بسمه تعالى
أشكرك أولاً وهذا حق وواجب عليّ لإنني تشرفت بقراءة المفيد من مشاركتك ومن ثم أطلب المعذرة لإنني سأخبرك بأن ما تفضلت به علينا لم يكن سوى النسخة الكربونية من الأصل ، فالأصل تقول إن الكثير من بنات مجتمعنا على سبيل المثال ولا الحصر إنه بمجرد أن يتبادل الأهل والأحباب القبلات والعناق الحار بين المسافرة والمودعين ترى الدموع تنحدر من عيون المسافرة حتى كأنك تتخيل إن هناك وداع لا عودة إليه وبالفعل يأسرك الموقف والمشهد وربما تخجل من البكاء تأثراً لما كنت تراقبه ولكن الفجيعة تحدث بعد حين من الوقت ، فما أن تصعد هذه السيدة الخجولة سلالم الطائرة وحتى تصل إلى مقعدها والكل ينحني إجلالاً واحتراماً لها لشدة ما تتحلى به من الأدب والحياء والحشمة ومتى ما اطمئنت للأجواء تبدأ هذه الحامل بالولادة فتلد شيطاناً من بطنها يصرخ هيا يا أمي هيا أسرعي إلى الحمام واستبدلي هذا القناع وهذا الزيف وهذا الوهم وألقي به عرض الحائط واستغلي الفرصة فالمسافرين غارقين في الوحل هيا إذهبي إلى الحمام ذو الرائحة النتنة واخلعي هذا الأسود وتغني بالزي الأبيض وارتدي ما شاء لك من الحلي والزينة ، وبالفعل تتوجه هذه السيدة المحسوبة علينا وعلى مجتمعنا المثالي ونفجع بها وهي تعمل الهوايل في المجتمعات الخارجية ولا يستطيع أحد أن يوقفها أو أن ينهرها .. !!
رأيت بأم عيني مشهد إحدى الممرضات في أثناء طريقي إلى مهام عملي ، وبينما أنا أقود سيارتي إذ رأيت سائقاً هندياً ومن خلفه إمرأة من بنات جلدتنا وقد كانت في كامل حجابها وغطاءها الذي لم يظهر من ملامحها شيئاً وما أن استوقفتها الإشارة المرورية القريبة من مقر عملها حتى بدأت بنزع عباءتها ونظرت إلى المرآة لترى وجهها كيف يبدوا قبل أن تصل إلى بوابة المستشفى وبالفعل انقلب اللون الأسود إلى اللون الأبيض وتبين إن هذه السيدة تتخذ من العباءة جواز مرور تعبر به بعض الحدود وبعض الأعراف والتقاليد حتى تبدأ هذه الأنظمة قابلة للكسر بمجرد أن تصل إلى هدفها .. !!
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات