صور من الحياة الجزء الخامس
--------------------------------------------------------------------------------
يتطلع الإنسـان في هذه الحياة إلى الكثير مما يود ويرغب أن يمتلك ويعيش صراعاً عنيفاً بينه وبين نفسـه ، وفي نهاية المطاف يرى نفسـه وقد أجهدها بلا فائدة تذكر إلاّ ما نذر أو عندما يكون ذلك الإنسـان بعيداً عن القيم والأخلاق بحيث لا تعنيه المبادئ والقيم فيتصرف حسـب اهوائه وملذاته فيظلم هذا ويسـرق ذاك ويعتدي على آخر .
عندما يمتلك الإنسـان المبادئ والقيم ويعمل على تدشـينها وصقلها وجعلها قواعداً رفيعة يرتكز عليها في مخطط حياته فإنه سـوف يحظى بالكثير من التوفيقات الإلهية مما تنعكس على سـلوكياته نحو الآخرين ، فتراه محبوباً لدى من يحيطون به ويحيط بهم ، ولعله يترتب على ذلك تكوين صداقة حميمة تربطه بهم ، ولكن يظل هناك الجندي المجهول الذي يكون لك عوناً عند كل شـدة وهو ما نطلق عليه الصديق الحميم .
من هذا الصديق الحميم ؟
هو ذلك الإنسـان الذي يصدقك وتصدقه ويسـدل عليك من نصائحه وتوجيهاته وتراه بين عينيك في شـدتك ورخائك ، وعند عسـرك ويسـرك ، ملازماً لك في كل لحظة حتى وإن لم يكن بين يديك حاضراً ، بل تمتلكه الأحاسـيس الجيّاشـة والمشـاعر المرهفة التي تصوّر له واقعك لديه وبصورة واضحة وكأنك أمامه فعلاً ، يسـتطيع من خلال نبرة صوتك أن يعرف حالتك ومن خلال نظرات عينيك يعرف ما يضايقك وما يسـرك وما يفرحك .
متى تعرف هذا الصديق الحميم ؟
قد يصدر من أحدكما خلاف ما يتوقع الآخر من سـلوك أو تصرف يفهمه الآخر بشـكل مغاير لما تفهمه أنت وتذهب بأفكارك بعيداً بحيث تجعل من هذا الموقف فرصة لمعرفة هذا الصديق من حيث المكانة التي يوليك إياها في نفسـه وهل لديه الإسـتعداد لتقديم التنازلات من أجلك أم أنه يرى نفسـه بأنه الشـخص الذي لا يخطئ ابداً ، وعليك مجاراته والتقرب منه وجبر خواطره بكل ما تملك ابتغاء مرضاته .
عندما تمتلك مثل هذا الإنسـان يبدأ الحاقدون والنمّامون والمعادون والحاسـدون برسـم الخطط وحفر الطرق للإيقاع فيما بينك وبينه أو لربما أشـاعوا خبراً من شـانه هدم كل ما بنيتماه معاً وأسـسـتماه على قواعد صلبة ومتينة ، غير أنّ الشـائعة أكبر مما تصورتما فكان لها الأثر البالغ في تدمير تلك العلاقة والذي يرجع سـببه إلى عدم حصول كليكما أو أحدكما على اليقين في علاقتمكا وصداقتكما .
عند حدوث أي طارئ قد يسـبب خدشـاً في هذه العلاقة فإن على أحدكما تقديم التنازل ، وليكن أنت صاحب المبادرة ، ولكن بعد أن تدلل بما لا يدع مجالاً للشـك من أنّ المكانة التي لك عنده أقل من المكانة التي له عندك ، حيث أنك تركت كل الخلافات جانباً وتقدمت بصدر رحب طمعاً في بقاء تلك الصداقة الحميمة دون خدوش او تشـوهات ، وهذا العمل ليس من باب المعيب أو الإذلال ولكن من باب توضيح الأمور حتى يتسـنى لكما الوقوع على الأسـباب التي قد تنشـب مرة أخرى جراء شـائعة أخرى أو سـوء فهم من أحدكما .
الحياة مليئة بالدروس والحكم والمواعظ التي من شـأنها رفع مسـتوى الإنسـان من قوقعة الإنغلاق والحسـد والنظر إلى الأمور بمنظار ضيق إلى سـعة الآفق وبعد النظر والتسـامح والعمل الدؤوب على فعل الخيرات والأعمال الإنسـانية الخيرية وكسـب الآخرين بالكلمة الجميلة والمعاملة الحسـنة .
في انتظار تعقيباتكم ومشـاركاتكم وتعليقاتكم ...





رد مع اقتباس
المفضلات