بسمه تعالى
هي جراءة مني أن أخط بمشاعري حيال هذا الموضوع الجرئ وقد تراجعت أكثر من مرة وعدلت عن خوض مثل هذا النقاش الحساس الذي يشغل بال كل إنسان ذكر/أنثى وربما الشغل الشاغل والذي يشغل حيز أكبر هو المرأة والتي تتفوق على الرجل عددياً كماً وكيفاً ، وربما هناك حكمة وغاية وراء هذا التفوق العددي ، والمثير للغرابة إن العنوسة في مجتمعنا في تزايد يكاد يتضاعف سنوياً وهذا يعزوا لعدة أسباب أتمنى أن نتناولها كلا على حدة ...!!! ولكن ليس الآن ، بعد أن أفرغ ما بجعبتي وأبدي برأيي المتواضع ، فلا يختلف إثنان على أهمية الزواج كهدف نفسي وعامل أمني وحالة استقرارية لإن الله سبحانه وتعالى خلق من كل شيء زوجين إثنين الذكر والأنثى حتى ينسجمان ويتحدان ويتكاملان فالذكر للأنثى والأنثى للذكر وقد وضع في كل واحداً منهما الحاجة إلى الآخر فلسنا كما قوم لوط الذي خسف الله بهم الأرض وجعلهم أذلة خاسئون ..!! إننا في عصر التوتر والإضطراب والرغبة الى الأمن والاستقرار فالجبهات تغزو الشباب وتثير غرائزهم وتحرك فيهم الدخول في المحظور وكل بيت يحمل في غرفه بنت أو بنتان وربما يلقي الحظ بظلاله على بعض العوائل فيكون نصيب الأنثى في عدد الأفراد هم الغالبية العظمى فيزداد التوتر والخوف من المستقبل ...!!!
لا أريد أن أطيل عليكم فالزواج هو هاجس كل إنسان وعلينا أن نسيطر على هذا الهاجس ونصوبه في الاتجاه الحكيم ، فلا ننظر إليه على أنه هدف رئيسي يجب اللحاق بقطاره والتنافس من أجل اقتناص فرصة العثور على زوج بأي شكل من الأشكال دونما تمحيص ودونما تدقيق فليس الزواج رغبة يجب أن نقتنصها وإلا فات الفوت ولا يمكن التفريط بها ..!! إن الإقدام على الزواج مبني على أساس من الفكر السليم فالزواج مشروع لبناء مؤسسة إنسانية هي في حد ذاتها لبنة من لبنات المجتمع وليس أية رغبة عابرة أو شهوة جارفة نسعى إلى لجمها فقط بل الزواج هو سكن ..!! وعلينا أن لا نأسف لإننا لم نحظى بزوجة أو نحظى بزوج ..!! يجب الإيمان بالقضاء والقدر وإن كان حظوظ الذكر أوفر حظاً من حظوظ الأنثى فالأعداد المترامية في زوايا البيوت تسبب قلقاً يقض مضجع الفتاة فتبقى قطعة أثاث تزين بيت والدها ..!! فتخور قواها وتنهار عواطفها فتعتقد إنها كلما مضى عليها الزمان تبلى وتذبل وتصبح نسياً منسياً ..لآلآلآ وألف لا فالإنسان كيان قبل كل شئ والإنسان عنصر نفيس وقادر على العطاء والبناء والانجاز وليس من الضرورة الدخول من باب الزواج حتى يحقق الانسان أكبر نجاحاته ، وإن كنت أتمنى أن تكتمل وتكلل نجاحات الانسان بالزواج ولكن قضاء الله وقدره فوق كل شئ فليس موضوع الزواج بأيدينا حتى نحققه على أرض الواقع ، إنه الحظ والنصيب فإن جاء إلينا فأهلاً ومرحباً وإن لم يأتي فلم تنتهي الدنيا ولا يكون ذلك آخر المطاف ، ويفترض أن نتعاطى مع الزواج على أنه فرصة جميلة فإن حظينا بها سعدنا بها وإن لم نحظى بها فلا نأسى عليها وعلينا أن نستكمل مشوارنا في هذه الحياة فهناك عدة نواحي يمكن للفتاة أن تتوسع وتتيح لنفسها التوهج وإثبات الذات وتطور من قدراتها كجهاز قادر على الانتاج في كل الميادين وليس عدم الزواج عائقاً يحد من انطلاقة الفتاة ، فالفتاة تبقى قوة فعّالة ومنتجة حتى ولو لم تتأهل إلى الزواج فلا ييأسن أخواتي الفتيات وينظر إلى الزواج على أنه مصير يجب أن تصل إليه وإن لم تصل إليه فذلك يعني الفشل الذريع والنهاية المأساوية والخاتمة المرّة ..!!! لا فلا نجعل نظرتنا للزواج نظرة قاتمة وداكنة ، وإن كان ذلك شئ يهوّن علينا بعض الأشياء إلا أننا يجب أن نفكر بعقلية أكبر وأوسع وأكثر رحابة من تلك النظرة الضيقة التي تدل على ضيق الأفق الفكري ..!!!
أكتفي بهذا القدر لعلي أتمكن من المشاركة في أقرب فرصة ممكنة ..!!!
تحياتي
يوم سعيد




رد مع اقتباس
المفضلات