السلام عليكم
يقول الامام علي (ع) في نهج البلاغة (( انما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع ، واحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، ويتولى عليها رجال رجالا ( أي يستعين عليها رجال برجال ) على غير دين الله 0000))
ويقول (ع) ((000 وآخر قد تسمى عالما وليس به ، فاقتبس جهالة من جهال ، واضاليل من ضلال 0000قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحق على اهوائه ، يؤمن من العظائم ، ويهون كبير الجرائم ، يقول " أقف عند الشبهات " وفيها وقع ، " واعتزل البدع " وبينها اضجع 0000بل كيف تعمهون ؟ وبينكم عترة نبيكم ، وهم ازمة الحق ، واعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش ( أي هلموا الى بحار علومهم مسرعين كما تسرع الهيم : الابل العطشى – الى الماء ) 000فلا تقولوا بما لا تعرفون ،0000ألم أعمل فيكم بالثقل الاكبر ؟ واترك فيكم الثقل الاصغر ، قد ركزت فيكم راية الايمان ، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام ، وألبستكم العافية من عدلي ، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي ، وأريتكم كرائم الاخلاق من نفسي ، فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ، ولا تتغلغل اليه الفكر 0000))
وللامام علي (ع) في هذا الجانب الكثير من الخطب ، وما عليكم سوى الرجوع الى نهج البلاغة ، لمعرفة تفسيرها ومعانيها الكبيرة والعميقة 0
يقول الامام علي (ع) {{ 000 فَيَا عَجَباً! وَمَا لِيَ لاَ أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اختِلاَفِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا! لاَ يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ، وَلاَيَقْتَدُونَ بَعَمَلِ وَصِيٍّ، وَلاَ يُؤْمِنُونَ بَغَيْب، وَلاَ يَعِفُّونَ(4) عَنْ عَيْب، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ، الْمَعْرُوفُ فِيهمْ مَا عَرَفُوا، وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا، مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلاَتِ إِلَى أَنْفُسِهمْ، وَتَعْوِيلُهُمْ فِي المُبْهماتِ عَلَى آرَائِهِمْ، كَأَنَّ كُلَّ امْرِىء مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيَما يَرَى بَعُرىً ثِقَات، وأَسْبَاب مُحْكَمَات. }}
4. ولا يَعِفّون ـ بكسر العين وتشديد الفاء ـ: من «عَفَفْت عن الشيء» إذا كففت عنه، أي يستحسنون ما بدالهم استحسانه، ويستقبحون ما خطر لهم قبحه بدون رجوع إلى دليل بيّن، أوشريعة واضحة، يثق كل منهم بخواطر نفسه، كأنه أخذ منها بالعروة الوثقى على ما بها من جهل ونقص.
ويقول الامام علي (ع) {{ 000أَلاَ وَإِنَّ شَرَائِعَ الدِّينِ وَاحِدَةٌ، وَسُبُلَهُ قَاصِدَةٌ(2)، مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَغَنِمَ، وَمَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَنَدِمَ.000}}
2. قَاصدة: مستقيمة.
ويقول الامام علي (ع) {{ 0000 وَسَيَهْلِكُ فِيَّ صِنْفَانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ، وَمُبْغِضٌ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ، وَخَيْرُ النَّاسِ فيَّ حَالاً الَّنمَطُ الاَْوْسَطُ فَالْزَمُوهُ،0000}}
ويقول أيضا (ع) {{ 000 وَإِنَّهُ سَيَأْتي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَخْفَى مِنَ الْحَقِّ، وَلاَ أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ، وَلاَ أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ أَنْفَقَ مِنْهُ(1) إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ فِي الْبِلاَدِ شَيءٌ أنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفَ مِنَ المُنكَرِ!
فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ; 0000 فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ، وَافْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ، 0000 أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَنِ اسْتَنْصَحَ اللهَ وُفِّقَ، وَمَنِ اتَّخَذَ قَوْلَهُ دَلِيلاً هُدِيَ (لِلَّتَي هِيَ أَقْوَمُ); 0000 وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي تَرَكَهُ، وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمَيثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذَي نَبَذَهُ; فَالْـتَمِسُوا ذلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ، هُمْ الَّذِينَ يُخْبِرُكُمْ حُكْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ، وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ، لاَ يُخَالِفُونَ الدِّينَ وَلاَ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَهُوَ بَيْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ. 0000 }}
1. أَنْفَق منه: أروج منه.
