بسمه تعالى
أعود إليكم بعد أن قمت بزيارة خاطفة في أروقة وأزقة وزوايا هذا المهرجان الطيب والذي أعادنا في بعض عروضاته إلى ماضينا الأصيل حيث الصيد والأثاث والأدوات المستخدمة في الطبخ والإنارة وقد أضفى هدير البحر المتلاطم وثرى الأرض الصفراء نوعاً من العبق الزكي ، تنقلت بين المواقع ودققت النظر إلى كل عرض فوجدت فيه حكاية قديمة تنطق بلسان الأمس وتنثر في أصداء ذاكرتنا بعض الصور الجميلة والبريئة ، وقد غفت أعيننا على طبيعة الذات الانسانية التي اندرست في خفايا الأمس البعيد وقد غصنا في مواويل الضحكات الصاخبة التي يطلقها الأطفال وهم يلعبون ويتنقلون بين المساحات المغلفة بالأفكار التراثية 0
زيارتي لهذا المهرجان قد استغرق بعض الدقائق السريعة التي فرّت من بين عقارب ساعتي ولم أشعر بنفسي إلا وظلام الليل يسربل رؤوسنا ، فما لقيت حيلة سوى أن أجر رجلي إلى بوابة الخروج وعيني تراقب المكان وتستجدي العودة ، فكل الأعين مستغرقة النظر في معايشة القصص القديمة والصراع الأزلي بين الماضي والحديث وروائح الماضي تلاحقني وأنا أخطو آخر خطوة لي مودعاً هذا المكان العريق متمنياً أن أعود إليه لأعانقه مرة أخرى وهو في حلة متطورة .. !!
فعلاً المهرجان يقف خلفه جنود نجحوا في إخراج المهرجان في أحلى تنظيم وفي أبهى صورة ، أشد على سواعدهم وأدعوا لهم بالتوفيق والنجاح في تنظيم مثله خلال السنوات المقبلة 0
تحياتي للجميع
يوم سعيد