بسمه تعالى
سأبدأ في التعقيب على ما وردني من مداخلات عقباً على رأس أي ابتداءاً من الآخر وانتهاءاً بالأول ، ولذا سأبدأ بالأخ الكريم/ تأبط بودرة .. الذي أشكر فيك حسن انتقادك واختلافك معي فمن ناحية اتفاقك معي جملة أو جملتين فهذا شيء يشجعني على التجاوب معك فيما اختلفته معي بالتفصيل ، فأنا حين أشدت بالفكرة لم أنظر إلى ما هو أبعد من الفكرة ، فالفكرة في حد ذاتها من الوهلة الأولى تشي بأن هناك وعي إسمه ثقافة الرأي والنقد ، وهذا السائق أو ذاك المسؤول عنه والذي أسميته بإدارة النقل وهي الجهة الذي يتبع لها هذا السائق قد تفضلت بطرح فكرة قد لا يبتغون منها خيراً للغير فكل هدفها هو أن تتعرف على قدرات سائقها ومدى محافظته على أملاك الشركة وهذه هي الفكرة التي أريد أن أستفيد منها وأريد بلورتها في صالح المجتمع ، وإن طالبت بتعميم مثل هذه الفكرة ونقلها إلى الواقع في نطاق حياتنا الاجتماعية لم أنظر إلى السلبيات بكثر ما كنت أهدف إلى الإيجابيات وعليك أخي العزيز أن تدرك إن الأشياء الإيجابية لا تخلو من السلبيات فلو أردنا أن نشيع فكرة إيجابية تصب في مصلحة المجتمع ونتراجع عنها كونها تحمل في طياتها جوانب وأعراض سلبية لما تقدمنا للأمام أبداً ولما فكرنا أن نتطور أو نطور من واقعنا فالحد من السرعة بالسيارة وتوجيه السائقين بتوخي الحذر أثناء القيادة ومحاولة الالتزام بالقيادة في حدود سرعة معينة هي جميلة وفكرة سليمة تقلل من نسبة الحوادث ولكن من ناحية أخرى فالقيادة البطيئة جداً قد تساهم في ارباك وشل الحركة في أحيانا كثيرة ، فهل هذا يعني عدم القبول بتخفيف السرعة بحجة إن البطء والتخفيف طريقة سلبية غير بناءة ولا تخدم سلامة الآخرين 0
هذا من ناحية أما الناحية الأخرى والتي أود التركيز عليها هو الاستفادة من الفكرة وإن كانت سيئة فلا بأس أن نقنن هذه الفكرة ونضعها في الميزان ونحاول مناقشتها والاستفادة من جوانبها الحسنة ، ومثل هذا الاقتراح يشبه في تطبيقه مثل الأدوات الحادة كالسكين مثلاً فهي جيدة حين الاستفادة منها في الجوانب النافعة وهي ضارة وأداة إجرامية قاتلة لو أسئنا استخدامها فعلينا حسن الاستخدام وحسن الاستفادة حتى نصل إلى ما نصبو إليه بطريقة بناءة ..!!
على كل حال أشكرك على مداخلتك ومن الواجب أن أحترم وجهة نظرك وقد استفدت كثيراً من تعليقك وما تفكر فيه وربما يشجعني ردّك على دراسة الفكرة بشكل إيجابي ، رغم شعوري بإن هناك حديث أوسع يخص الموضوع ولكن أكتفي بما عرضته عليك 0

كبرياء .. أثمن لك مداخلتك الطيبة وأتمنى إنني استطعت إيصال ما أفكر فيه إلى حيز القبول 0

أخي الزهراني .. هذا ما ينقصنا بالتحديد ثقافة القيادة وأن نعي إن القيادة فن وذوق وأخلاق وليس كل من تسنم الناقة أصبح خيالاً ، ومن اللامقبول أن نستعين دائماً بهذا البوري الذي لم يصمم إلا للأوقات الحرجة فهل تصدقني أخي هناك دول متقدمة لا تستخدم البوري إلا في أضيق الظروف وأندرها وقد يصدأ هذا البوري لقلة استخدامه وهذا دليل وعي نفتقد إليه نحن في حياتنا .. !!

سناريو .. ينبغي عليّ أن أقدم لك شكري على مداخلتك وإشادتك لي ، وأنا مثل غيري يعاني من هذه الظاهرة التي لم نجد لآرائنا واقتراحاتنا وشكاوينا إذن صاغية ترحب بانتقاداتنا ، فلو ارتفعنا بمستوانا الثقافي قليلاً وفتحنا قلوبنا للآخرين ورحبنا بالآراء لتفادينا الكثير من السلبيات وسرنا جميعاً إلى الارتقاء بمجتمعنا ولي في هذا الصدد مثالاً عشته على الواقع في إحدى زيارتي لمملكة البحرين الشقيق حيث اضطررت أن استخدم النور العالي لإنني انزعجت من طريقة قيادته فقد أردت تجاوزه ولكنه التزم في مساره مما اضطرني إلى لفت نظره بالنور العالي الذي أغشى بصره مما جعله يصر على البقاء في مساره دون أن يفتح لي مجال للتجاوز وبعد أن أصابني بالإعياء فسح لي المجال وأنا أمر بجانبه لوح لي بأصبعه بطريقة توحي إن ما فعلته غير مقبولاً فعرفت إنني ضيف وعلى الغريب أن يكون أديب في مثل هذه المواقف 0

أخي جريح الروح .. هذه الأنماط الشخصية هي ما تجعلنا نتنازل عن حقوقنا في كثير من المواقف الحرجة فالمشكلة إننا نبلع الطعم ونقفل أفواهنا على كمد وعلى مضض ، حتى وإن كنا على الحق فما يحدث من قبل الآخرين يجعلك تتغاضى وتقفل على نفسك الباب خيفة أن تنطق بالحق فتصادر وتصادر حريتك ، وهذا يتوقف على الوعي الثقافي في بعض الشرائح التي لا زالت بحاجة إلى الارتقاء بنفسها حتى يعيش الجميع في أمن وأمان 0

أختي نوارة الدنيا .. من الجميل جداً أن تلتقي بمثل هذه العقول الواعية والتي تستوعبك قبل أن تستوعبها فلو تكرروا مثل هذه الأشخاص لما ترددنا في إبداء شجاعتنا في طرح آرائنا ، ولكن من النادر أن تصطدم بمثل هذه العينات الجميلة مما يجعلك تتسامح وتتجاوز عن الخطأ وتترفع عن الهدرة والثرثرة وتقدم إعتذارك بشدة حتى تتفادى أي اشكالات 00!! والحمد لله على سلامتك في مثل موقفك هذا الذي قلما يسلم الشخص على نفسه ، فالتوتر الذهني لدى بعض الأصناف يجعلهم غير قادرين على امتصاص الموقف وغير مرنين مع التعاطي بطريقة لبقة فلا يرتاح لهم بال حتى يردوا اعتبارهم بكلمة نابية كأقل الاحتمالات !! وقد شهدت اشتباكاً بين إمرأتين في إحدى الأسواق العامة بمنطقتنا وقد خجلت على نفسي وأنا أرى وجوه هاتين المرأتين وشعرهن المتطاير والجمهور يحاول تهدئة الموقف ، وقد كان السبب هو الاصطدام العفوي بسبب شدة الازدحام ولكن واحدة من هاتين المرأتين لم يعجبها أن تجعل الموقف يمر مرور الكرام فلم تتمالك أعصابها وقد طولت لسانها على الأخرى والأخرى لم تتعامل مع الموضوع بحكمة مما جعل التحام الألسنة والأيدي على قدم وساق وحدث ما حدث 0

في الآخير وقد أطلت عليكم فنحن بحاجة إلى ثقافة الإرشاد والتقبل للرأي الآخر ، وقد تعترضنا بعض العوائق ونحن نطبق مثل هذه الثقافة لكننا حتماً سنصل إلى نتيجة طيبة 0

تحياتي
يوم سعيد