نعم اتذكر حكايات خالة والدي وهي امرأه كبيره قد تجاوزت الــ 80 عاما ً
فارقت الحياة منذ سنوات أسأل الله لها الرحمة
كانت تتحدث عن سنوات القحط والجوع وكيف أن كثير من الابناء والبنات انجبتهم
ولكن تحالف الجوع والفقر والموت فكانو لهم بالمرصاد
كانت تقول ان الحكومه آن ذاك كانت تعطي لكل رب أسرة كمية بسيطه من التمر
وبالمقابل كانو يأخذون محصول المزارع والويل لمن يحاول اخفاء شيء من محصوله
كان الفقر شديد ومايخصص لهم من حصص للطعام لاتسد الرمق
لدرجة أن الاهالي بعد توزيع الحصص من التمر يتسابقون لأخذ وعاء التمر (القلة)
وهي مصنوعه من خوص النخل كانت تُستخدم فيما مضى لتخزين التمر
وكان من يفوز بالحصول عليها يقوم بأخذها لمنزله لغسلها وتوزيع ماء غسلها على افراد اسرته لشربه كعشاء أوغداء
اتذكر أيضا ً انها كانت تقول ان احد ابنائها كان يحتضر من الجوع وهي لم تفطن لمسألة الاحتضار
فذهبت تبحث بين بيوت الحي من لديه مرقة
(الماء الذي يُسلق بـ الأرز)
فأستطاعت أن تحصل على القليل منها وأتت مسرعه لتسقيها ابنها وبالفعل تمكنت من اعطاءه القليل
واثناء ذلك مات بين يديها .
كانت تحكي لي الكثير عن تلك الفتره وكانت تحكيها بوجع لأنها بسبب الفقر والجوع فقدت كل أبنائها
وبقيت على حد تعبيرها كـــ \\ شجره بلا ثمر
ولأننا ذكرناها فلنقرأ لها الفاتحه رحم الله والديكم جميعا ً
شكرا ً لك أخي تمثال أجدت السرد بإسلوب المتمكن
نسأل الله لمن ذكرتهم الرحمة والغفران ولنقرأ الفاتحه لأرواحهم
واتمنى ألا يعيد الزمان نفسه
وألا نعاني كما عانا الاجداد فكما تعلمون نحن جيل مرفه
لم نعتد حياة الفقر والشقاء .. نسأل الله دوام النعمه
مووفقين





رد مع اقتباس
المفضلات