رُوي‌ عن‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ كتاب‌ «مصابيح‌ الأنوار» عن‌ أبي‌ ذرّ الغفاري‌ّ قال: كُنْتُ سَائِراً فِي‌ أَعْرَاضِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَليهِ السَّلاَمُ إِذْ مَرَرْنَا بِوَادٍ وَنَمْلُهُ كَالسَّيْلِ سَارٍ. فَذَهَلْتُ مِمَّا رَأَيْتُ، فَقُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ جَلَّ مُحصِيهِ!
فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السَّلاَمُ: لاَ تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ! وَلَكِنْ قُلْ: جَلَّ بَارِيهِ! فَوَ الَّذِي‌ صَوَّرَكَ إنِّي‌ أُحْصِي‌ عَدَدَهُمْ وَأَعْلَمُ الذَّكَرَ مِنْهُمْ وَالأنْثَي‌ بِإذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.


ورُوي‌ عن‌ عمّار بن‌ ياسر أنّه قال: كُنْتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السَّلاَمُ فِي‌ بَعْضِ غَزَوَاتِهِ؛ فَمَرَرْنَا بِوَادٍ مَمْلُوٍّ نَمْلاً. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! تَرَى يَكُونُ أَحَد مِنْ خَلْقِ اللهِ يَعْلَمُ كَمْ عَدَدَ هَذَا النَّمْلِ؟! قَالَ: نَعَمْ يَا عَمَّارُ! أَنَا أَعْرِفُ رَجُلاً يَعْلَمُ كَمْ عَدَدَهُ؟ وَكَمْ فِيهِ ذَكَرٌ؟ وَكَمْ فِيهِ مِنْ أُنْثَي‌؟!
فَقُلْتُ: مَنْ ذَلِكَ يَا مَوْلاَي‌َ الرَّجُلُ؟!
فَقَالَ: يَا عَمَّارُ! مَا قَرَأْتَ سُورَةَ يَس: «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ»؟!
فَقُلْتُ: بَلَي‌ يَا مَوْلاَي!
قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الإمَامُ المُبِينُ!



ورُوي عن‌ الشيخ‌ الصدوق‌ ابن‌ بابويه القمّي، بسنده المتّصل‌، عن‌ أبي‌ الجارود، عن أبي جعفر محمّد بن‌ علي الباقر، عن أبيه، عن‌ جدّه عليهم‌ السلام، قال‌: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَی رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَينَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ» قَامَ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ مَجْلِسَيْهِمَا فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هُوَ التَّورَاةُ؟
قَالَ: لاَ.
قَالاَ: هُوَ الإنْجِيلُ؟ قَالَ: لاَ.
قَالاَ: فَهُوَ القُرْآنُ؟ قَالَ: لاَ.
قَالَ: فَأَقْبَلَ عليٌّ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عليه السَّـلاَمُ، فَقَالَ رَسُـولُ اللهِ صَلّى‌ الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: هُوَ هَذَا! إنَّهُ الإمَامُ الَّذِي‌ أَحْصَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَی‌ فِيهِ عِلْمَ كُلِّ شَي‌ءٍ.



ورُوي‌ عن‌ ابن‌ عبّاس، عن‌ أمير المؤمنين‌ صلوات‌ الله‌ عليه أنّه‌ قال:
أَنَا وَاللهِ الإمَامُ المُبِينُ؛ أُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ؛ وَرِثْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ.