كلمة
بها يتبين ان للانسان نفوسا عديدة وان بعضها يختص بالخواص
روي عن أمير المؤمنين (ع) (إن للأنبياء وهم السابقون خمسة أرواح روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن . فبروح القدس بعثوا الأنبياء وبها علموا الأشياء ، وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم ، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء ، وبروح البدن دبّوا
(1) البحار ج 34 ص 309 باب حدوث العالم .
(2) العوالي : ج 4 ص 99 ح 141 .
(3) الكافي : ج 1 ص 438 ح 1 .
(4) عن الاعتقاد : ص 75 كما في البحار : ج 6 ص 249 .
(5) بصائر الدرجات : ج 2 ص 83 .
(6) العوالي : ج 4 ص 121 ح 200 .
(7) العوالي : ج 4 ص 122 ح 202 .
(8) قولهم من دب ودرج اي من كان حيا فمشى ومن مات فطوى أحواله . المفردات .
ودرجوا
(9) قال : (وللمؤمنين وهم أصحاب اليمين الأربعة الأخيرة ، وللكفار وهم أصحاب الشمال الثلاثة الأخيرة كما للدواب في لفظ هذا معناه)(1) .
وعن كميل بن زياد قال : (سألت مولانا عليا أمير المؤمنين (ع) فقلت : يا أمير المؤمنين اريد أن تعرفني نفسي ، فقال : يا كميل واي الانفس تريد أن اعرفك ؟ فقلت : يا مولاي هل هي إلا نفس واحدة ، فقال (ع) : يا كميل إنما هي أربعة : النامية النباتية والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الالهية ، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيّتان .
فالنامية النباتية لها خمس قوى : ماسكة ، وجاذبة ، وهاضمة ، ودافعة ، ومربية ، ولها خاصيتان : الزيادة ، والنقصان ، وانبعاثها من الكبد ، والحسية الحيوانية لها خمس قوى : سمع ، وبصر ، وشم ، وذوق ، ولمس ، ولها خاصيتان : الشهوة ، والغضب ، وانبعاثها من القلب ، والناطقة القدسية لها خمس قوى : فكر ، وذكر ، وعلم ، وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث وهي أشبه الاشياء بالنفوس الملكية ولها خاصيتان : النزاهة والحكمة ، والكلية الالهية لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعز في ذل ، وفقر في غناء ، وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان : الرضا والتسليم ، وهذه التي مبدؤها من الله وإليه تعود ، وقال الله تعالى : «ونفخت فيه من روحي»(1) وقال تعالى : «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية»(2) والعقل وسط الكل)(3) .
وروي (ان أعرابيا سأل امير المؤمنين (ع) عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل فقال : يا مولاي هل النفس أنفس عديدة ؟ فقال (ع) : نعم نفس نامية نباتية ، ونفس حسية حيوانية ، ونفس ناطقة قدسية ، ونفس إلهية ملكوتية كلية .
قال : يا مولاي ما النامية النباتية ؟ قال : قوة أصلها الطبايع الاربع بدو إيجادها مسقط النطفة ، مقرها الكبد ، مادتها من لطايف الأغذية ، فعلها النمو والزيادة ، وسبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة .
فقال : يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية ؟ قال : قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها
(9) الكافي : ج 2 ص 282 .
(10) الكافي : ج 2 ص 283 (بالمعنى) .
(1) سورة الحجر : الآية 29 .
(2) سورة الفجر : الآية 27 ـ 28 .
(3) البحار : ج 58 ص 85 باب حقيقة النفس ...
الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات ، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عودممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها .
فقال : يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية ؟ قال : قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية ، مقرها العلوم الحقيقية الدينية ، موادها التأييدات العقلية ، فعلها المعارف الربانية ، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية ، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة .
فقال : يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية ؟ فقال : قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت وإليه دلت وأشارت وعودتها إليه إذا كملت وشابهته ، ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال فهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى ، من عرفها لم يشق ، ومن جهلها ضل سعيه وغوى .
فقال السائل : يا مولاي وما العقل ؟ قال : العقل جوهر درّاك محيط بالاشياء من جميع جهاتها ، عارف بالشيء قبل كونه ، فهو علة الموجودات ونهاية المطالب) .
المفضلات