إياك والخمر

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: دخل رجل على رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) فقال له: أوصني، فقال له الرسول (صلّى الله علّيه وآله):
لا تشرك بالله شيئاً، وإن حرّقت بالنار وإن عذبت، وليكن قلبك مطمئناً بالإيمان، ووالديك فأطعهما، وبرهما حيّين أو ميّتين، فإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإن ذلك من الإيمان، والصلاة المفروضة فلا تدعها متعمداً، فإنّه من ترك صلاة فريضة متعمّداً، فإنّ ذمة الله منه بريئة، وإياك وشرب الخمر وكل مسكرٍ، فإنّهما مفتاحا كل شرّ.

جهل وكفر

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
من لم يتعز بعزاء الله، تقطّعت نفسه حسراتٍ على الدنيا، ومن مدّ عينيه إلى ما في أيدي النّاس من دنياهم، طال حزنه، وسخط ما قسم الله له من رزقه، وتنغّص عليه عيشه، ومن لم ير أنّ لله عليه نعمة إلاّ في مطعم ومشرب، فقد جهل وكفر نعم الله، وضلّ سعيه، ودنا منه عذابه.

رهبانية أمتي الجهاد

مجمع البيان، الجزء الخامس، صفحة 236: أتى عثمان بن مظعون هو أصحابه رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) بعدما اتفقوا على أن يحرموا على أنفسهم الطيبات ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض، فقال لهم رسول الله (صلّى الله علّيه وآله): ألم أنبئكم أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير. فقال رسول الله (صلّى الله علّيه وآله): إني لم أؤمر بذلك، ثم قال:
إنّ لأنفسكم عليكم حقّاً، فصوموا وأفطروا، وقوموا وناموا، فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي.
ـ ثم جمع الناس وخطبهم وقال:
ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام، والطيب والنوم، وشهوات الدنيا. أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ورهباناً، فإنّه ليس في ديني ترك اللحم ولا النساء، ولا اتّخاذ الصوامع، وإن سياحة أمتي الصوم، ورهبانيتهم الجهاد، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجّوا، واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فإنّما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدّدوا على أنفسهم، فشدّد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع.

كأن الحق على غيرهم

تحف العقول.
ما لي أرى حبّ الدّنيا قد غلب على كثير من النّاس، حتى كأنّ الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب، وكأنّ الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتى كأنّ ما يسمعون من خبر الأموات قبلهم، عندهم كسبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون، تبوّئونهم أجداثهم، وتأكلون تراثهم، وأنتم مخلّدون بعدهم!! هيهات هيهات، أما يتّعظ آخرهم بأوّلهم؟ لقد جهلوا ونسوا كلّ موعظة في كتاب الله، وأمنوا شرّ كلّ عاقبة سوء، ولم يخافوا نزول فادحة، ولا بوائق كلّ حادثة.
طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس.
طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.
طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت خليقته.
طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.
طوبى لمن تواضع لله، عزّ ذكره، وزهد فيما أحلّ له، من غير رغبة من سنّتي، ورفض زهرة الدنيا، من غير تحوّل عن سنّتي، واتبع الأخيار من عترتي من بعدي، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل المسكنة.
طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالاً من غير معصية، وأنفقه في غير معصية، وعاد به على أهل المسكنة، وجانب أهل الخيلاء والتفاخر، والرّغبة في الدّنيا، المبتدعين خلاف سنّتي، العاملين بغير سيرتي.
طوبى لمن حسن مع النّاس خلقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شرّه.

غضوا أصواتكم

مجمع البيان، الجزء الخامس، صفحة 429: روي أن النبي (صلّى الله علّيه وآله) كان في غزاة، فأشرفوا على واد، فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال (صلّى الله علّيه وآله):
يا أيّها الناس! اربعوا على أنفسكم، أما إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً، إنّكم تدعون سميعاً قريباً، إنّه معكم.

الموت

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: قام أعرابي إلى النبي (صلّى الله علّيه وآله) فقال: يا رسول الله انصحنا بما ينفعنا. فقال:
أكْثِر ذكرَ الموت يُسْلِك عن الدنيا، وعليك بالشكر يزد في النعمة، وأكثر من الدعاء، فإنك لا تدري متى يُستجاب لك، وإيّاك والبغي، فإنّ الله قضى أنّه من بغي عليه لينصرنّه الله.
أيّها الناس! إنّما بغيكم على أنفسكم. وإياك والمكر، فإنّ الله قضى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).

هادم اللذات

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
أكثروا من ذكر هادم اللّذات، فإنّكم إن ذكرتموه في ضيق وسّعه عليكم فرضيتم به، وإن ذكرتموه في غناء بغّضه إليكم فجدتم به، فإنّ المنايا قاطعات الآمال، والليالي مدنيات الآجال، وإنّ المرء بين يومين: يوم قد مضى أُحصي فيه عمله فختم عليه، ويوم قد بقي فلا يدري لعله لا يصل إليه. إن العبد عند خروج نفسه وحلول رمسه، يرى جزاء ما أسلف، وقلة غناء ما أخلف، ولعلّه من باطلٍ جمعه، أو من حقّ منعه.

