صاروخ عاشوراء الإيراني تجاوز مداه إلى أوروبا
لندن ـ القدس العربي :
أعرب موظفون كبار في وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) عن قلقهم الشديد من وجود الصاروخ البالستي الجديد المسمي ( عاشوراء ) في ترسانة السلاح غير التقليدية لإيران. وأشارت مصادر في البنتاغون إلى أن هذا الصاروخ يصل مداه إليى2000 ـ 2500كم ويمكنه في المستقبل أن يحمل أيضاً رأساً متفجراً نووياً.
حتى الآن كانت الصواريخ البالستية التنفيذية لإيران من عائلة شهاب، والصاروخ الأبعد مدى في الخدمة الإيرانية هو شهاب 3، ويصل إلى مدى نحو 1.300كم ويغطي أجزاء واسعة من دولة إسرائيل إذا ما أطلق من الطرف الغربي لإيران. ويحسن الإيرانيون هذا الصاروخ ليصل مداه إلى مسافة 1800كم.
ومقابل هذه الصواريخ المعروفة للغرب منذ زمن بعيد، نقلت صحيفة ( يديعوت أحرنوت ) عن كبار الموظفين في البنتاغون قولهم أن صاروخ عاشوراء بلغ النضج التكنولوجي بحيث يمكن الافتراض أنه في الأيام القريبة القادمة ( بمحاذاة مؤتمر أنابوليس ) سيجري الإيرانيون تجربة تنفيذية أولي ينفذ فيها إطلاق أول للصاروخ.
الصاروخ الجديد يتكون من مرحلتين ويعتبر اليوم الأكثر تطوراً في عائلة الصواريخ الإيرانية. في السنوات الأخيرة أُجريت تجارب مختلفة علي محرك الصاروخ وغيره من الأجهزة. قطر الصاروخ 125ملم، ولديه هيئة قابلة للاختراق تحمل رأساً متفجراً.
المصادر في الولايات المتحدة شددت علي أن الإيرانيين كانوا مستعدين لتنفيذ التجربة قبل بضعة أسابيع، ولكن التوتر بين إسرائيل وسورية علي خلفية قصف ما وصف بأنه مفاعل نووي كوري شمالي في سورية والتوتر مع الدول الأوروبية في تلك الفترة علي خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن المشروع النووي في إيران، أديا بالقيادة الإيرانية إلى تأجيل إطلاق الصاروخ.
المدى البعيد للصاروخ، 2000 ـ 2500كم، يثير قلقاً خاصاً في الغرب كونه يغطي ليس فقط إسرائيل بل ومناطق واسعة في أوروبا ويبعث علي قلق أقصي في دول الناتو وفي الولايات المتحدة. علي هذه الخلفية طلبت الولايات المتحدة بأن تنشر في بولندا وتشيكيا بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ، الأمر الذي أدى إلى أزمة في العلاقات مع روسيا.
وفي واشنطن كشفت مصادر عسكرية أن القوات الإسرائيلية عطلت كل أجهزة الدفاع الصاروخي في سورية أثناء غارة أيلول ( سبتمبر ) الماضي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بمعلومات تتعلق بأنظمة الدفاع الجوي السوري قبل وخلال الهجوم التي قالت تل أبيب أنه استهدف مفاعلاً نووياً سورياً.
ونقلت أسبوعية ( أفياشن ويك آند سبايس ) تكنولوجي الأمريكية في عددها الذي سيصدر يوم 26 تشرين الثاني ( نوفمبر ) الجاري عن مسؤولين عسكريين ومختصين في الصناعات الفضائية أن الطائرات الإسرائيلية أرادت التحليق فوق سورية بدون تنبيه الدفاعات الصاروخية السورية.
وأردفوا أنه في الوقت الذي قالت إسرائيل فيه إن الغارة استهدفت موقعاً نووياً في دير الزور شمال سورية، فإن هذه الغارة سبقها هجوم على موقع رادار سوري في تل الأبيض قرب الحدود التركية. وأشار محللون استخبارايون أمريكيون إلي أنه تم استهداف موقع الرادار هذا بهجوم إلكتروني وقنابل ذكية من أجل السماح للقوات ( الجوية ) الإسرائيلية بالدخول إلى الأجواء السورية والخروج منها من دون أن يتم اكتشافها.
وأضاف هؤلاء المحللون أنه جري في وقت لاحق تعطيل نظام رادار الدفاع الجوي السوري لفترة من الوقت شملت ( الوقت الذي استغرقته ) الغارة. وكشف هؤلاء أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بمعلومات تتعلق بالدفاع الجوي قبل الهجوم الإسرائيلي علي موقع نووي محتمل في سورية يوم السادس من أيلول ( سبتمبر ) الماضي. وأوضحوا أن الولايات المتحدة كانت تراقب الانبعاثات الإلكترونية من سورية خلال الهجوم الإسرائيلي، لافتين إلي أنه في الوقت الذي لم تكن فيه هناك مشاركة امريكية نشطة في العملية، فقد تم تقديم النصح.
من جهته، قال مختص أمريكي في الحرب الإلكترونية لكن لم يكن هناك أي مشاركة أمريكية فعلية غير الاستشارة التي قدمتها الولايات المتحدة بشأن نقاط الضعف المحتملة لأنظمة الرادار السوري. وأوضح محللون أمريكيون أن أحد عناصر هذا الهجوم الإلكتروني تمثل بتشويش هائل، واعتبروا أن اعتماد أنظمة الدفاع الصاروخي السورية حتى الآن على أنظمة اتصالات ( إتش أف ) و ( في أتش أف ) تجعلها غير حصينة.
وعبر هؤلاء المحللون عن اعتقادهم أنه لم يتم إغلاق أي من شبكات الكهرباء في سورية، لكنهم اعتبروا أن اختراق الشبكة ( الرادارات السورية ) تم من خلال هجوم إلكتروني جو ـ أرض واختراق من خلال الصلات التي تربط أجهزة الكومبيوتر.
وفي هذا الإطار، قال أحد المختصين الأمريكيين في مجال الاستخبارات أن تعطيل شبكة الدفاع الجوي السوري تم أيضاً من خلال بعض الاختراقات غير التكتيكية العالية المستوي، مشيراً إلي أن هذه الاختراقات كانت إما مباشرة أو على شكل تضليل أو الاستهزاء بقدرة القيادة والسيطرة السورية من خلال هجوم عبر الشبكة ( البث الإلكتروني والإذاعي ). وأوردت الأسبوعية الأمريكية أن القدرات الإلكترونية للجيش الإسرائيلي محاطة بقيود من السرية.
لكنها نقلت في هذا الإطار عن مسئولين حكوميين وفي الجيش الإسرائيلي تأكيدهم أن الاجتياح عبر الشبكة والمعلومات الحربية والقيام بهجوم إلكتروني هي جزء من قدرات إسرائيل الدفاعية. من جانبه، قال المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية ( بينتشاز بوتشريز ) إن الحرب الدفاعية والهجومية عبر الشبكة هي واحدة من أكثر المجالات الجديدة إثارة، مضيفاً أستطيع القول فقط إننا نتبع تقنية الهجوم عبر الشبكة الإلكترونية بانتباه شديد.
وأضاف ( بوتشريز ) كنت أشك في فعالية هذه التقنية منذ خمس سنوات. لكننا نجحنا. كل شيء تغير الآن. وشدد على أنك تحتاج هذا النوع من القدرات. لا تكون مسئولاً إذا لم تتعامل معها. وإذا استطعت أن تبني هذا النوع من القدرات، فحدودك هي السماء.