2ـ الطاعة:
من المفاهيم الخاطئة التي يقع فيها الزوج والزوجة أيضًا هي اعتقاد بعض الرجال أن زوجته لا بد أن تطيعه في كل شيء من غير نقاش أو محاورة
وكذلك اعتقاد بعض النساء أنهن لا بد أن يطعن أزواجهن حتى وإن كان في ذلك معصية لله عز وجل المفهوم الصحيح للطاعة: لقد أوجب الإسلام على الرجل النفقة للمرأة وهي في بيت الزوجية، وأوجب عليها في مقابل ذلك طاعتها له، فإذا نشزت وتركت بيت الزوجية بلا إذنه بغير وجه شرعي، فإن ذلك يسقط نفقتها، ولقد قررت الشريعة الإسلامية بجميع مصادرها حق الزوج على الزوجة بالطاعة، إذ عليها أن تطيعه، وأن تجتهد في تلبية حاجاته، بحيث يكون راضيًا شاكرًا
ونجد ذلك بقول النبي صلى الله عليه واله وسلم في الحديث النبوي الشريف: 'إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها' ولكن لهذه الطاعة حدودًا لا بد أن يعلمها كل من الزوج والزوجة, على أن هذه الطاعة المفروضة على المرأة لزوجها ليست طاعة عمياء وليست طاعة بدون قيد أو شرط أو حدود, وإنما هي طاعة الزوجة الصالحة للزوج الصالح التقي، التي تعتمد على الثقة بشخصه والإيمان بإخلاصه والصلاح في تصرفاته والطاعة المبنية على التشاور والتفاهم تدعم من كيان الأسرة وأحوالها وتزيد من أواصرها وقوتها, فالمشاورة بين الزوجين واجبة في كل ما يتصل بشؤون الأسرة، بل إنها يجب أن تمتد إلى كل ما يقوم به الرجل من عمل، فليس هناك كالزوجة المخلصة الصادقة مستشار، تعين زوجها وتهديه بعواطفها وتحميه بغريزتها وتغذيه برأيها،
وقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن في بعض الأمور الهامة
وهذه الطاعة مقيدة بأن لا تكون في معصية لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق,
فإذا طلب الزوج من زوجته ارتكاب أفعال فاحشة أو الظهور في الأماكن العامة متبرجة كان لها أن تعصيه, كما أن الطاعة محددة بآثار الزوج فلا تتعداها إلى غيرها, فليس للزوج أن يمنعها من التصرف في مالها على أي وجه، والتزام الزوجة بالطاعة ليس قيدًا على حريتها أو ضربًا من التعسف, وإنما هو الحفاظ عليها من الفساد وإعانة لها على أداء وظيفتها في الأسرة فالنشوز من جانب الزوجة في بعض صوره إذا امتنعت عن الفراش وقد دعاها زوجها وليس لديها عذر مانع
المفضلات