قصة & خاطرة : ((لزيارته عاشقة))

[علي البحراني]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآله الانام

هناك عدة ملاحظات للاخوة والاخوات:

1- مأجورين بذكرى إستشهاد الامام الباقر(ع) ،

وكذلك بذكرى حرم الحجاج ،

وهي الليلة التي يطلق عليها أعظم من ليلة عاشوراء...

2- الذكرى الثالثة لرحيلها...

3- يحتوي هذا الموضوع على حلقات متعددة بين قصة وخاطرة...



الفاتحة لروحها الشريفة

[علي البحراني]

وعلى رغم أنها تجاوزت السبعين من عمرها إلا أنها

لازالت تستقيظ باكر الاداء صلاة الصبح في وقتها

قبل شروق الشمس المضيئة...



وبعد أن تنهي صلاتها ، والتي هي عمود دينها...



تأخذ كتاب الله وبعد تقبيله تقوم بترتيل آياته...



عندما تواجهها صعوبة في قراءة كلمة ،

أو عندما تكون غير متأكدة من صحة قراءتها للكلمة...

تقوم بمنادتي:



روح يا خلف جبدي ،

لولدي خله أيعلمك هالجلمة...

%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%

للحكاية بقية ، ترقبوها

مع محبتي/علي البحراني

[لحـ الوفاء ـن]

يسلمو ويعطيك العافيه

[علي البحراني]

في ظهيرة يوم الثلاثاء التي صادفت ذكرى إستشهاد الامام الباقر(ع)



كانت العاشقة تتنفس بصعوبة ،

فقمت بمساعدة إبنتها في تقديم إليها

مشروب غذائي ليخفف من معاناتها...



نعم ، كان عصير الطماطم...

كان عصير الطماطم الكأس الاخيرة التي تذوقته في هذه

الدنيا الفانية...



وبعد وجبة الغذاء ، ألقيت عليها نظرة لم أعرف أنها ستكون

نظرة الوداع المريرة...



وفي الساعة الرابعة ،

وبينما كنت في بيت أبنة العاشقة...

وصلني خبر وصول سيارة الاسعاف التي أمقتها بشدة ،

وبأن حالتها غير مستقرة...



وعندما كنت في طريقي إليها...

أستوقفتني السيدة:

علي ، لاتصيح أنت ريال مو جاهل!!!

ربما تكون هذه الكلمة مضحكة ،

ولكني أعتبره مسحة من الزهراء (ع) أوصلتها عن طريق حفيدتها...



لم أقوى على دخول غرفة العاشقة ،

فأكتفيت بالانتظار في تلك الصالة الموحشة!!!

[IMG]http://nabeeliraq.***********/29392.jpg[/IMG]

لا أعتقد بأن أذني سمعت خبر رحيل العاشقة ، فهي كانت صماء في تلك اللحظة...

عيني هي من سمعت الخبر عن طريق رؤيتها لابن العاشقة وهو يبكيها...

[حــــايــرة]

بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *
اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ *
ارجو المعذره فقد خذلني لساني وابت يداي الكتابه
الله يرحمها برحمته ويرحم اماتنا واموات امؤمنين

[علي البحراني]

يا كل حياتي من بعدج يمسح دمعتي!!!



منذ كنت صغيرا ،

كنت تمسحي دمعتي ،



فمن في يوم رحيلك يمسحها؟!





خرجت بلا شعور من منزلها...

وبينما كنت واقفا بحوار البيت...

توقفت سيارة بيضاء تحمل فيها (إمرأة مع أبنتها)...

فقامت أحدهما بتوجيه السؤال لي:

ما الخبر؟!

في هذه البرهة ، انعقد لساني انعقاد شديد...

أحسست بأن شفتاي ليس بمقدروهما النطق!!!

وبينكا كانتا ينتظران الاجابة...

أجبت لقد رحلت العاشقة بلا رجعة!!!

هنا كانت ردة فعل المرأة المسنة بطريقة مفجعة...

فقد ضربت براحتها اليمنى على قدمها!!!



وبعد لحظات قليلة جاء أصدقائي..

وفي لحظة كادت أن تطفر دمعة من عيني!!!

حبست دموعي في صدري ،

لانها إذا سالت ستغرق كل ما حولي...

أحسبها كالبركان تغلي ،

ستحرق اليابس و الاخضر النقي...

إلى رحمة الله يا أمي...

إلى رحمة الله يا أمي التي لم تلدني...



وكعادته القبيحة ، غيب الغروب نور وجه العاشقة!!!



وبعد تأدية صلاة المغرب والعشاء توجهنا للمقبرة لدفنها...




وفي ليلة الاربعاء ، ليلة الدعاء...

أعظم ليالي السنة ، ليلة الاحرام لكربلاء!!!

دفنت العاشقة وهي مطمئنة بأن من عشقته لن ينساها....

نعم ، لم أقل لها في أمان الله...

لم أقل لها هذه الكلمة بلساني لا والله!!!

بل ودعتها بروحي وأجابتني بلسانها :

في أمان الله يالغالي في أمان الله


آه...

بعد رجوعنا من دفنها...

توجهت لغرفتها,,,

ألقيت نظرة على سريرها ،

ربما ، أرى نور وجهها,,,

ولكني وقفت بائسا حزينا ،

لاني لم أرى جسدها...

ولكن عطر روحها ،

وخدمتها للزهراء وأولادها،،،

بعث في روحا مطمئنة عليها...

ولان آهل البيت(ع) قدوتنا وعزاءنا في مصيبتنا...

قمت بالاستماع لهذه القصيدة:

http://shiavoice.com/play-2213.html

ولان الصدفة تحمل روح الغرابة!!!

