بسمه تعالى
بالفعل إن لخرير الماء أثر يدغدغ النفس وله ذبذبات خفية تسكن خفايا الروح فتحرك مشاعر السكينة وتهدئ من روع الانسان ، وقد كنت في أيام صباي وبينما كنت أنا والشقاوة في عز صداقتنا حيث كنت أقضي بعض الوقت في إحدى العيون المعروفة لدينا في بلدتنا القطيف وجميعكم يعرف إن تلك العيون هي عبارة عن مياه جوفية تخرج من باطن الأرض فتغذي المزارع والحقول وقد كان الأهالي يقصدونها ليقضوا في مياهها الدافئة بعض الوقت للإستحمام والاستجمام وقد كنت أنا شخصياً بعد أن أفرغ من أخذ الدوش أجلس بالقرب من السواقي والتي تسمى آنذاك بالضلوع وهو عبارة عن شق صغيرة يتفرع من العين ليمتد متجهاً إلى باقي المزارع ليغذيها ويسقي فواكهها وخضرواتها من خلال الشروب ، وأنا في الأثناء أستمع إلى صوت الماء وهو ينسكب من العين الأم إلى حيث هذه الشقوق فتحدث صوتاً أشبه بشلال الماء وهو الذي نحكي عنه بالخرير وقد كان له وقعاً موسيقيا يجعلني أفقد أعصابي وحواسي فأضيع متجولاً بين الخضرة وزقزقة الطيور وحفيف أوراق الأشجار 0
أما الآن فلا عيون ولا ينابيع ولا شئ من ذلك أبداً فقد لجأ الناس إلى البحر ليستعيضوا بذلك أصواتاً أخرى تسمى هدير البحر ومع أمواجه الصاخبة ، فأين الخرير من صوت الأمواج وهي تتلاطم وتتقاذف محدثة صوتاً همجياً وغجرياً لا ييأس منه الناس فقد تعودوا عليه وصار لهم مرمى للهموم وصديقاً حنوناً يصغي إليه المهموم وإن كانت أمواجه لا تصدر أصواتاً عذبة كخرير الماء الصادر من شلالات المياه المعروفة 0
أشكر في ذيل مداخلتي صاحب المشاركة متمنياً له المزيد من المساهمات الهادفة 0
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات