دخل المكتب وقعد يفكر بأخته وباللي قاعد يصير لهم ، وبنفس اللحظة كان حمد طايف قبال مكتبه ومبين عليه التعب والارهاق.. انتبه له محمد وناداه:" حمـد ،، حمد.."
التفت لصوت محمد ورجع لمكتبه ، وبرود وشرود:" هلا."
محمد:" تعااال اقعد."
قعد حمد والقهر بياكله من اول شعرة لآخر شعرة بجسمه..
محمد:" ابي اكلمك شوي."
حمد:" خير."
محمد:" الخير بوجهك ياخوي...امممممم احسك متغير وايد هالايام صار لك اسبوع وانت موعلى بعضك ممكن اعرف شفيك؟ والامايخصني؟"
إبتسم إبتسامة باردة وقال:" تبي تعرف شفيني ؟ كل اللي صار وتسأل ليش متغير؟"
محمد:" انت تحبها؟"
حمد:"............ كنت...!!"
محمد حس بألم يوم سمع حمد يقول جذي لكنّه كان متأكد ان كلامه هذا مومن قلبه.. سكت شوي وسأله:" زين اذا كنت تحبها ليش عافس خلقتك جذي ، اللي يشوفك كأن ميت من عندك احد."
حمد:" سامحني على كلمتي هذا بس لوماتت احسن لي من اللي شفته وكان ممكن يصير."
محمد:" تدري ياخوي آخر شي كنت اتوقعه منها هالتصرف هذا ، وهي آخر وحدة ممكن اتخيلها تسوي جذي سمر انسانه حبوبة شفافة وصريحة دائماً مدري ليش سوت جذي."
حمد:" يمكن الفراغ العاطفي ، تدري تحسفت ان ماقلت لها اني احبها جان ماصار اللي صار."
محمد:" تصدق من ذاك اليوم اللي طقيتها فيه وانا مااكلمها حاس انها انسانه غريبة عني مو اختي الخلوقة اللي كنت اعرفها، تدري اني مااكلمها ودائماً اطالعها بنظرات تحسسها بالذنب وألومها بكل لحظة اطيح عيوني بعيونها أو المحها فيها."
حمد:" اذا انت تقول جذي عجل انا شقول اللي شفتها بآخر لحظة كانت ممكن تضيع فيها عمرها، كان ودي أذبحهم اثنينهم والله لولا ان ناصر وانا انشغلنا بضربه ماكنت هديتها."
محمد:" والله تحمد ربها اني ماكنت موجود تصدق كنت قتلتها بلحظتها."
طالعه حمد بخوف واستغراب:" طلعت اجرامي بعد."
محمد:" هههههه امزح وياك ، بس كنت بذبحها من الطق لين تتعب يدي خخخ."
حمد:" شكلك ماخذ السالفة طناز اشوفك قاعد تنكت."
محمد:" من القهر ياخووك من القهر، اقول موكفاية المشاكل اللي تتحاذف علينا من كل صوب اتجينا هالسمر هذي وتكملها."
حمد:" أي تعال شصار على سالفة بوعمر سمعت ابوي يتكلم وياامي بس ماكان لي خلق اسأله عن شي."
محمد:" مدري والله بس هو محبوس الحين بالمركز واكيد بحولونه للجنائيات وبعدها السجن المركزي الله لايبلانه."
حمد:" حسبي الله عليه من رجال ماخلى احد في حاله."
محمد:" انا بس اشوفه تلوع جبدي منه ، مااتخيل شوق ماخذه هالرجال هذا لكن الحمدالله الله رزقها بواحد مثل القمر."
حمد:" أي قمر؟ ايييييه ايييه نسيت السبال بعيون امه غزال."
محمد:" تخســـي انا سبال عجل انت شتطلع اخو السبال."
ضحك وقال:" تصدق ضحكتني وانا مابي اضحك."
محمد:"زين ماقلت لي وش نسوي وياها."
حمد:" من؟"
محمد:" سمر من غيرها بعد..."
حمد:" مدري والله...." سكت ونزل راسه كان يتمناها اكثر من أي واحد بالدنيا بس اللي سوته خلاه ينقلب فوق تحت ويطالعها بنظرة ثانية..
محمد:" شفيك سرحت...؟"
حمد:" لاماسرحت بس قاعد افكر وش بتسوووي وياها."
محمد:"تصدق ساعات افكر واقول اول شخص يتقدم لها بخليها تتزوجه غصباً عنها."
بإستغراب وضيق:" انقلع انت وياافكارك."
محمد:" شفيك عصبت.. قلت انا شي غلط."
حمد:" عجل تزوجها لأول واحد يتقدم لها وافرض جاها واحد شيبه والاراعي سوالف بتعطيها اياه."
محمد:" مولهذي الدرجة ياأخي بس ..... مدري مدري انا نفسي محتار شسوي وياها، ياليت نرجع مثل قبل."
حمد:" موقادر انساها."
تنهد محمد وقال:" ولاقادر ترجع تحبها صح؟"
حمد:" ساعات اقول بنسى اللي صار وببدأ حياة جديدة وياها ، وأحمدالله انها ماسوت شي اكبر من اللي سوته واقول اكيد هي موقصدها وبسذاجتها قدر يلعب عليها هالنذل سعود. بس مااقدر أردّ اقول هي وين عقلها يوم تسوي سواتها ، هي انسانة فاهمة وواعيه ليش تغلط هالغلطة ، هذا عندك بعض البنات ليش مايفكرون مثل مافكرت هي..؟ ليش ماتهمهم هالسوالف لييش هي تغلط وتضيع عمرها وشرفها بهالطريقة هذي."
محمد كان يسمعه وساكت وبعد ماخلص كلامه ابتسم له وقال:" كل اللي تقوله صح وعندك حق بكل شي ، بس مدري لين افكر فيها بعقل وبدون عصبية اقول انها بنت وممكن أي بنت تغلط هالغلطة واكثر وتندم وينصلح حالها وتبدأ حياة جديدة، انا أحمِدربي على انك كنت موجود هناك والاكانت ضاعت من ايدنا.اكيد انها الحين متحسفة ومتحسرة على اللي سوته وندامانه اكثر مماتتصور انا اعرفها زين ، واتمنى انها تبدأ حياتها من جديد وتنسى اللي صار كله يمكن اساعدها اذا شفت انها فعلاً ندمانه..."
حمد:" اتمنى انك ماتخليها تضيع يامحمد."
محمد:" لاتخاف وانا اخوك ، وان شااءالله نقدر نمحي هالمشكلة من حياتنا وحياتها للأبد."
بحزن وشوية أمل:" ان شاءالله."

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
الساعة 3 الظهر..
سحر كانت قاعدة تسولف ويااختها والسوالف ماتخلص وياها.. وفجأة سمعوا صوت امهم تهلهل ركضوا ثنتينهم بسرعه يشوفون وش سبب الزغاريد..
ام فيصل وهي تحضن ولدها:" الف مبروك ياوليدي .. الف الف مبروك."
العنود:" شصاير."
التفتت لها امها وقالت:" اخوج خلاص ليلة باجر زواج اخوكم."
سحر طالعته بحزن وضيق ومن غير ماتبارك له ركضت لفوق.. طالعها فيصل والضيق واضح بعيونه ، اما العنود قالت له:" الله يوفقك .. عن اذنكم." وتركتهم وراحت لأختها.
فيصل:" شفيهم يمه؟ شكلهم متضايقين."
ام فيصل:" ماعليك منهم دلع بنات."
فيصل:" زين انا الحين بمشي قبل لايرجع ابوي."
ام فيصل بضيق:" اقعد لاتروح."
فيصل:" انتي تعرفين ان ابوي مايبيني بالبيت وانا مابي اسبب لج مشكلة وياه.. يالله يمه مع السلامة."
ام فيصل:" الله يحفظك ويحرسك يارب."
بعد ربع ساعه من طلع فيصل رجع ابوه من الشغل.. ركب فوق بدّل ثيابه ونزل يتغدى وهو يتغدى كانت ام فيصل قاعده صوبه وتفكر بولدها وشلون تقنع ابوه بزواجه من نجلاء.. لاحظ بوفيصل حوستها وسرحانه:" شفيج شكلج تبين تقولين شي وموعارفة."