توبوا إلى الله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: روى أبو الدرداء فقال: خطب رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) في يوم جمعة فقال:
يا أيّها الناس! توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصّالحة، قبل أن تشغلوا، وأصلحوا الذي بينكم وبين ربكم، تسعدوا، وأكثروا من الصدقة، ترزقوا، وأمروا بالمعروف، تحصنوا، وانهوا عن المنكر، تنصروا.
يا أيها الناس! إن أكيسكم أكثركم ذكراً للموت، وإن أحزمكم أحسنكم استعداداً له. ألا وإنّ من علامات العقل، التجافي من دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزود لسكنى القبور، والتأهّب ليوم النشور.

لا تصلُح العوام إلا بالخواص

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
لا تصلح عوامّ أمّتي إلاّ بخواصّها. قيل: ما خواصّ أمتك؟ فقال: خواص أمتي أربعة: الملوك، والعلماء، والعبّاد، والتجار. قيل: كيف ذلك؟ قال: الملوك رعاة الخلق، فإذا كان الراعي ذئباً؛ فمن يرعى الغنم؟ والعلماء أطبّاء الخلق، فإذا كان الطبيب مريضاً، فمن يداوي المريض؟ والعبّاد دليل الخلق، فإذا كان الدليل ضالاً، فمن يهدي السالك؟ والتجّار أمناء الله في الخلق، فإذا كان الأمين خائناً، فمن يعتمد عليه؟

أوصاني ربي

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، وأعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 249.
أوصاني ربي بتسع: أوصاني بالإخلاص في السّر والعلانية، والعدل في الرّضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكراً، ومنطقي ذكراً، ونظري عبراً.

حشره الله مع النبيين

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
سبع خصال من عمل بها من أمتي حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فقيل: وما هي يا رسول الله؟ فقال: من زوّد حاجّاً، وأعان ملهوفاً، وربى يتيماً، وهدى ضالاً، وأطعم جائعاً وأروى عطشانَ، وصام في يوم حرّ شديد.

يظلّلهم الله في ظله

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
سبعة يظلّلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه متعلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان كانا في طاعةٍ فاجتمعا على ذلك وتفرّقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأةٌ ذات حسب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجلٌ تصدّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق بيمينه.

أكفل لكم الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث
اكفلوا لي ستاً أكفل لكم الجنة: إذا حدّث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، وغضُّوا الأبصار، وكفّوا الأيدي، واحفظوا الفروج.

خمس مراتب

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
الناس على خمس مراتب: منهم من يرى أنّ الرّزق من الكسب فهو كافر، ومنهم من يرى أنّ الرّزق من الله وأنّ الكسب سببٌ فلا يدري يعطيه أم لا، فهو منافق، شاكّ، ومنهم من يرى أن الرّزق من الله وأن الكسب سببٌ، فلا يؤدّي حقه، ويعصي الله من أجل الكسب، فهو فاسق، ومنهم من يرى أنّ الرزق من الله ويرى الكسب سبباً ويؤدي حقّه ولا يعصي الله لأجل الكسب، فهو مؤمن مخلص.

ضمان للجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
تقبّلوا لي بست أتقبّل لكم بالجنّة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضّوا أبصاركم، احفظوا فروجكم، وكفّوا أيديكم وألسنتكم.

خمسة لخمسة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
خمسة أشياء لابدّ لها من خمسة، ولابدّ لصاحب الخمسة من النار:
الأول: من شرب المثلث فلابدّ له من شرب الخمر، ولابدّ لشارب الخمر من النار.
الثاني: من جالس النّساء فلابدّ له من الزنا، ولابدّ للزّاني من النّار.
الثالث: من لبس الثياب الفاخرة فلابدّ له من التكبّر، ولابدّ للمتكبر من النّار.
الرّابع: من جلس على بساط السلطان فلابدّ أن يتكلم بهوى السلطان، ولابدّ لمن يتكلم بهواه من النار.
الخامس: من باع واشترى بلا فقه فلابدّ له من الرّبا، ولابدّ لآكل الرّبا من النّار.

خمس بخمس

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
خمس بخمس. قيل: ما خمس بخمس؟ قال: ما نقض قومٌ العهد إلا سلط الله عليهم عدوّاً، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلاّ فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلاّ فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا الكيل إلاّ منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر.

جمع المال وتفريطه

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
إنّ في جمع المال خمسة أشياء: العناء في جمعه، والشغل عن ذكر الله بإصلاحه، والخوف من سالبه وسارقه، واحتمال اسم البخيل لنفسه، ومفارقة الصالحين لأجله. وفي تفريطه خمسة أشياء: راحة النفس من طلبه، والفراغ لذكر الله من حفظه، والأمن من سالبه وسارقه، واكتساب اسم الكريم لنفسه، ومصاحبة الصالحين.

يحبون خمساً وينسون خمساً

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
سيأتي زمان على أمّتي يحبّون خمساً وينسون خمساً: يحبّون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبّون المال وينسون الحساب، ويحبّون النساء وينسون الحور، ويحبّون القصور وينسون القبور، ويحبون النفس وينسون الربّ، أولئك بريئون منّي وأنا بريء منهم.

أوجب له الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
خمس من أتى الله عزّ وجل بهنّ، أو واحدة منهنّ، أوجب له الجنة: من سقى هامّة صادية، أو أطعم كبداً هافية، أو كسا جلدةً عارية، أو حمل قدماً حافية، أو أعتق رقبةً عانية.

ولكلام سيد الخلق بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .