بسمه تعالى
رغم قبح السرقة وفداحة ما ينتج عنها من حسرة وألم إلا أنها في نفس الوقت تعتبر من كبائر الذنوب لفداحة آثارها في نفوس الضحايا ، إن السرقة ما هي إلا عبث بالحقوق الشخصية وجهض للأتعاب والجهود الذاتية وتمثيل بالضحية وتشويه للنفس وتجريح للعزة والكبرياء 0
وقد كنا نعتقد بحسب قصور فهمنا إن السرقة موقوفة على سرقة الأموال وسرقة الأشياء الخاصة حتى فهمنا إن هناك من يسرق الحقوق الفكرية ويتعدى على جهود غيره فيسرق قصيدة ويسرق حتى فكرتك قبل أن تلج إلى حيز الوجود ، فنندهش من قذارة هذه النفوس ومكرها وخبثها ..!! فهل وصلت جراءة الإنسان أن يتجاوز كل الأنظمة الأخلاقية ليختلس حتى الحلم الجميل الذي يشغل بال أخيه الإنسان ؟؟ هذا هو الإجرام والإرهاب بعينه فمنذ متى أصبح الاعتداء على الأحلام سرقة والحلم لا زال ولم يزل وليداً يداعب مخيلة صاحبه ، حلم أشبه بالجنين يدور في صومعة رحم الخيال .. !! فلا يلبث أن يبتسم في وجه صاحبه حتى تنقض عليه جرذان الأقبية المسعورة لتلتهم هذا الحلم الطفولي وتقتل في صاحبه الرغبة في الوصول إلى التمتع بهذا الحلم البعيد .. !!
فعلاً قسوة عارمة تتخبط في نفس هؤلاء السراق الذين فقدوا أجل وأسمى الإنسانية وأصبح التطفل والنمو على آلام غيرهم صفة خبيثة تسري في دمائهم .. !! بات الانسان يخشى على نفسه أن يحلم وأن يفكر حتى لمخيلة أن تسرح لتنشئ علاقة منسجمة بين العقل وخياله حتى لا يلمحه أحد الجناة ليقض مضجعه ويفتك بأحلامه ويغتال أفكاره .. !!
تحياتي للجميع لاسيما ناقل الموضوع الأخت الكريمة
يوم سعيد




رد مع اقتباس
المفضلات