دعوة خاصة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 40، قاله لبني عبد المطلب (يوم الدار) بعدما نزلت عليه الآية: (... وأنذر عشيرتك الأقربين )
يا بني عبد المطلب! إنّي ـ والله ـ ما أعلم شابّاً في العرب، جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيّي، وخليفتي فيكم؟

دعوة عامة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 44،... وبعدما أنذر عشيرته (يوم الدار)، صعد على ربوة (الصفا) ونادى:
يا معشر قريش! أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدّقوني؟
قالوا: نعم! وأنت عندنا غير متّهم، وما جربنا عليك كذباً.
قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. يا بني عبد المطلب! يا بني عبد مناف! يا بني زهرة! يا بني تميم! يا بني مخزوم! يا بني أسد! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، وإنّي لا أملك لكم من الدنيا منفعة، ولا من الآخرة نصيباً، إلاّ أن تقولوا: لا إله إلا الله.

موعظة الحرب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. في يوم بدر نظم الرسول (صلّى الله علّيه وآله) جيشه تنظيماً لم يعرفه العرب، ثم وقف أمام القوم، وخاطبهم بهذه الخطبة.
أما بعد فإنّي أحثكم على ما حثكم الله عليه وأنهاكم عما نهاكم الله عنه، فإنّ الله عظيم شأنه يأمر بالحق ويحب الصدق ويعطي على الخير أهله أعلى منازلهم عنده. به يذكرون وبه يتفاضلون، وإنّكم قد أصبحتم بمنزل من الحق، لا يقبل الله فيه من أحد إلا ما ابتغى به وجهه، وإنّ الصبر في مواطن البأس ممّا يفرج الله به الهم وينجي به من الغم تدركون به النجاة في الآخرة، فيكم نبيّ الله يحذركم ويأمركم فاستحيوا اليوم أن يطّلع الله على شيء من أمركم يمقتكم عليه فإنّه تعالى يقول: (لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم). انظروا إلى الذي أمركم به من كتابه وأراكم من آياته وما أعزكم به بعد الذلة، فاستمسكوا به، يرض ربكم عنكم، وأبلوا ربكم في هذه المواطن أمراً تستوجبوا به الذي وعدكم من رحمته ومغفرته، فإن وعده حق وقوله صدق وعقابه شديد، وإنما أنا وأنتم الله الحي القيوم، إليه ألجأنا ظهورنا وبه اعتصمنا وعليه توكّلنا وإليه المصير ويغفر الله لي وللمسلين.

البيعة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: نص صيغة البيعة التي بايع عليها أهل المدينة.
بايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني بالحقّ إذا قدمت إليكم، ممّا تمنعون منه أنفسكم، وابناءكم، وأزواجكم.

تعاليم حربية

البحار، الكافي: علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله قال: إن النبي (صلّى الله علّيه وآله) كان إذا بعث أميراً له على سرية، أمره بتقوى الله عز وجل، في خاصة نفسه، ثم في أصحابه عامة، ثم يقول (صلّى الله علّيه وآله):
اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله تعالى، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغلّوا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، ولا متبتلاً في شاهق، ولا تحرقوا النخل، ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعاً، لأنكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه، ولا تعقروا من البهائم، ممّا يؤكل لحمه، إلا ما لا بدّ لكم من أكله، وإذا لقيتم عدوّاً للمسلمين، فادعوهم إلى إحدى ثلاث، فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم، وادعوهم إلى الإسلام، فإن دخلوا فيه فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم، وادعوهم إلى الهجرة بعد الإسلام، فإن فعلوا فاقبلوا منهم، وكفّوا عنهم، وإن أبوا أن يهاجروا، واختاروا ديارهم، وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة، كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين، يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين، ولا يجري لهم في الفيء، ولا في القسمة شيء، إلا أن يهاجروا في سبيل الله، فإن أبوا هاتين، فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، فإن أعطوا الجزية، فاقبل منهم وكفّ عنهم، وإن أبوا فاستعن الله عز وجل، عليهم، وجاهدهم في الله حقّ جهاده، وإذا حاصرت أهل الحصن، فأرادوك على أن ينزلوا على حكم الله عز وجل، فلا تنزل بهم، ولكن أنزلهم على حكمكم ثم اقض فيهم بعد ما شئتم، فإنكم إن تركتموهم على حكم الله، لم تدروا أتصيبون حكم الله فيهم أم لا؟ وإذا حاصرت أهل حصن، فإن آذنوك على أن تنزلهم على ذمّة الله، وذمة رسول الله، فلا تنزلهم، ولكن أنزلهم على ذممكم، وذمم آبائكم، وإخوانكم، فإنكم إن تحفروا ذممكم، وذمم آبائكم وإخوانكم، كان أيسر عليكم يوم القيامة، من أن تخفروا ذمّة الله، وذمة رسول الله.

إحدى الطائفتين

البحار، نقلاً عن أصحاب السير.
سيروا على بركة الله، فإنّ الله وعدني إحدى الطائفتين، ولن يخلف الله وعده، والله لكأنّي أنظر إلى مصرع أبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة.

لا تسلوا سيفاً

البحار: من التعاليم التي وجهها إلى جيش المسلمين يوم بدر.
غضّوا أبصاركم، وعضّوا على النواجذ، ولا تسلّوا سيفاً حتى آذن لكم.

اللهم اغفر للأنصار

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 194.
عندما قسّم النبي (صلّى الله علّيه وآله)، غنائم غزوة حنين، أجزل للمؤلّفة قلوبهم وللمهاجرين، وأقلّ للأنصار، فغضبوا وقالوا: لقي رسول الله قومه، فبلغه ذلك، فجمعهم وخطب فيهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
(يا معشر الأنصار! ما مقالةٌ بلغتني عنكم، وموجدةٌ وجدتموها؟ إنّي سائلكم عن أمر فأجيبوني، ألستم كنتم ضلاّلاً فهداكم الله بي؟ ألم تكونوا على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي؟ ألم تكونوا قليلاً فكثّركم الله بي؟ عالةً فأغناكم الله بي؟ وأعداءً فألّف قلوبكم بي؟)
قالوا: بلى والله، فلله ورسوله المنّ والفضل.
فقال: (ألا تجيبوني بم عندكم؟)
قالوا: بم نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا؟ قد أجبناك بأن لك الفضل والمنّ والطّول علينا.
قال: (أما لو شئتم لقلتم فصدقتم: وأنت قد جئتنا مكذّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وخائفاً فأمّنّاك، وعائلاً فآسيناك).
فارتفعت أصواتهم بالبكاء، وقاموا معتذرين يقبلون يديه ورجليه، قائلين: رضينا بالله وعنه، وبرسوله وعنه، وهذه أموالنا بين يديك، فإن شئت فاقسمها على قومك، وإنّما قال من قال منّا، على غير وغر صدر وغلّ في قلب، ولكنّهم ظنّوا سخطاً عليهم، وتقصيراً بهم، وقد استغفروا الله من ذنوبهم، فاستغفر لهم يا رسول الله!
فقال: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار. يا معشر الأنصار! أما ترضون أن يرجع غيركم بالشّاء والنعم، ورجعتم أنتم وفي سهمكم رسول الله؟)
قالوا: بلى رضينا.
فقال النبي (صلّى الله علّيه وآله): (الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك النّاس وادياً، وسلك الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار).

رؤيا انتصار

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 108 ـ 109، رأى النبي هذه الرؤيا، قبل خروجه إلى غزوة أحد.
رأيت البارحة في منامي: أني أدخلت يدي في درع حصينة، ورأيت بقراً تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلماً، وأنّي أردفت كبشاً، وأوّلتها: أما الدرع الحصينة فالمدينة، وأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأمّا الثلم فرجل من أهل بيتي يقتل، وأما الكبش فكبش الكتيبة يقتله الله، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة، وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشرّ مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها، فأنا أعلم بها منهم.

