مرّت الأيام تعيسة وكأيبة على السرير الأبيض بالمستشفى ، نجود استعادت وعيها بعد الغيبوبة اللي دامت اربعة ايام.. كان محمد وأخوانه وبنات عمه ملتمين حولها يتشكرون لها بالسلامة.. أما حمد وناصر وأبوهم قاعدين بحجرة الزوار التابعه لحجرة نجود..!
وبعد دقاااايق طلعوا الأخوان وراحوا يقعدون وياعيال عمهم.. الكل تغيرت نفسيته شوي يوم رجعت لوعيها وخصوصاً أمها اللي ماذاقت النوم من يوم طاحت نجود.
حمد:" ها بشروا شخبارها؟"
احمد:" الحمدالله زينة بس تعرف توها موتعيه لنفسها وتعبانة شوي."
ابوحمد:" اكيد اهم شي ماطولت غيبوبتها والا كانت مشكلة."
ابومحمد:" الحمدالله."
ابوحمد وهو يسأل بومحمد:" ماقلت لنا شبتسوي الحين ويافيصل؟"
ابومحمد وهو يطالع أرض الحجرة:" والله مدري محتار أخاف اطلقها منه وتتعب نفسيتها ، واخاف اخليها على ذمته ويهملها ويعذبها وياااه."
أحمد:" يبه طلقها منه احسن ، اذا ظلت على ذمته بتنهار اكثر مما هي منهارة ، وحرااام اضيع عمرها وياه وهو مايستاهلها."
بس خلص كلامه سمعوا صوت دق على الباب ، وقام ناصر يفتحه كانت مفاجأة لهم كلهم ، ابوفيصل والعنود جايين يزورون نجود..!!
ابومحمد بدون مايحسس بوفيصل بأشي:" هلا هلا حياااك بوفيصل تفضل ياخوي."
ابوفيصل كان متفشل منهم ومتضايق لأن ولده سبب لهم مشاكل هم في غنى عنها، وبصوت حزين وخافت:" الله يحي أصلك ياخوي ، والسلام عليكم جميعاً."
ردوا عليه بصوت واحد:" وعليكم السلام والرحمة."
قعد ويا الرجال أما العنود فدخلت للحريم تقعد وياهم.. لما دخلت العنود نفس اللي صار ويالرجال صار وياالحريم الكل قعد يطالعها يوم دخلت وكانوا يتوقعون امها بتدخل وراها لكن خاب ظنهم...!!!
العنود:" السلام عليكم ."
ردوا عليها:" وعليكم السلام والرحمة."
خلود:" هلا هلا تعالي قعدي صوبي عنود."
ام محمد:" شخبارج يمه ان شاءالله بخير؟"
العنود والتوتر والخوف بياكلونها:" بخير الحمدالله ، يسلم عليكم ابوي."
ام محمد:" الله يسلمج."
كانت نجود ساكته اطالع السقف وتفكر بفيصل وبقراره الظالم اللي اتخذه بحقها...!!
سمعت صوت العنود وزاد من ألمها ووجعها، تمنت الكل يطلعون من الحجرة ويتركونها بروحها تفكر بمصيرها اللي مشى عكس التيار تماماً..!!
شوق واللي قطعت حبل تفكيرها:" نجود حبيبتي العنود تسلم عليج.."
ومن غير مااطالعها وبنبرة إدل على عصبية وقهر:" خلوني بروحي انا ماابي أشوف احد طلعوووا بره بره بره....!!"
المسكينة عنود حست بإحراج يوم شافت نجود تطردهم ، ماعرفت شتسوي وحست انها السبب بتصرف نجود..
ام محمد بخوف:" بسم الله عليج يابنيتي شفيج تطردينا؟ يمه لاتسوين بروحج جذي." وقعدت تصيح يوم شافت بنتها تقول هالحجي.
شيخة وهي تمسح دموع امها وتحبها فوق راسها:" يمه هدي نفسج اللي فيج مكفيج ، نجود موقصدها اكيد هي تعبانة وتبي ترتاح."
سمر:" خلونا نطلع يمكن تبي ترتاح وباجر ان شاءالله نرجع لها."
خلود وحست لعنود وسرحانها:" عنود تعالي نطلع بره." ولحقوهم البقية..
من غير ماتتكلم قامت وياها وطلعوا بره ، كانوا لرجال قاعدين ويسولفون استغربوا يوم شافوا الحريم وحدة ورى الثانية...
ابومحمد:" هااااا وين على الله تووو الناس؟"
سمر:" لامافي شي بس نبي نخلي نجود ترتاح ومانثـقل عليها."
احمد:" زين عيل بوصلكم وبوصل مريم البيت."
بومحمد:" زين ماتسوي انا بقعد وياعمك وبوفيصل هني وبعدين بنرجع."
حمد:" عجل احنا خلونا نطلع شباب شرايكم."
محمد وهو يطالع شوق من غير محد ينتبه له وكأنه يشاورها، وبادلته بإبتسامة فهم منها انها تقول له (( اطلع بس انتبه لنفسك، ولاتسهر وااااايد )) قلبه كان يقوله هالكلام...!!!
اما ناصر فكان رايه من راي حمد ، وسيف طبعاً كان بياخذ نورة وبيرجعها بيتهم وبيطلع وياالشباب لأن طلعاتهم ماتتفوت...!!!!!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
قعدت من النوم قبل صلاة العصر، حست بضيق بصدرها. قامت غسلت وجهها ورجعت عند طاولتها وقعدت تقلب بصفحات مفكرتها.. كانت قاعدة تتأمل الصفحات الأولى فيه اللي كانت تخصها ومحمد..!!! (( أحلى لحظات حياتي يوم شفته اليوم يم بيتنا ويااخوي فيصل ، وعطاني هدية، هدية عمري ماأستحقيتها..!! قلـــبه.....))
طاحت من عيونها دمعة على كلمة { قلبه} وشوهتها.. فعلاً كانت سحر الإنسانه اللي شوهت قلب محمد بحبها المبـتور..!!
قلبت الصفحات بسرعه وقعدت تكتب أشياء تدور بداخلها أشبه بالخواطر..!!
(( على أنقاض حياتي بدأتُ أستيقظ مرةً وأغفو أخرى.. كأيبة هي الأيام التي تمرُّ بي، تعيسة هي اللحظات التي أنظرُ فيها إلى سوداويةِ السجنِ المحيطِ بي..! وأيُّ سجن هو سجني؟ أن أسجن على قارعةِ الموتِ المؤبد، وأتجرعُ ماإكتسبته نفسي. مؤلمة / قاتلة كل الثواني التي أتنفسُ فيها. أوااااه ياوجعي المقيمِ بي ، أوااااه ياأوراقي المحترقة بذكرياتٍ مهشمة تحت أقدامِ الزمنِ المُرّ..!! ليتني ماكنتُ أو كــان هو بين شريانِ القلب ننبض بألم ، بقسوة ، بشجن..! آآآآه ياقلبي الحزين ، آآآه يادمعي المُثكل بجراح الأيام ، آآآه ياجرحاً لن تـُدمِله السنين إلا على جثةٍ تنهشها عقاربٌ وأفاعي ، ذنوبٌ ومعاصي..!! آآآآه ياااااربـــي أدركني...!! ))
أنهت كتابتها بتوسل لله سبحانه بإدراكها قبل فوات الأوان نهائياً، مسحت دموعها اللي غسلت وجهها من فتحت عيونها من النوم..!!! قامت ورمت بنفسها كرسيها الهزاز وهي تفكر بميثة وطريقة تقدر تخلصها من فهد والأشرطة..!!
وفجأة قطع حبل أفكارها صوت تلفونها، قامت تسحب برجولها تشوف المتصل ، كانت رقم موغريب عليها بس موذاكرته ، خلته مكانة وماردت (( يمكن فهد متصل من رقم غير رقمه ويوهقني بطلباته..!! )) وقف صوت التلفون وارتاح قلبها شوي ، لكن ماصارت دقيقتين والا ورنّ مرة ثانية ، (( ماني رادة عليك خلك تولي )) وسكت مرة ثانية وردّ اتصل للمرة الثالثة، طالعت تلفونها بعصبية (( اففففففف من هذا؟ خلني اردّ واشوف من ، يمكن ميثة صج متصلة تبيني بشي وهذا رقمها الجديد.!!! )) وردت بسرعه بآخر لحظة قبل لاينقطع:" الووو."
الطرف الثاني:" الوو مرحبااا سحر..!!!! "
سحر بإستغراب وإندهاش:" من...؟"
رد عليها الصوت بهدوء:" عبدالعزيز ماعرفتيني؟"
سحر هدأ بالها شوي يوم عرفت انه عبدالعزيز لكن بنفس الوقت انقبض قلبها وبخوف سألته:" شتبي؟"
عبدالعزيز:" مرة وحدة شتبي؟ مافيه شخبارك؟"
سحر بغيظ:" وانتوا خليتوا فيها أخباااار؟ قول خلصني ياعبدالعزيز شتبي؟"
عبدالعزيز:" ماعلينا أبيج بموضوع يهمنا احنا الأثنين..!!"