فقد كانت هذه اللطمية من أول اللطميات التي أستمعت إليها عبر الشبكة العنكبوتية!!!

وعندما أستمعت لهذا المقطع المفجع:

إنما الدنيا أعدت لبلاء النبلاء

لا أستطيع أن أصف شعوري حينها ، الا بكلمة :

السلام عليك يا أبا عبدالله

بعدها توجهت لغرفتي ، وبعدما تأكدت بأنهم انتقلوا للعالم الثاني!!!

بدأت الدموع تنهمر من عيني

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ $$$

وللحكاية بقية!!!

[بوكوثر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز علي البحراني
جبر الله مصا بكم وأعظم لكم الاجر
وخلف عليها الجنه بجوار الزهراء عليها السلام

غير مجد في ملتي واعتقا دي
صوت نا ع ولا ترنم شا دي
حتى يقول
خفف الوطء ان أديم الارض من هذه الاجساد
رب لحد قد صار لحدا مرارا ضا حكا من تزاحم الاضداد

بسم الله الرحمن الرحيم
انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر
ليلة القدر خير من الف شهر00 تنزل الملا ئكة والروح فيها بأذن ربهم من كل امر000 سلام هيه حتى مطلع الفجر صدق الله العظيم
انا لله وانا اليه را جعون
وفقك الله لكل خير اخي وابعد عنك جميع الشرور

خا دمكم بو كوثر الحياة الامل

[علي البحراني]

شكرا لكل من ضحى بوقته الثمين لمتابعة سيرة عاشقة الحسين!!!

شكرا لمن شارك بقلمه ونبضه...

شكرا لمن اجهد عينيه في رضا الله...

شكرا جزيلا لكم يا من أسميتم أنفسكم بعشاق الحسين...

وللحكاية بقية كما للبكاء بقية!!!

[علي البحراني]

في أربعينية العاشقة ، تطرق الخطيب لهذه القصة:

بينما كنت أقود سيارتي في أنحاء القرية ،

تفاجئت بإمرأة مسنة تقف على أطراف الشارع في شدة الظهيرة...

محاولة إيقاف أحد السواق...

توقفت وقلت إليها: إلى أين؟؟؟




فأجابت : لمأتم الحسين...

فقال إليها الشيخ: انتين كبيرة...ووو الخ

قالت إليه : يا ولدي...اختصرها وقول مابتوديني!!!


والباقي تعرفونه!!!




صورة نادرة لقبة سيد الشهداء(ع) بالعلم الاسود الخاص بشهري محرم الحرام و صفر المعظم...

[الفراشه الحائرة]

رحمها اللة واسكنها فسيح جناتة
رعاك اللة

[MOONY]

جبر الله مصا بكم وعظم لكم الاجر جعل مثواها الجنه بجوار فاطمةالزهراء عليها السلام

الله يرحمها برحمته الواسعه
ويسلم ايديك على الخاطره المؤثره
دمت بخير
تحياتي لك

[علي البحراني]

تمعن في الصور جيدا؟!

وقارن بين الصورة الاخيرة والصور الثلاثة الاولى...

لتكتشف سر العلاقة بين الصور الاربعة!!!



الاولاد



الذهب



الثياب



عراقية تنتظر قافلة لتقلها الى كربلاء!!!

كانت العاشقة كثيرا ما تكرر هذه الكلمة :

يايمه لا أحسد من يابت(جابت) أولاد ، ولا أحسد من لبست الذهب ،

ولا أحسد من أشترت أثياب ، ما أحسد إلا الي قبلت الاعتاب...

ونادت على ولدها في الحضره ياولدي...

وفي الحقيقة...

أن هذه الكلمة الولائية البسيطة

في تركيبها اللغوي...

الراقية في مغزاها المعنوي...

تعبر عن مدى اشتياقها إلى زيارة سيداها ومولاها أبي عبدالله(ع)

[علي البحراني]

أكتب رسالة بااالدم

لأغلى مافي بالعالم

خل الخلق كلها تعلم

أني أقسم والله متيم



كانت الحرب الخليج الثالثة قائمة بين القوات الامريكية & البريطانية

ضد الجيش العراقي بقيادة الرئيس (الخسيس) المعدوم صدام...

وكانت العاشقة تمضي الشهور الاخيرة من حياتها تتوسل لأبنها

صباحا ومساء ليأخذها لزيارة سيدها ومولاها غريب كربلاء...

العاشقة: يا ولدي,,,,

ابنها: نعم يا جنتي...

العاشقة(وهي تتباكى):ودني أزور الحسين قبل لا يأخذني البين...

يجيبها(وقلبه يألمه) : حر و حرب...

نعم ، كانت تشعر بدنو أجلها...

أرادت قبل مماتها أن تقر عينيها بالنظر لقبة سيد الاحرار...

[IMG]http://alqaffela.***********/karb.jpg[/IMG]

السلام عليك يا أبا عبدالله

[شمعه تحترق]

سلاما لروحها الطاهره الحره

وحشرها الله مع من تعشق

[علي البحراني]

لابد أن نطوي هذه الصفحة الخالدة من حياة العاشقة...

أعذروني يا أصحابي...

فمن رأى أحبابه نسى أصحابه...

نعم ، رأيتها في أحلامي ويقظتي...

نعم ، رأيتها معي في أفراحي و أتراحي...

كانت العاشقة ، نعم الام الحنونة و نعم الزوجةالصالحة...

كانت العاشقة ، نعم الام المربية و نعم الصديقة الوفية...

أعذروني لانني لم أعقب على حضوركم الغالي...

أعذروني لانني مشغول عنكم مع من كان قلبها في صدري...

الحلقة الختامية ستكون في يوم الجمعة

ياحسين إبن علي أمسح على قلبي