الجزء العاشر

في لندن الساعه السادسة مساءً..
فيصل وبعصبية:" أنا قلت لج مايحتاج أصريتي علي، كنت عارف النتيجة ماكان فيه داعي انج اتصرين على الفحص مرة ثانيه وثالثة وعاشرة لأنج..لأنج بتظلين تصيحين واتصرين على علااااج بيد رب العالمين، انا راضي باللي انكتب لي عيال مابي مب لازم بينقصني شي؟ بصير شي فيني لما مايكون عندي عيال؟؟ جاوبيني.."
نجود وهي تصيح وتمسح دموعها:" كان عندي أمل ان ممكن نلقى علاج."
فيصل:" انتي تعرفين ان كل الاطباء اللي رحنا لهم أكدوا ان مافينا شي، وان هذا الشي بيد الله يعني لاتقعدين تعورين راسج بالروحة والردة. وسافرنا أكثر من مكان وكلهم نفس الكلام. ليش ماتقتنعين؟"
نجود ومااستحملت اكثر:" فيصل انا ابي لك السعادة، ابيك تصير ابو، ابي يصير لك سند لما تكبر. مابي حد يعيرني، انت ماتحس فيني يافيصل، ماتشوف نظرات الناس، وخالتي لي كل مرة اروح فيها بيتكم.والجيران.. فيصل مابي أحرمك من أنك تكون أبو."
فيصل:" وش قاعده تقولين؟ وش تخربطين انتي؟؟ الناس مايهموني وأمي ماعليها مني، أنا مرتاح جذي.."
نجود:" لاتخدع نفسك بهالكلام، انا اشوف نظراتك للعيال لماتشوفهم، لاتحسب اني ماألمح نظرات الألم والحسرة اللي تحس فيها."
فيصل تم ساكت ويفكربكلامها، هو فعلاً كان يكابر ويخدع نفسه بهالكلام لأن مايبي يخسرزوجته اللي يحبها ويموووت فيها.طالعها بعيونة اللي انملت أدموع:" أنا مابي أخسرج، مابيج تضيعين مني علشان أتلبين لي هالرغبة، أنا أحببببببج تعرفين شنوو أحببببببببج ومستحيل أفكر بشي غيرج حتى لوكان هالشي يخليني أكون سعيد.."
كانت تعرف ان كل كلمه يقولها يكابر فيها، لأنها تعرفه زين تعرف انه بحاجه لهذا الولد.. تعرف شعورة اللي كل ماحد ياب طاري لعيال تجمعت الآلام بقلبة..صح يحبها ويموت فيها بس لوإنها اتييب له ياهل كانت علاقتهم تقوى أكثر وأكثر وتكون أكثر ترابط...!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
وفي غرفة محمد وحمد...
حمد:" انت شفيك يمكن مشغولة؟ والا اقووول ماتبي ترد ليش انت راز ويهك لها؟"
محمد:" حمممممد انت اللي شفيك؟؟ انت تعرف اللي بيني وبينها، مافي داعي تقول جذي، وياأنك تقول شي مفيد او انك تسكت أبرك."
حمد واللي يحب يعانده وبكل تحدي:" مابسكت كيفي، انت تعرف انها انسانه مغرورة وشايفة نفسها،انت مدري على شنو تحبها قووول لي بالله، فيه أحسن منها بمليووون مرررة.."
طالعه بنظرة قهر وغضب وانفجر فيه:" انت تعرف قاعد اتكلم عن من؟"
حمد وبدون أهتمام لغضبة:" ايه اعرف سحر."
محمد:" خوش والله، أولا أحب أنبهك انها مب مغرورة ولاشايفة نفسها، وثانياً مافي مثلها بالدنيا كلها، وثالثاً مافي مثلها بالدنيا كلها، ورابعاً والأهم سحر راح تكون زوجتي جريب."
حمد:"هه بنشووووف!!"
محمد:" أكييييييييييييد بنشووووف."
وسكتوا شوي وكل واحد فيهم متضايق من الثاني،، حمد مب طايق تصرفات محمد وهذا مب طايق اسلوب حمد بالكلام عن حبيبته وزوجته المستقبلية. وبعد ربع ساعه من الصمت,,
حمد:" أسمع أنت وويهك ترى ماأحب أقعد مع واحد خافس لي ويهه! على العموم أعتذر لك مب علشانها هي علشانك انت."
محمد ظل يطالعه ويفكر، وبعد خمس دقايق:" قبلت أعتذارك مب علشانك علشان انك بتظل هني وياي طووووول السفر."
حمد ويجاكره:" والله إحمد ربك إني ياي معاك ماهونت وقعدت."
محمد:" يعني اتمنن علي هالجية مالت عليك، كأنك عدو مب رفيجي وولد عمي."
حمد:" افاااااااااااااااااااااااااا انا الحين عدو، مب كأني خايف عليك وخايف على مصلحتك لأني أحبك."
محمد:" والله انت لوخايف علي ماقلت جذي عن سحر، وانت تعرف انها راح.."
وقاطعة حمد:" زوجتك أدري.. خلااااص ها...مابتكلم." وهو حاط يده على حلجة.
محمد:"ههههه سامحتك خلاااص شيل يدك وتكلم."
يطالعة ويهز راسة بالرفض.. مد محمد يده وقعد يدلدغة لين مافطس من الضحك وشالها..
حمد:"هههههههههههههههههههههه بس بس ذبحتني الا هذي."
محمد:" زين وش قلت الليلة وين بتطلعون؟"
حمد:" ولااااامكان، غير المستشفى،، والله ملل الفندق."
محمد:"هذا انت تقول ملل عيل انا وش اقوول اللي ماقدر اطلع الا باهالكرسي."
حمد:"لاااا لاتقول جذي ان شااااءالله بتخلص العلاج وبترد تمشي."
محمد:"ان شاءالله."
حمد:" الحين وش قال لك الدكتور؟؟"
محمد وهو يطالع رجايله ويتلمسهم:" أحتاج لعلاج طبيعي مكثف،، واذا ماأخذت العلاج بسرعه راح تتصلب بعض الشرايين واذا تصلبت يمكن ماأرجع أمشي."
حمد:"الله لايقوووله،، انت خذ العلاااج مثل ماقال وتوكل على الله وبإذنه بتمشي.."
محمد:"ايييييييه ياحمد،، تهقى لوماأمشي بتقبل فيني سحر؟؟"
حمد واللي مايحب طاريها:" افففففف،، والله اسمعني اذا تحبك صج مايهمها مشيت والامامشيت."
محمد:"صح كلااااامك."
وظل ساكت يفكر بمصيره لوفعلاً مايمشي،، شلون راح تنقلب موازين حياته بهالكرسي المتحرك..!!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

كان بالمستشفى يرقد على السرير وهو بين الحيااا والمووووت.. زوجته رايحة يايه وتفكر" شلون جذي،، شلون؟؟ مايصير كان كل شي بينتهى، باجي دقايق وأنخلص.شلوووون بلحظة ينهدم اللي بنيناه بلحظة؟!"
هدى كانت قاعدة على الكرسي وتفكر بنفس الفكرة،، ماكان يهمهم ليش صار فيهم جذي، اللي كان يهمهم انهم اللي خططوا له ماتم ولااستوى.
هدى:" يمه ابوي شصار فيه؟؟"
أم عبدالله:" وانا أدري الدكتور للحين ماطلع ولاادري وش السالفة، ماكان فيه شي صاحي مايصير جذي..مايصييييير."
هديل كانت قاعدة على كرسي بعيد عنهم شوي لكن بنفس الممر وتسمع كلامهم وتقول بقلبها:" اييييييييييه وتسألين يايمه ليش صار جذي؟؟ وانتي المفروض تكونين أول وحده تعرف السبب، معاملته لشوق، ضربة جحودة لها، السب والشتيمة وفوق كل هذا تسألين ليش؟!!"
طلع الدكتور من الغرفة اللي فيها بوعبدالله وهو منزل راسة، وبسرعه راحت له ام عبدالله:" خير يادكتور طمني وش فيه ريلي؟"
الدكتور:"واللهي مش عارف اقولك ايه بس حالتو صعبه قوي."
أم عبدالله:" ايه يعني وش فيه ليش حالته صعبة؟"
الدكتور:" جلطة بالمخ..."
صرخت أم عبدالله وضربت بيدها على قلبها:" لاااااااااااا مستحيييييييل."
الدكتور:"وع العموم حيتم تحت المراقبة في غرفة الانعاش ، ربنا يكون في عونكوو."
هدى كانت تسمع وخايفة من اللي تسمعه،، أول مرة تشوف مثل هالمنظر، كان ابوها على السرير إمدّد وعليه جهاز القلب والتنفس والضغط وغيره. أما هديل ماكانت تتمنى هالشي يصير لأبوها، لكن الظالم بالنسبة لازم ينال جزاه بيوم حتى لوكان هذا ابوها.ظلت قاعدة مكانها وتقرأ آيات وسور حافظتها من القرآن الكريم.
وبالبيت كانت شوق قاعدة وياعبدالله وتصيح، عبود ماكان فاهم وش صار في ابوه ولاهي تدري وش صار فيه بالضبط.
عبدالله:" شوق وش ليش ابوي طاح؟؟ وش فيه؟"
وهي تتنهد وتاخذ نفسها من كثر ماظلت اتصيح من ظربة وظلمة:" مدري ياعبدالله مدري."
عبدالله كانت شوق تكسر خاطرة رغم صغر سنه الا انه يفهم شوي.. ويخاف عليها. شوق ماكانت عارفة وش شعورها،صورة أمها مازالت بيدها رفعتها وقعدت اتلكمها وكأنها تكلمها:" شفتي يايمه، رب العالمين ماينسى عباده، آآآآآآآآآآه يايمه تعباااااااااااااااااانه حييييييل.. شفتي شصار في ابوي يمه، مدري أفرح لأني ماتزوجت والاافرح لأن ابوي دخل المستشفى؟! لكن لااااا الشماتة موطبعي ولامن أخلاقي يايمه، بس الله أقوى على الظالم. مدري اذا رد ابوي بيصرعلى زواجي مرة ثانيه؟ والابيتراجع؟؟خااااااايفة يايمه خايفة.."
وبعد دقايق سمعت باب البيت انفتح، خافت وحضنت عبدالله وخلته يمها،، وشوي والاخواتها داخلين البيت وأمهم. هدى طالعت شوق بإحتقار ونظرات كلها كره وراحت لغرفتها فوق. أما خالتها فراحت لغرفتها بدون حتى مااطالعها. وطبعاً مافيه الاهديل اللي راح تقعد معاها وعبود.
شوق:" خير وش صار؟"
هديل قبل لاترد عليها:" حبيبي عبدالله روح غرفتك اقعد."
عبدالله:"لاااا مابي اروح،، ابوي وش فيه؟؟"
هديل:" تعبان شوي يالله حبيبي اسمع الكلام."
عبدالله:" ان شاءالله." وبعد ماراح عنهم طالعت هديل إختها وقالت لها:" سامحيني."
بإستغراب:" على شنووو؟"
هديل:" كنت أعرف بالسالفة بس ماخبرتج لأني كنت خايفة عليج ومابي أشغلج عن الامتحانات."
شوق بإبتسامة:" ماعليه اللي صار صار، بس ماقلتي لي وش فيه ابوي؟"
هديل:" اسم الله عليج جلطة بالمخ."
شوق بدهشة:"جلللللللللطة؟؟؟؟؟؟؟"
هديل:"ايه، وهو الحين بالعناية المركزة، في غرفة الانعاش....."
شوق:"لاحول ولاقوة الابالله."
هديل:" انتي خايفة عليه؟"
شوق:" مااقولج خايفة، بس ماأتمنى موت حد حتى لوكان سبب تعاستي وعذابي، ومااتمنى له الاان الله يهديه ويقوم بالسلامة."
هديل:"أصييييييلة، يالييييييت انا مثلج، برغم كل اللي سواااه فيج وكان بيسويه الا انج اتمنين له الصحة؟! والله انج بنت أصووول."
قاموا ثنتينهم وراحوا لغرفهم لأن الساعه كانت9 بالليل.. وكل وحدة راحت غرفتها وهي تفكر في مصير ابوها وش راح يكون.
أمابوعمراللي جته صدمة من اللي صار وأمله في الزواج من بنت بوعبدالله شبه منهار، طلع من بيتهم بعد اللي صار والزعل والغضب مجتمعين فيه وماكان عارف وش يسوي. بس كان مصمم على الزواج من بنته ومُصر عليه..!!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^