طلب العلم
البحار، الجزء الأول، صفحة 54، عن أمالي الصدوق، المكتب عن علي بن أبيه عن القداح عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً به، وإنّه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.
العلم واجب
ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. عن رسول الله (ص)
أربعة تلزم كلّ ذي حجىً وعقلٍ من أمّتي: استماع العلم، وحفظه، ونشره، والعمل به.
من تعلم للدنيا هلك
أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 250.
من تعلّم العلم ليماري به السّفهاء، أو يباهي به العلماء، أو يصرف وجوه النّاس إليه ليعظّموه، فليتبوّأ مقعده من النّار، فإنّ الرّئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها، ومن وضع نفسه في غير الموضع الّذي وضعه الله فيه، مقته الله، ومن دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم، وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه، حتى يرجع عمّا قال: ويتوب إلى الله ممّا ادّعى.
أقسام التعلم
ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
من تعلّم العلم للتكبّر مات جاهلاً، ومن تعلّمه للقول دون العمل مات منافقاً، ومن تعلّمه للمناظرة مات فاسقاً، ومن تعلّمه لكثرة المال مات زنديقاً، ومن تعلّمه للعمل مات عارفاً.
العلم والعاقل والجاهل
البحار، الجزء الأول، صفحة 55، أمالي الشيخ: جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني، عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: حدثني الرضا علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أمير المؤمنين: علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:... وورد في تحف العقول، باختلاف يسير.
طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعمله صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى، لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل على السّرّاء والضرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادة، تقتبس آثارهم، ويهتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، بأجنحتها تمسحهم وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى حيتان البحر وهوامّه، وسباع البر وأنعامه، إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظّلمة، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الرب، وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، العلم إمام العمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه.
وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر، وإذا أراد أن يتكلم تدبّر، فإن كان خيراً، تكلم فغنم، وإن كان شرّاً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل.
وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه، ويتعدّى على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه، كلامه بغير تدبّر، إن تكلّم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب، يتواني عن البرّ ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل .
ولسيدنا وشفيع ذنوبنا من كلامه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المفضلات