ويقول أيضا (ع) {{ 0000 إِنَّ مِنْ عَزَائِمِ اللهِ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، الَّتِي عَلَيْهَا يُثِيبُ وَيُعَاقِبُ، وَلَهَا يَرْضَى وَيَسْخَطُ، أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ عَبْداً ـ وَإِنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَأَخْلَصَ فِعْلَهُ ـ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، لاَقِياً رَبَّهُ بِخَصْلَة مِنْ هذِهِ الْخِصَال لَمْ يَتُبْ مِنْهَا: أَنْ يُشْرِكَ بِالله فِيَما افْتَرَضَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ، أَوْ يَشْفِيَ غَيْظَهُ بِهَلاَكِ نَفْسِهِ، أَوْ يُقِرَّ بِأَمْر فَعَلَهُ غَيْرُهُ، أَوْ يَسْتَنْجِحَ(1) حَاجَةً إِلَى النَّاسِ بِإِظْهَارِ بِدْعَة فِي دِينِهِ، أَوْ يَلْقَى النَّاسَ بِوَجْهَيْنِ، أَوْ يَمْشِيَ فِيهِمْ بِلِسَانَيْنِ. اعْقِلْ ذلِكَ فَإِنَّ الْمِثْلَ دَلِيلٌ عَلَى شِبْهِهِ.0000 }}
1. يستنجح: يطلب نجاح حاجته
ويقول أيضا (ع) {{ 0000 وَاعْلَمْ أَنِّ لِكُلِّ ظَاهِر بَاطِناً عَلى مِثَالِهِ، فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ، وَمَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ، وَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ الصَّادِقُ(صلى الله عليه وآله): «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ وَيُبْغِضُ عَمَلَهُ، وَيُحِبُّ الْعَمَلَ وَيُبْغِضُ بَدَنَهُ». وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ عَمَل نَبَاتٌ، وَكُلَّ نَبَات لاَ غِنَى بِهِ عَنِ الْمَاءِ، وَالْمِيَاهُ مُخْتَلِفَةٌ، فَمَا طَابَ سَقْيُهُ طَابَ غَرْسُهُ وَحَلَتْ ثَمَرَتُهُ، وَمَا خَبُثَ سَقْيُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ وَأَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ.0000 }}
ويقول أيضا (ع) {{ 0000 ، وَأَنَّ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ لاَ يُحِلُّ لَكُمْ شَيْئاً مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ، وَلكِنَّ الْحَلاَلَ مَا أَحَلَّ اللهُ، وَالْحَرَامَ مَا حَرَّمَ اللهُ،.0000 وَإنَّمَا النَّاسُ رَجُلاَنِ: مُتَّبِعٌ شِرْعَةً، وَمُبْتَدِعٌ بِدْعَةً، لَيْسَ مَعَهُ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ بُرْهَانُ سُنَّة، وَلاَ ضِياءُ حُجَّة.0000 }}
ويقول أيضا (ع) {{ 0000 وَلَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْء مِنَ الاَْشْيَاءِ إِلاَّ عَنْ عِلَّة تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلاَءِ، أَوْ حُجَّة تَلِيطُ(1) بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لاَِمْر مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَلاَ عِلَّةٌ.0000 }}
1. تَلِيطُ وتلُوط: أي تلصق.
قال الامام الصادق (ع) (( 000وما عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعة عليه - الامام الحسين (ع) - وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ووصل رسول الله (ص) وأدى حقنا ، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية ألا الباكين على جدي الحسين (ع) تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب ))
أساس البكاء على الامام الحسين (ع) هو ( اظهار الحزن) ويعني هذا : الاعلان من اجل توجيه الانظار ولفت الانتباه نحو قضية الامام الحسين وتفعيل النهج الذي دعا له الامام الحسين ، وهكذا كان يفعل أئمتنا الاطهار ، فحين يسأل الامام زين العابدين (ع) لماذا تبكي يجيبهم ( بتفاصل قضية الامام الحسين (ع)) فأذا نحن نظهر الحزن والبكاء لاجل الدعوة ، وتوضيح قضية الحسين وشرحها للناس ، فلا بد أن نختار الجانب الاعلامي الحسن الجميل الذي نظهر فيه الامام الحسين (ع)0
لقد جائنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدين اليسير بقوله (( جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء )) من رفع الحرج والمشقة في الدين بقوله تعالى {ما جعل عليكم في الدين من حرج}. فهل تلك الممارسات يسيرة ؟!!! وهل هي جعلت من الدين سهلا ميسرا ؟!!!
حقيقة نحن نريد أسلام على الفطرة ، اسلام خالي من البدع والخرافات التي ما أنزلها الله ولا رسوله ولا أئمة الهدى 0 نريد أسلام على ملة ابراهيم (ع) حنيفا لا نتكلف فيه أمور غير موجودة 0 نريد أسلاما صافيا نقيا خالصا لله وحده 0 نريد أسلام كما كان عصر النبي (ص) وكما كان عصر الامام علي (ع) وباقي الائمة عليهم السلام 0
دمتم بمودة 000000000000000000000000 والسلام
المفضلات