بفضول وإستغراب سألته:" مافهمت؟ هو في مواضيع خصنا احنا الاثنين غير البلاوي اللي سويتوها فينا..!!"
عبدالعزيز:" سمعيني انا مالي خص باللي صار، كل شي كان تحت يد فهد ، عموماً موهذا موضوعي ، أبي أكلمج بأقرب وقت ممكن وبمكان عام."
سحر:" قول اللي عندك هني."
عبدالعزيز:" مااقدر لازم أشوفج."
سحر وبإصرار:" آسفة مااقدر تبي تقول اللي عندك أهلا وسهلا ماتبي مع السلامة."
عبدالعزيز:" افاااا انا تقولين لي جذي؟ وانا اللي أبي مصلحتج وياي ومتصل فيج!"
سحر:" مصلحتي انكم تحرقون الأشرطة اللي عندكم ، اللي صورتونا فيها انا وميثة، وتبعدون عن حياتنا للأبد."
عبدالعزيز:" قربتي وااااايد من اللي أبي اقوله لج ، وبصراحة وفرتي علي وقت كبير، وراح اقولج بالتلفون مع اني كنت اتمنى أشوفج واشرح لج كل شي بالتفصيل."
سحر:" مافهمت شتقصد بكلامك؟"
عبدالعزيز:" بإختصار بعد مادمر فهد حياتي ابي أنتقم منه، وانا ورفيجي جاسم خططنا وبنفذ الخطة وأبي مساعدتج وراح تكون لج فرصة الانتقام من فهد وبنفسج تتخصلين من الاشرطة وتنهين هالماضي من حياتج."
سحر:"........!!!!"
عبدالعزيز:" مايحتاج تفكرين وايد ، الوقت يمر وفهد وسعود بسافرون لازم ننتقم منه بأسرع وقت ممكن والا بضييييع كل شي من يدج."
سحر:" مدري موعارفة شقول، بصراحة مابي أدخل روحي بمشاكل انا في غنى عنها كفاية اللي فيني ، وش تبي تسوي فيني اكثر من اللي فيني، عبدالعزيز روح دور لك على شخص غيري يساعدك بمإنتقامك."
عبدالعزيز:" ماتبين الأشرطة ترجع لج وتتخلصين منها بنفسج؟ ارجوووج سحر لااطولينها وهي قصيرة ساعديني وبتنتهي كل مشاكلج ويافهد اوعدج بهالشي."
سحر:" اخاااااف اتورط بمسأله أكبر من اللي انا فيها، وبعدين انا وش دراني انت وش ناوي تسوي له، اخاف تقتله وادمر حياتي اذا ساعدتك."
عبدالعزيز:"ههههههههههههههههههههههه اقتله مره وحده ، بصراحة فكرت فيها بس لقيته حل سريع وانا أبي اخليه يحس بالذل قبل لاأدمر حياته مثل مادمر حياتي وحياة غيري."
سحر حست بحرقة بقلبها وهي تسمع كلامه تذكرت كل اللحظات المُـرّة اللي عاشتها بذل ويافهد.. تمنت لوبيدها سجين تقتله وتتخلص منه للأبد..
عبدالعزيز:" اشوفج ساكته؟ اعتبره موافقة والا بعدج رافضة؟"
سحر بتردد:" اوكي بس مابي مقابلات بيني وبينك او حتى اي شخص ، خل اللي بينا بس مجرد اتصالات لاأكثر، واتمنى كل شي تخطط له تبلغني عنه حتى اكون بالصورة وعارفة كل شي فاهم."
عبدالعزيز وبطير من الفرحة:" حاااااضر وعلى امرج اكيد ، وأبشري قريب بننتهي من مشاكل فهد وربعه للأبد ، بااااي."
وصك التلفون من غير مايعطيها مجال انها تقول اي شي ، صكاه وخلاها بحيرة كبيرة من أمرها، محتااااارة وش تسوي (( آآآآآه آآآآآآه ياراسي شسوي؟ انفذ الانتقام وياه ، اقبل فيه؟ لالا مااقدر اخاف يصير شي كبير واتورط وأورط أهلي، زين والأشرطة هذي فرصة اتخلص منهم، اكيد عبدالعزيز الحقد مالي قلبه والا ماكان فكر انه ينتقم من اعزّ اصدقائه ، لازم لازم اتخلص من كل دليل ممكن يقلب حياتي فوق ماهي مقلوبه...!! ))
كان هذا آخر قرار تتخذه سحر ، وراح تنفذه وان شاءالله تقدر تتخلص من وصمة عار ممكن تلاحقها للأبد.





رد مع اقتباس
المفضلات