امض بسيفك

البحار، الكافي: محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء الخفاف، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قاله (صلّى الله علّيه وآله) لعلي لما انهزم المشركون في أحد:
يا عليّ! امض بسيفك حتى تعارضهم، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنّبوا الخيل فإنّهم يريدون مكّة، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنّبون القلاص فإنّهم يريدون المدينة.

الجهاد

البحار، مرسلاً عن الواقدي، وفي أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 113 ـ 114. خطب بها رسول الله يوم أحد، لما عبأ جيشه للقتال.
أيّها الناس! أوصيكم بما أوصاني به الله في كتابه من العمل بطاعته، والتناهي عن محارمه، ثم إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه، ثم وطّن نفسه على الصبر واليقين والجد والنشاط، فإنّ جهاد العدوّ شديد كريه، قليل من يصبر عليه إلاّ من عزم له على رشده. إن الله مع من أطاعه، وإن الشيطان مع من عصاه، فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم الله، وعليكم بالذي آمركم به فإنّي حريص على رشدكم. إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف، وهو مما لا يحبّه الله ولا يعطي عليه النصر والظفر.
أيّها الناس! إنّه قد قذف في قلبي أن من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء ما عند الله غفر له ذنبه، ومن صلّى عليّ صلى الله عليه وملائكته عشراً، ومن أحسن من مسلم أو كافر وقع أجره على الله في عاجل دنياه أو في آجل آخرته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلاّ صبياً أو امرأة أو مريضاً أو عبداً مملوكاً، ومن استغنى عنها استغنى الله عنه والله غنيّ حميد. ما أعلم من عملٍ يقرّبكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عملٍ يقرّبكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه، وإنّه قد نفث الروح الأمين في روعي أنّه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها لا ينقص منه شيء وإن أبطأ عنها.
فاتقوا الله ربكم وأجملوا في طلب الرزق، ولا يحملنّكم استبطاؤه على أن تطلبوه بمعصية ربكم، فإنه لن يقدر على ما عنده إلاّ بطاعته، قد بين لكم الحلال والحرام غير أنّ بينهما شبهاً من الأمر لم يعلمه كثير من الناس إلا من عصم، فمن تركها حفظ عرضه ودينه، ومن وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أوشك أن يقع فيه، وما من ملك إلا وله حمى، ألا وإنّ حمى الله محارمه، والمؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى إليه سائر جسده، والسلام عليكم.

وإن هزمناهم

البحار: تفسير علي بن إبراهيم، قالها (صلّى الله علّيه وآله) لعبد الله بن جبير وأصحابه في غزوة أحد عند جعلهم رقاة على الشعب.
إن رأيتمونا قد هزّمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان، وإن رأيتموهم قد هزّمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم.

يحشر من بطون السباع

البحار: تفسير علي بن إبراهيم، قالها (صلّى الله علّيه وآله) لما وقف على جسد عمه حمزة في أحد.
لولا أنّي أحذر نساء بني عبد المطّلب لتركته للعافية والسّباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع والطير.

تعاليم القتال

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. خاطب بها الجيش الذي وجهه إلى غزوة مؤتة.
دفع الله وردكم صالحين سالمين غانمين. اغزوا بسم الله فقاتلوا عدوّ الله وعدوكم بالشام، وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحص فاقلعوها بالسيوف. لا تقتلنّ امرأة ولا صغيراً ضرعاً ولا كبيراً فانياً ولا تقطعنّ نخلاً ولا شجراً ولا تهدمنّ بناء.

تحشيد الجيش

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. خطبها رسول الله تحشيداً للجيش الذي حارب في الوادي اليابس، مع حارث بن مكيدة الخثعمي، في غزوة ذات السلاسل.
يا معشر المهاجرين والأنصار! إن جبرائيل أخبرني أنّ أهل الوادي اليابس اثنا عشر ألفاً قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفرّ عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي عليّ بن أبي طالب، وأمرني أن أسيّر إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس، فخذوا في أمركم واستعدّوا لعدوكم وانهضوا عليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله.

لا تقاتلهم حتى يقاتلوك

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 212، لما وجه علياً إلى اليمن، عقد لواءه، وعممه بيده، ثم قال له:
وامض ولا تلتفت، فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك، وادعهم إلى قول: لا إله إلا الله، فإن قالوا: نعم، فمرهم بالصلاة، فإن أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت.

ويح قريش

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 155، قاله لبسر بن سفيان الخزاعي الكعبي، لما قدم عليه فوجده وراء (عسفان) وأبلغه أن قريشاً قد جهزت جيشاً بقيادة خالد بن الوليد، لمنعه من الحج ـ في غزوة الحديبية -
يا ويح قريش! قد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب؟ فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم، دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا، قاتلوا وبهم قوّة.
فما تظنّ قريش؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به، حتى يظهره أو تنفرد هذه السالفة.

الناس من آدم

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 180، وناسخ التواريخ، الجزء الثالث، لما فتح مكة دخل الكعبة فأخذ بعضادتي الباب، وخطب الناس:
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
ألا كلّ مأثرة أو دمٍ أو مالٍ يدعى، فهو تحت قدميّ هاتين، إلا سدانة البيت، وسقاية الحاجّ.
يا معشر قريش! إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خلق من تراب.
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير).
يا معشر قريش! ويا أهل مكّة! ما ترون أنّي فاعل بكل؟ ماذا تقولون؟ وماذا تظنون؟
فقالوا: نقول خيراً، ونظن خيراً، أخ كريم وابن أخٍ كريم، وقد قدرت.
فقال: فإني أقول ما قال أخي يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين).
ألا إن مكة محرمة بتحريم الله، لم تحل لأحد كان قبلي، ولم تحلّ لي إلا ساعة من نهار، وهي محرمة إلى أن تقوم الساعة، لا يُختلى خلاها، ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد.
ألا لبئس جيران النبي كنتم، لقد كذّبتم، وطردتم، وأخرجتم، وآذيتم، ثم ما رضيتم، حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني، اذهبوا فأنتم الطّلقاء.

الله حرّم مكة

أعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 181، خطب بها بعد يوم من فتح مكة.
إنّ الله قد حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، ولم تحلّ لي إلاّ ساعةً من نهار، ثم رجعت كحرمتها بالأمس، فليبلّغ شاهدكم غائبكم، ولا يحلّ لنا من غنائمها شيء.

توبيخ

أعيان الشيعة الجزء الثاني صفحة 225، لما أمر النبي (صلّى الله علّيه وآله) أسامة على جيش المسلمين، وكان عمره ثماني عشرة سنة، طعن بعض الصحابة في إمارته، فبلغه ذلك، فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أمّا بعد أيّها النّاس، فما مقالةٌ بلغتني عن بعضكم، في تأميري أسامة؟ ولئن طعنتم في إمارتي أسامة، لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إنّه كان للإمارة لخليقاً، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة.

أغر صباحاً

أعيان الشيعة الجزء الثاني صفحة225، قاله لأسامة بن زيد، لما أمره على جيش المسلمين لغزو الروم.
سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحاً على أهل أبنى، وحرّق عليهم، وأسرع السّير تسبق الأخبار، فإن ظفّرك الله فأقلّ اللّبث فيهم، وخذ معك الأدلاّء، وقدّم العيون والطلائع أمامك.
ثمّ قال: اغز باسم الله، وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله.

سنة الحرب

البحار، الكافي: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: أظنه عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله قال: كان رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) إذا أراد أن يبعث سرية، دعاهم فأجلسهم بين يديه، ثم يقول:... وقد روي في الكافي هذا الحديث بأسانيد أخر.
سيروا باسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله، ولا تغلّوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبيّاً، ولا امرأةً، ولا تقطعوا شجراً، إلاّ أن تضطروا إليها.
وأيّما رجل من أدنى المسلمين، أو أفضلهم، نظر إلى رجل من المشركين (في أقصى العسكر) فهو جارٍ حتى يسمع كلام الله، فإن تبعكم فأخوكم في الدين، وإن أبى فأبلغوه مأمنه، واستعينوا بالله عليه.

ولكلام سيد الخلق بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .