ومع كلام لسيد البرية نواصل موضوعنا صلوا على محمد وآل محمد .

أئمة الحق

البحار، الجزء التاسع، صفحة 156، الطبعة القديمة، عن الحسين بن علي، عن هارون بن موسى عن محمد بن إسماعيل الفزاري، عن عبد الله بن الصالح كاتب الليث عن رشد بن سعد عن الحسين بن يوسف الأنصاري عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سئلت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الأئمة فقالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي:
يا علي! أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق، وألسنة الصدق، منصورٌ من نصرهم، مخذول من خذلهم.

نور فاطمة

معاني الأخبار، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله فليست هي إنسية؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية، خلقها الله عز وجل، من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلمّا خلق الله عز وجل، آدم، عرضت على آدم، قيل: يا نبيّ الله! وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حُقّةٍ تحت ساق العرش، قالوا: يا نبيّ الله! فماذا كان طعامها؟ قال: التسبيح والتهليل والتمجيد.
فلمّا خلق الله عز وجل، آدم، وأخرجني من صلبه، وأحب الله عز وجل، أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل، فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته عليك يا محمّد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله يا حبيبي جبرائيل، فقال: يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام، قلت: منه السلام وإليه يعود السلام، قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل، إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلى صدري.
قال: يا محمّد! يقول الله، جلّ جلاله، كلها، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه.
فقال: يا محمّد! ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء، وهي في الأرض فاطمة.
قلت: حبيبي جبرائيل، ولم سمّيت في السماء المنصورة، وفي الأرض فاطمة؟
قال: سمّيت في الأرض فاطمة، لأنها فطمت شيعتها من النار، وفطم أعداؤها من حبّها، وهي في السماء المنصورة، وذلك قول الله عز وجل: (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) يعني نصر فاطمة لمحبيها.

اثنا عشر إماماً

البحار، الجزء السادس، صفحة 153، الطبعة القديمة، علي بن الحسين بن محمد عن عتبة بن عبد الله الحمصي عن عبد الله محمد عن يحيى الصوفي عن علي بن ثابت عن ذر بن حبيش عن الحسن ابن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله:
إن هذا الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماماً، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، ما لقوم يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي.

نطفة فاطمة

أمالي الصدوق، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله):
لمّا عرج بي إلى السماء، أخذ بيدي جبرائيل، فأدخلني الجنة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة، وحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة.

فضل فاطمة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
فاطمة سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين، وإنّها لتقوم في محرابها، فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين .

خطبة الزواج

ـ ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، خطب بها رسول الله لما زوج النور من النور، علياً من فاطمة.
الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بحكمته، وأحكمهم بعزته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد، ثم إن الله عز وجل، قد جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، نسخ بها الآثام، وأوشج بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال عزّ وجل، (وهو الّذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً) فأمر الله يجري قضاءه، وقضاؤه يجري إلى قدره، وقدره يجري إلى أجله، فلكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو الله من يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب.
ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي، وقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة.

نثار زواج فاطمة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: في الحديث أن أم أيمن قالت ـ يوماً ـ لرسول الله: إنك زوجت فاطمة فلم تنثر عليها ما ينثر على العرائس: فأجابها:
يا أمّ أيمن، لم تكذبين؟ فإن الله تعالى لما زوج فاطمة عليّاً، أمر أشجار الجنة أن تنثر من حليّها، وحللها، وياقوتها، ودرّها، وزمرّدها، وإستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون.

فاطمة في الجنة

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، روى بريدة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
إن ملك الموت خيّرني، فاستنظرته إلى نزول جبرائيل، فتجلّى ابنته الغشي، فقال لها: يا بنتي! احفظي عليك، فإنك وبعلك وابنيك معي في الجنّة.

إبراهيم فداء الحسين

ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: خير الله النبي بين ابنه إبراهيم وسبطه الحسين فاختار الحسين على إبراهيم، وقال:
إن إبراهيم أمّة أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأمّ الحسين فاطمة وأبوه عليّ ابن عمي ولحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنها. يا جبرائيل يقبض إبراهيم فديةً للحسين.
وعلى أثر هذا الحادث كان النبي يرشف ثنايا الحسين ويقول: ـ فديت من فديته بابني إبراهيم.
ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .