اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
آل بيت المصطفى كل الحياة .....ملؤوها معجزات باهرات
فاذا ما ذكروا في محفل .......فارفعوا اصواتكم بالصلوات
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شقيق البلخي الذي يقال عنه: إنّه كان صوفيّاً، وكان تلميذاً لإبراهيم الأدهم ...
رُويت عنه قِصَّة طريفة مع الإمام موسى بن جعفر ، وهي القِصّة المرويّة في كتاب كشف الغُمّة لعليّ
بن عيسى الإرْبِليِّ: من أنّ شقيقاً قال: «خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومئة، فنزلت القادسية،
فبينا أنا أنظر إِلى الناس في زينتهم وكثرتهم فنظرت إِلى فتىً حسن الوجه، شديد السُمرة، ضعيف، فوق
ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان، وقد جلس منفرداً، فقلت في نفسي: هذا الفتى
من الصوفيّة يريد أن يكون كَلاًّ على الناس في طريقهم، والله لأمضين إليه، ولأُوبّخنّه، فدنوت منه فلمّا
رآني مقبلاً قال:
يا شقيق، اجتنبوا كثيراً من الظن; إنّ بعض الظن إثم، ثمّ تركني ومضى. فقلت في نفسي: إنّ هذا الأمر
عظيم، قد تكلّم بما في نفسي، ونطق باسمي، وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنّه ولأسألنّه أن يحلّلني،
فأسرعت في أَثَره، فلم ألحقه، وغاب عن عيني. فلمّا نزلنا واقصة وإذا به يصلّي، واعضاؤه تضطرب،
ودموعه تجري، قلت: هذا صاحبي أمضي إليه واستحلّه، فصبرت حتى جلس، وأقبلت نحوه، فلمّا رآني
مقبلاً قال: يا شقيق، اتل (وانّي لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) ثمّ تركني ومضى. فقلت:
إنّ هذا الفتى لمن الأبدال، لقد تكلّم على سرّي مرتين، فلمّا نزلنا زُبالة إذا بالفتى قائم على البئر، وبيده
رَكوة يريد أن يستقي ماءً، فسقطت الرَّكوة من يده في البئر وأنا أنظر إليه، فرأيته قد رمق السماء،
وسمعته يقول:
أنْتَ ربّيْ إذا ظمئتُ إِلى الماءِ *** وقوتيْ إذا أردتُ الطعاما
اللهمّ سيدي مالي غيرها فلا تعدمنيها.
قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها، فمدّ يده، وأخذ الرَّكوة وملأها ماءً، فتوضّأ وصلّى
أربع ركعات، ثمّ مال إِلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الرَّكوة، ويحرّكه ويشرب، فأقبلت
إليه، وسلّمت عليه، فردّ عليّ، فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك ؟
فقال: يا شقيق، لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة، فأحسن ظنّك بربّك، ثم ناولني الرَّكوة، فشربت
منها فإذا هو سويق وسكّر، فوالله ما شَرِبت قطّ ألذّ منه، وأطيب ريحاً، فشَبِعت ورَوِيت، وأقمت أيّاماً لا
أشتهي طعاماً ولا شراباً، ثم لم أرَه حتى دخلنا مكّة، فرأيته ليلةً إِلى جنب قبّة الشراب في نصف الليل
قائماً يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلمّا رأى الفجر جلس في مصلاّه
يسبّح، ثمّ قام فصلى الغداة، وطاف بالبيت أُسبوعاً، وخرج، فتبعته وإذا له غاشيةٌ وأموال، وهو على
خلاف ما رأيته في الطريق، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه، فقلت لبعض من رأيته يقرب منه:
من هذا الفتى؟ فقال هذا موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقلت: قد
عجبت أن يكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيد».
وقد قيل بهذا الصدد :
سلْ شقيقَ البلخي عنه وماعاين............َ منه وما الذي كان أبصر
قالَ لمّا حججتُ عاينتُ شخصاً ..... شاحبَ اللونِ ناحلَ الجسمِ أسمر
سائراً وحدَه وليس له زادٌ............ فـمـا زلـتُ دائـمـاً أتـفـكـر
وتوهمّت أنّه يسأل الناسَ ..........ولـم أدرِ أنـّه الـحـج الأكـبـر
ثمّ عاينته ونحن نزولٌ دونَ........... قيد على الكثيب الأحمر
يضع الرملَ في الإناء ويشرَ بـه.......... فـنـاديـتـه وعـقـلـي محيّر
أسقني شربة فناولني منه .......... فـعـايـنـتـه سـويـقـاً وسـكّـر
فسألت الحجيج مَنْ يكْ هذا .......... قيل هذا الإمام موسى بن جعفر(1)
(1) البحار 48/80 ـ 82، وراجع أيضاً منتهى الآمال: 2/205 ـ 206.
صلوا على محمد وآل محمد ...
دمتم على الولاء
نـسـألكم الدعاء
منقول.
المفضلات