطلق على هذا المحل الذي يبيع الأكولات والمواد الغذائية ربما الأخ العزيز صاحب الموضوع أدرى بذلك ..!! أعود معكم إلى هذا الشريط الجميل الذي تذكرنا من خلال هذه الصورة الأثرية كيف كنّا وإلى أين وصلنا وكيف أصبحنا ..!! ما هذه البقالة إلا رمز صوري نستشف فيه كيف كانت الحياة قبل عشرات السنين وكيف كانت حياتنا مرفهّة وجميلة وحلوة رغم ضعف الحالة المادية إلا أن الناس يحملون الود والتقدير لبعضهم البعض والآن اختلف كل شئ فرغم الترف والنقلة النوعية في كل شئ إلا أن الكراهية والبغضاء والحسد والأنانية يكتنف مشاعر الناس ..!! لا أريد أن أطيل عليكم كثيراً فالصورة جرفتني إلى الوراء وقد كنت وقتها يتيماً أرى في الأشياء شيئاً ليس من اليسير الحصول عليها وقد كنت أتحايل على والدتي أن تحضر لي عصير بوم فصديقي الذي يسكن بجوارنا كان ميسور الحال فوالده يعمل بأرامكوا وقد كان في كل عصرية بعد الغذاء نتفق لنلعب التيلة على التراب الرملية فكان يخرج وبيده عصير بوم ! وكلما هزمته أتفق معه على رشف قطرة من العصير وقد كنت أتكسب من وراء حيلتي فألتذ بما يلتذ به الآخرين !!! فالحال كان معدماً والدنيا رغم بساطتها لا تبتسم للجميع فلا زلنا نعاني الفقر وفي كل زمان له دولة ورجال ..!!! ونحن في هذا الزمان نعيش عصر الدولة ولكن نفتقر إلى الرجال ..!! فالرجال راحوا مع ما راح واندثر من كل شيء جميل مع الكراش والتيم والشخاخيط ودخان الويستان وغيرها من الأشياء القديمة التي لم يعد لها وجود ولكن لها أجيال متطورة ليست بأفضل من ماضيها فلقد افتقد كل شيء خواصه الحقيقية وامتزج الخير بالشر وصرنا لا نفرق بين الماضي والحديث ..!!!
تحياتي
يوم سعيد