بسمه تعالى
عفر انتين لسه صغيرة على الدنيا ، ولو أردتي أن تعرفي الذوق على أصوله يا وخيتي إسئلي البابا أو الماما فإن كانوا مخضرمين مثل أمي وأبي فسوف يخبرونك إن عهد الذوق وأهل الذوق بادوا منذ سنين أزفت ولم يعد لذوقهم ذكر سوى بعض الحكايا القديمة التي تروى على لسان الحبابة والجدة الحنونة ، عندها ستعرفين إنه مع ظهور التقنيات الالكترونية وطغيان الطفرة المادية وانكباب المجتمع البشري على الحضارة الزائفة أفقدتهم الاحساس بالذوق بل يمكن إن البعض فقد نكهة التذوق فلم تعد لحواسه الخمسة من أثر على تفكيره فالعين تنهشك قبل أن تنظر لها بكل وداعة والأذن تسترق السمع وأنت تتحدث عبر الموبايل مع أختك أو أخوك أو أيّا كان واللسان ياخرابي هذا اللسان الذي لم يترك كلمة قبيحة أو ساذجة أو ضعيفة أو لنقل تافهة إلا وتحدث بها ، وكل ذلك كوم والسلوك فيما بين الناس كوم ثاني فالسلوك والتعامل بين أبناء البشر صار أعظم من تعامل قانون الغاب ، فالحيوانات على الأقل إسمهم فيهم حيوانات غير قادرة على التعقل واستخدام عقلها هذا إذا كان لها عقل وإلا هي بهيمة من بهائم الأنعام لا تعرف معنى العقل والعقلانية ، والأدهى والأمر إن البشر باتوا مثل البهائم بل هم أضل ففقدوا أبجديات التعامل الانساني وصاروا يلاحقون شهواتهم وغرائزهم ويرتفعون بقلة ذوقهم إلى مصاف النبلاء وهم فقراء إلى النبل والشهامة والذوق الرفيع .. !!
لم ترين شيئاً أختي المبجلة ، وأدعوا الله أن تكبرين وتشيخين قليلاً لتكوني مخضرمة زمانك وتتعرفي على ما مفاجآت الزمن وما يخبئه لك المستقبل ، وإن غدا لقريب وما الصبح ببعيد ، ووقتها ستقولين صدقت يا عبد الله فلقد عشت رجباً وشفت عجباً ووالله إننا نفقد حواسنا كلما فقدنا سني عمرنا وبتنا إلى الكارثة أقرب مما مضى من أعمارنا ، وكيف لا نقترب إلى الحضيض وهناك جبهات تغزو أفكارنا وتعيش معنا في بيت واحد وتشاركنا أكلنا ومشربنا وملبسنا ونحن إليها نسير وكأن على رؤوسنا الطير لا نفقه ما نقول ولا ندرك ما نتحدث به ونسير في الظلام وأعيننا مغضمة الأجفان وننظر إلى الأمام ونقفل أعيننا عن الأمس ومبادئ الأمس وقيم الأمس .. !!
سوف نرى إلى أين يؤدي بنا هذا الطريق ولا نسأل الله إلا حسن الخاتمة وعندك نحتسب يا الله ..!
تحياتي لكم على إتاحتكم هذه الفرصة لي لأعبر عن مخزون كاد يطفح فألقيت به على أنظاركم..!
يوم سعيد




رد مع اقتباس
المفضلات