هناك حديث عن الإمام الرضا عليه السلام يبيّن من خلاله كيف ينبغي للشيعي أن يكون، فيقول عليه السلام : " كثيراً ما كنت أسمع أبي يقول : ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدّرات - النساء - في خدورهن بورعه، وليس من أوليائنا وهو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم من خلق الله أورع منه ".
فكم شيعي لدينا بحسب هذا الحديث ؟!!
ومعنى ذلك أن التشيع ليس عصبية ولكنه خط ينطلق في الإسلام كله من خلال تقوى الله وطاعته والسير في خط هداه. وكان الإمام عليه السلام يقول : " المؤمن الذي إذا أحسن استبشر - لأنه أطاع الله - وإذا أساء استغفر، والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده، وليس منا مَن لم يأمن جاره بوائقه - شرّه - ودواهيه ".
هذا هو خط أهل البيت عليهم السلام، أن تكون الإنسان المؤمن الذي إذا عشت مع الناس كنت بَرَكة عليهم ورحمة لهم، وكنت الإنسان الذي ينشر المحبة بدلاً من البغضاء، والأخوّة بدلاً من العداوة، وأن تكون الإنسان الذي يُحسن إلى المجتمع، وقد سأل شخص الإمام الرضا عليه السلام : من أحسن الناس معاشاً ؟!!
فقال عليه السلام : " من حَسُن معاش غيره في معاشه ".
من تتحرك معيشته لتغمر غيره فيعلّم الجاهلين أو يغني الفقراء وما إلى ذلك، وسأله : من أسوأ الناس معاشاً ؟!!
فقال عليه السلام : " من لم يعش معاش غيره في معاشه ".
فالمعيشة الهانئة هي ذلك الشعور الجميل الذي يغمر الإنسان عندما يضع رأسه على الوسادة، فيتذكر بان هناك حزيناً قد فرّحه وكئيباً رفع كآبته ومحتاجاً قضى له حاجته، ويشعر بأنه استطاع أن يكون نسمة عليلة ونوراً يشرق في الناس.. المال يذهب والجاه يفنى وتبقى هذه اللمسات الإنسانية الحلوة التي تنفتح من قلب الإنسان إلى الله تعالى، وهي التي يحملها الإنسان إلى قبره ويوم حشره، لذلك، فلنسارع إلى عمل الخير وقضاء حوائج الناس ونشر المحبة والتوفيق والصلح بينهم
المفضلات