قصة النبي صالح - بالبحرين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الصلاة والسلام على محمد وآل محمد














الشيخ صالح النبيه يكون قبره في جزيرة (أكل) أو (سترة) جزيرة النبيه صالح
حاليّاً وأخيرا عرفت به: كان النبيه صالح رحمه الله من الأفاضل التقاة وفي زمانه
كان يصلي صلاة الجماعة خلف أحد علماء عصره في الجزيرة نفسها ، وكان
يحضر صلاة الجماعة ويخرج ليلاً .



وفي يوم من الأيام أتت زوجته و شكته عند العالم الذي يصلي خلفه ، وقالت :
ان صالح يخرج من المنزل ليلا بعد العتمة و لا يعود إلا بعد صلاة الصبح في ثلاث
ليال من كل أسبوع ولا أعلم أين يذهب طول ليلته وإذا قلت له في ذلك يلزم الصمت
ولا يرد على سؤالي له . فقال لها العالم خيراً فلما انتهى العالم من صلاة المغرب
والعشاء استدعى الشيخ صالح واخبره بماقالت له زوجته و أنها تشتكيه عنده ،
ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها ، فلم
يرد النبيه جوابا ، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت
ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها و خرج ،
فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته ، و بعد الصلاة ليلا أحضره و أعاد عليه
السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا ، هذا
و الشيخ صالح مطأطئ رأسه و هو ساكت ، وفي المرة الثالثة هدده على عدم
الامتثال و على سكوته.



فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معنى إصرار الشيخ
صالح على مواصلة خروجه من منزله وعلى سكوته عند السؤال ، ثم قال لعله
يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته أو أحد به ، فلما أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح
و سألها : في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان بحيث يرى
ولا يراه أحد ، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد
الذي يكون غربا من الجزيرة ، وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل
الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء
البحر و عبر عليه . ففعل العالم مثله و تبعه هو الآخر على الإزار و الشيخ صالح لم
يشعر به ، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي . فلما صار
على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل مثله ،
حتى جاء الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة
التي كانت قبلتها من إرشاد أمير المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد
خلافته و يكون غرب القرية ، وإذا بحلقة من العلماء جلوس ينتظرون و بمجرد
أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا هذه
الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدا لي ، هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث لا يراه
أحد . ثم تقدم الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا يفوق مستوى العالم
فتوقف يسمع بحثه حتى قرب وقت صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا
للصلاة ، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ
صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله من التأنيب
و التهديد للشيخ صالح.



فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم
جالس ينتظر فقال له الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح فقالوا : لم يحضر
بعد قال : ننتظره ، فلما جاء أخبروه فدعا وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع
أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له : بل أنت كفو
لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما سمع فتح
عينه مبتهرا وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا
فالصلاة إنما أقيمت لكم ، فأعاد العالم الطلب ، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح :
إذا كان ولابد فأنا أصلي ( وهمس في أذن العالم ) ولكن إذا فرغت من الصلاة
لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك ، فابتهر العالم من هذا الكلام وقال : وكيف ؟ قال :
لا عليك ، ثم أوصاه بما أراد …فلما صلى دعا الله وسجد سجدة الشكر ، ولما
أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى العالم في تشييعه
بكل تبجيل واكبار، و قد اظهر هذا العالم الحزن والألم ، ودفنوه في محل قبره الآن .
ونصب له العالم الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين. و على أثر ذلك
نذرت إليه النساء فاستجاب الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح ،
و انتشر خبره في القرى و المدن من البحرين وأخذت تفد الزوار و أهل النذور
إلى مرقده الشريف رحمه الله .



الفاتحة لروحه ولأرواح المؤمنين والمؤمنات بعدها نختم بالصلاة على
محمد وآله الأطهار