بسمه تعالى
مساء البارحة .. !! هبّت نسائم الشتاء الباردة التي غابت طويلاً ولكنها قررت في هذه الليلة أن تداعب نفسية الناس لتشرح صدورهم ، فلقد طال الانتظار واشتاقت رياحين الأرض لأن تستنشق بعض قطرات الندى على أديم جفونها وهذا ما حدث ليلة البارحة فلقد رسمت تلك الزخات المطرية بعض خطوط الفرح على جبين ذلك الصبي وتلك الفتاة وانطلقت أهازيجهم طرباً وفرحاً وقد اعتقد المنظمون والمسئولين عن مهرجان الدوخلة إن تلك النقاط المتناثرة سوف تفسد عليهم بعض الفعاليات وسوف تعطل وتعرقل سير المهرجان إلا أن الأمر عدّى بسلام واستردت الأنفاس لياقتها لتصبح على خير وتنتظر شمساً تنعش خمائل القلوب وتهدئ من روعة عليل البحر .. !!
خلّفت هذه القطرات بعضاً من الجو القارس الذي دفع بالزوّار الكرام إلى توخي الحيطة والحذر خيفة أن يطرحهم فراشهم فارتدوا الملابس الثقيلة وتبدّلت الملابس من اللون الأبيض الخفيف إلى اللون الأسود الثقيل وأخرجت النساء ما بخزائنها لتحتمي ببعض الأسلحة المضادة لهذا الهواء العنيف الذي كان عند حسن الظن فلم يكن هواءاً مسالماً بل كان مهيمناً على الأجواء المهرجانية ، والجميل في ذلك إن النساء والأطفال والرجال والصبايا تراقصن على سمفونية هذا الجو وجعلوا الأمور تسير كما لم يكن شيئاً وسارت الفعاليات كما هو مرسوم لها دون أن تختفي فرحة العيد من محيا الزوّار الكرام 0
شعرت بنشوة الزوّار ولم أشعر بشيء آخر ، وربما فرحتي المنصهرة بهم أنستني أي موسم شتاء نعيشه ، بل هي الفرحة العارمة ولفيف الناس الدافئ هو من أيقظ في قلبي الحس الساخن فجعلني أكتوي بحرارة الجو النفسي الداخلي وألتذ بالمشروبات الساخنة التي أذابت ذلك الجليد المتراكم على بعض مسام جلدي .. !!
الحمد لله فلقد وفقت ومن معي لزيارة المهرجان للمرة الثانية وربما الحلقة الآخيرة يكون لها موعد نهائي معي إن تيسرت الأمور واشتقت لرؤية ما لم أره ومن لم أتشرف برؤية ابتسامته الجميلة خصوصاً تلك القهقهات الصادرة من أفواه الأطفال البريئة وهم مندمجون مع الفعاليات .. !!
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات