الصبح الساعة 7:45 ...

دخلت الخدامة الصالة وحاملة بيدها مجموعة ظروف كانوا بصندوق البريد.. شافتها نجود وهي طالعه من المطبخ بعد ماتريقت:" عطيني اياهم."
عطتها اياهم وراحت لشغلها، أما نجود فقعدت على اقرب كنبه ، وقعدت تقلب بالظروف وانتبهت لظرف كان مكتوب عليه اسمها من المحكمة.. دقات قلبها صارت تتسارع يوم فتحت الظرف.. وهي تقرأ المكتوب كانت دموعها تنزل على الكلمات، الورقة كانت ورقة طلاقها من فيصل اللي ماتأخر بتنفيذ طلبها..!!

كان محمد نازل من فوق وشافها وهي تصيح وركض لها بسرعه:" خير شفيج؟"
مسحت دموعها وحاولت تبتسم لكنها ماقدرت:" تطلقت..!!"
كلماتها كانت مفاجأة له ، سحب الورقة من ايدها وقعد يقراها ، عرف ان قرار الطلاق كان بطلبها يوم قالت له:" اول مرة يسوي خير بحياته..!!"
محمد حسّ ان جملتها فيها مبالغه شوي بس عرف انها كانت مقهورة ومهمومة ، جذي قالت اللي قالته ، جفس الورقة وخلاها بالظرف وقال لها:" اتمنى انج تعيشين حياتج بعيد عن ذكرى الأمس ، ويكون الماضي مجرد صفحة وطويتيها للأبد ، انا عارف النسيان صعب والجرح كبير اللي خلّفه فيج فيصل بس تقدرين تتغلبين على كل هذا ، ارجوووج عيشي حياتج وابتسمي للحيــاة..!!"
ضحكت غصباً عنها:" محمد ابتسم للحياة؟"
محمد:" اي ليش لا ، تفائلي وابعدي التشاؤم عنج واعتقد ان احنا اثنينا مرينا بتجارب قاسية ، وهذا انا الحمدالله تخطيتها وتغلبت عليها، صح كان الوضع صعب بالبداية بس كل شي بالاصرار يصير."
نجود:" اتمنى يامحمد."
محمد:" اضحكي يااختي شفيج مادة بوزج شبرين كأنج جمل."
نجود:"ههههههههههههه ووع عليك ماشبهتني الابجمل.."
محمد:" شدراني فيج ، تعاااالي بسألج ماقعدت شوق؟"
نجود:" لا ماشفتها نزلت يمكن تعبانة ونايمة ، لاتنسى ان اخوانها عندها."
محمد:" وابوي ماتدرين وينه؟"
نجود:" تقول امي انه طلع وراح يتابع قضية بوعمر.."
محمد:" اهاااااا اوكي انا بقووم آكل لي شوي لااموووت من الجوع عن اذنج."
نجود:" خذ راحتك."
مشى عنها وخلاها بألمهاوحزنها ، كلمات اخوها كانت صح ، بس الألم كان كبير بداخلها واللي صار موسهل عليها، وانها تكون إمرأة مطلقة أصعب."

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
من ماتت أمها والألم مايفارقها ، شريط حياتها يمر بعقلها وقلبها بكل حسرة وندم.. كانت قاعدة اطالع كل واحد في أخوانها وتمر بعيونها صور تطعنها مليون طعنه..!! انتبهت على صوت عبدالله وهو يصيح حست بغصة بحلقها ودموع تجمعت بعيونها يوم شافته جذي قامت له بسرعه وقعدت تمسح على راسه ، المسكين كان يصيح وهو راقد ، هدى كانت ضايعه موعارفة وش تسوي تشوف اخوها بهالحالة والوضع اللي هم فيه مايسر لاعدو ولاحبيب..!!
بعد ساعة قعدت شوق ووراها هديل ..
شوق:" صباح الخير."
هديل:" صباح الخير."
شوق بتفاجئ:" هديل طالعي مناك.." وهي تأشر على هدى وعبدالله.
كانت هدى نايمة صوب عبدالله بعدما هدأته؟
هديل:" تدرين تكسر خاطري ساعات احس انها صغيرة وماتفهم وبسبب غبائها طحنا في بلاوي احنا في غنى عنها."
شوق:" مسكينة هدى ، ضيعت احلى ايامها ويارجال استغفرالله مايتسمى رجال اصلا."
هديل:" كانت بتضيعنا كلنا وياها بسذاجتها وانانيتها وحبها للفلوس، وهذا هي ضيعت أمي وتيتمنا بسببها."
ونزلت دموعها على خدها غصباً عنها وقعدت تصيح. ماكانت تتخيل انها بيوم من الايام بتمر بهالموقف.

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^