ام فيصل:" هااا انااا..؟!"
بوفيصل:" عجل انا قولي شعندج."
ام فيصل:" انت تدري شفيني."
بوفيصل وفهم قصدها:" قلت لج هالسيرة مابي اسمعها بهالبيت ، ومابي نتهاوش لاتشوفين شغلج."
ام فيصل:" واللي يرحم والديك مايصير تحرمني من ولدي ، وبعدين شفيها لين تزوج من حقه انه ياخذ ثنتين وثلاث واربع."
بوفيصل:" انا مومعارض زواجه كثر مومعارض الطريقة اللي صار فيها زواجه واسبابه، والاتحسبين ان الله غافل عن اللي سويتيه في بنت اختج المسكينة والا اللي هو سواه."
بكل غطرسه:" ماسوينا شي وبعدين ولدي ومن حقه يجيب عيال."
بعصبيه:" اقووول سديتي نفسي عن الاكل الله لايبارك فيج."
وقام مقهور منها ومن سوايا ولدها.. وقبل لايطلع من غرفة الطعام قالت له:" باجر زواجه لاتحرمه من وجودك وياه."
بوفيصل مشى ومارد عليها ولابكلمة.. كان محروق من داخلة وموقادر ينسى الأشياء اللي سوتها زوجته فيه وفي نجود البنت اللي طول عمرها كانت تحترم خالتها رغم قسوة كلامها ومعاملتها السيئة وياها.
وبحجرة سحر..
سحر:" موقادرة اتحمل كل اللي قاعد يصير موقادرة اتصور اني السبب في كل تغيير في بيتنا."
العنود:" لاتقولين جذي ، اخوي لوماكان مقتنع بزواجه مابيتزوج."
سحر:" كل مني ومن امي ثنتينا كنا سبب بخراب بيته وتدمير حياة نجود المسكينة."
العنود:" هذا الظاهر نصيبهم ولمقدّر لهم وصدقيني كل واحد ياخذ نصيبه بهالدنيا وش دراج يمكن نجود تاخذ واحد غير فيصل وتعيش حياتها سعيدة.."
سحر:" اتمنى من كل قلبي."
وعلى ماهم يسولفون ويخططون لحياة افضل رن تلفون سحر لكن كان مسج مواتصال..
(( سحر خلاص مابقى لي غير ايام او ساعات معدودة وافارق هالدنيا ، ارجوج تحملي بعمرج ولاتنسيني من الدعاء.. ميثة ))
نزلت دموع سحر غصباً عنها يوم قرأت المسج ، طالعتها العنود بإستغراب وفضول وسألتها:" شفيج خوفتيني."
سحر وهي تمسح دموعها:" ميثة."
العنود:" شفيها؟"
سحر:" بتمووووت..!!" قالتها وانفجرت بالصياح ماكانت تتخيل ابد ان اعز صديقاتها تنتهي حياتها بهالسرعه ولسبب دنيئ..!!
عنود ماكانت فاهمه شي:" ليش بتموت شفيها؟ هي مريضة؟"
مسحت دموعها ورفعت راسها عن لمخده:" مريضة... ومريضة وااايد ومالها أمل بالحياة."
العنود:"لاحول الله ليش تقولين جذي مافي شي بعيد عن رب العالمين. زين ماقلتي شفيها."
سحر:"....................الأيدز."
العنود:" اعوووذ بالله اعوووذبالله من وين جاها هالبلاء.."
سحر تمت ساكته ومانطقت بأي حرف ، حست العنود ان اختها ماتبي تقول السبب بس كل اللي قدرت تقوله لها:" الله يرحمها بالدنيا والآخرة ويعينها على ماابتلاها."
سحر:" آمين... عنود أبي اروح ازورها اتيين وياي."
العنود:" مافيها شي نروح ليش لا."
ابتسمت لها واستانست بأختها ، وهذي اول مرة يطلعون فيها ويابعض بروحهم:" مشكورة الله لايحرمني منج."
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^